بعد انتظار طويل ومخاض عسير تحركت عربات الترام بوهران وازدحم الركاب فيه وتناقل الناس أخبار وسيلة النقل هذه التي خففت عنهم الكثير من الإنتظار والمعاناة وكثرت عبارات الإشادة والتنويه بالترامواي وإن كان ثمن التذكرة أربعين دينارا. ودخلت مدينتنا الباهية إلى مرحلة جديدة تنافس فيها مدن كبرى في الجزائر وفي العالم لأنه أصبح لديها ترام لكن ما لم يكن في الحسبان ومالا يعقله عقل هو أن تظل حركة المرور وحافلات الخطوط التي لا يمسها الترام على حالها ولا يزال ركابها يعانون وكأن شيئا لم يتغير وطالت ساعات الإنتظار في المواقف الرئيسية لهذه الحافلات وازداد ازدحام الركاب هم يركبون وتبقى المعاناة على حالها ودار لقمان على وضعها إنه لمن المؤسف أن تظل مدينة كبيرة كوهران تعاني باستمرار وبشكل مزمن من غياب مخطط مرور منظم يسهر على تقديم أحسن الخدمات للركاب وتزداد بذلك حالة الغبن لدى فئة واسعة من المواطنين الذين يضطرون إلى استخدام تلك الحافلات في كل يوم وطيلة العام كله للذهاب إلى عملهم، لكن والحال هذه لاتجد لمعاناه الناس أذاناً صافية ولا يد مساعدة وجهود تبذل هنا وهناك لإيجاد الحلول.. ومؤسف أكثر أن يظل المواطن رهينة لهذه الفوضى في التنظيم والرداءة في تقديم الخدمة العمومية ما دام قطاع النقل خدمة عمومية هدفها الأساسي هو المواطن حيث أنه لا يعقل بأي حال من الأحوال أن لا توليه المصالح المعنية بالنقل أي اهتمام وعناية. إنه ليغنينا كثيرا عن أي تعليق مشهد المواطنين وهم يتزاحمون لركوب الحافلة حيث أنها تمتلئ عن آخرها وتصبح شبيهة بعلب السردين المحفوظ عفوا هذا يحدث كل مساء عندما يضطر الواحد منا أن يركب بأي ثمن ليصل إلى منزله عفوا هي هذه حالة الخدمة العمومية في مجال النقل عندنا من انتظار طويل ازدحام عند الركوب ناهيك عن ازدحام الطريق حيث توجد نقاط سوداء ومناطق اختناق للمرور فضلا عن إشارات المرور وكل هذا يدفع ثمنه المواطن البسيط حيث يقضي بين مكان وآخر وقت طويل كان بالإمكان اختصاره لو توفر التنظيم في عدد الحافلات وتوقيت مرورها لكن ؟َ!