دعت هيئة الأممالمتحدة في رسالة لها بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير، كافة الحكومات إلى العمل معها من أجل ضمان حرية التعبير، وطالبت في رسالة مشتركة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف ل3 ماي، وقعها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ومفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، والمديرة العامة لليونيسكو، إيرينا بوكوفا، كافة الحكومات إلى وضع يدها بيد الأممالمتحدة والعمل سويا من أجل ضمان حرية التعبير في الكلمة المطبوعة والمنقولة عبر الأثير وعن طريق الأنترنت، والعمل على ترسيخها في كل هذه المجالات. وأكدت الرسالة أن انتهاكات حقوق الإنسان أمر لا يمكن السكوت عنه، وينبغي على السلطات الحكومية ألا تدخر جهدا من أجل “ملاحقة ومعاقبة الجناة والتصدي لثقافة الإفلات من العقاب والعمل على ضمان أمن وسلامة الصحفيين”، وأضافت أن الإنسانية ستحتفظ في ذاكرتها بشجاعة الصحفيين الذين ضحوا بحياتهم من “أجل أن يكفلوا لنا حقنا في أن نعلم، وحقنا في أن نطلع على ما يدور في عالمنا”. وأشارت هيئة الأممالمتحدة، إلى أن الثورة الإعلامية قد فتحت الباب لنقاشات جديدة بشأن حرية التعبير وطبيعة الضبط والتنظيم والتوازن بين حرية التعبير، والمسؤولية معتبرة أنه “يجب علينا جميعا أن نواجه التحدي ونقبل مسؤولية التغيير”. وفي ذات السياق، وبعد مرور عشرين عاما على اجتماع ويندهوك، تضيف الرسالة، تثبت الأحداث كل يوم أن حماية حرية التعبير وتوطيدها أمر “لم يفقد أهميته وضرورته”، وأكدت أنه بعد مرور عشرين عاما على الإعلان العالمي لحرية التعبير تغيرت ملامح المشهد الإعلامي “بلا رجعة”، إلا أن هدف الأممالمتحدة بقي راسخا وهو “تعزيز حرية التعبير” بوصفها الأساس الذي ترتكز عليه كرامة الإنسان وحجر الزاوية الذي يستند إليه صرح الديمقراطية. واعتبرت الرسالة أن واقع حرية التعبير يقف اليوم على مفارقة، فمن جانب تفتحت أمامنا أبواب ومنافذ لم نعهدها من قبل تبيح لنا حرية التعبير بفضل التكنولوجيات الجديدة والتطور غير المسبوق في وسائل الإعلام، ومن جانب آخر بدأت تتصاعد مخاطر جديدة في خضم تطور متسارع مع أشكال قديمة من القيود والكبت لتطرح من ثم تحديات هائلة أمام حرية التعبير، وأشارت إلى أنه باتت تظهر كل يوم إجراءات جديدة لحجب المعلومات وتكييفها ومراقبتها، ولهذه التحديات وجوه مختلفة، إلا أنها تشترك كلها بوجه واحد هو “انتهاك حق أساسي من حقوق الإنسان”. وأكدت الأممالمتحدة “عزمها كل العزم على جعل الأنترنت مصدرا عالميا متاحا ومباحا للجميع حتى يصير بمقدور كل فرد أينما كان أن يجد فيه ضالته كمنبر للتعبير عن نفسه وإسماع صوته والتجاوب مع أصوات الآخرين”، وأوضحت فيما يتعلق بالمخاطر التي تحدق بالصحفيين أثناء تأدية مهامهم، أنه خلال العقد المنصرم فقد أكثر من 500 صحفي حياته أثناء تأديته واجبه المهني، كما قتل 60 منهم في عام 2010 وحده في شتى بقاع العالم، وأنه لا يمضي أسبوع دون أن تتوالى التقارير التي تخبر عن معاناة الصحفيين والمدونين وما يتعرضون له من ترهيب وعنف.