قمنا صباح أمس باجراء استطلاع ميداني بركوبنا على متن حافلة خط (22) تابعة للقطاع الخاص، حيث امطينا الحافلة في حدود الساعة 11.00 صباحا من نقطة البداية المتمثلة في المحطة المحادية لمجلس قضاء وهران كانت الحافلة ممتلئة ولا وجود لأماكن شاغرة فيها سوى مقعدين غير مشغولين لم نلبث طويلا حتى امتلأت الحافلة بأكملها رغم ذلك لم تقلع إلا بعد مرور 15 دقيقة وقدزادت الحافلة امتلاء مع مرور الوقت بالمسافرين بعدها صعد السائق وأقلع أخيرا، كانت الساعة تشير الى 11.15 حيث بقينا ربع ساعة بأكملها في المحطة الأولى حتى سئم الركاب من الإنتظار حيث كانت ملامح التذمر بادية على وجوههم لاسيما الواقفين منهم الذين لم تقارفهم نظرات العتاب اتجاه الجالسين وهم يترقبون نهوض أيا منهم ليظفروا بمقاعدهم نظرا لشعورهم بالتعب الشديد. بعد انطلاق الحافلة أبدى الجميع ارتياحهم حيث اتجهت صوب شارع محمد بوضياف شارع مستغانم سابقا لكن بخطوات متثاقلة عندها رواتنا بعض الشكوك حول ساعة الوصول إذا بقيت الحافلة تسير بهذه الوتيرة المنخفضة ثم سرعان قلنا في قرارة أنفسنا بأن هذا الوضع سوف لن يدوم بل سرعان ما سينفرج بعد تجاوزنا هذا الشارع الشهير نظرا للحركة المرورية الخانقة التي كان يشهدها آنذاك. إضافة الى أن الحافلة توقفت ثلاث مرات بنفس الشارع ودامت مدة ثلاث دقائق في كل محطة وهي المدة التي اعتبرها الركاب طويلة جدا نظرا لانشغالات كل واحد منهم من عمل وأشغال مختلفة هذا ما لمساناه خلال تقربنا من البعض منهم فكانت انطباعاتهم كالتالي تقول الآنسة (ب.س) وهي طالبة جامعية أنها تعيش معاناة يومية مع النقل الحضري خصوصا في الفترة الصباحية قبل التحاقها بالجامعة حيث تضطر الى النهوض باكرا والخروج علي 6.30 صباحا من البيت نظرا لبطء وتأخر الحافلات في الوصول وحسب ما أضافته متحدثنا أن هذا الحال زاد تأزما منذ انطلاقة أشغال الترامواي الذي جاوزت مدته السنتين دون أن تنتهي أشغاله لحد اليوم وهو مازاد من معاناة الركاب. نفس الإنطباع لمسناه عند السيدة (م.ر) وهي ربة بيت ورغم أنها ماكثة بالبيت إلا أنها ليست بمنأى عن معاناتها من النقل فحسب ما أوضحته لنا المتحدثة في كل مرة تخرج لقضاء حوائجها تستغرق ضعف الوقت المفروض استغراقه مما يؤخرها على أشغالها وقضاء حوائجها اليومية. انطباعان يختصران معاناة باقي الركاب بل باقي المواطنين الوهرانيين الذين نفذ صبرهم دون أن تنتهي مشاكل النقل التي باتت تتزايد يوما بعد يوم بدلا أن تتناقص كيف لا؟ مادام أصحاب الحافلات لايهمهم سوى الربح والمزيد من الربح دون مراعاة أدنى شروط الخدمة العمومية للمواطن الذي أصبح أمامهم لايمثل سوى 15 دج قيمة التذكرة التي يدفعها ومهما امتلأت الحافلة تبقى فارغة في أعين القابض مادامت »الشكارة« لم تمتلئ وكل هذا يبقى ساريا مادامت المراقبة معدومة بمختلف الخطوط كانت الساعة تشير الى 11.30 والحافلة لاتزال بحي سانت أوجان هذا الحي الذي تحول الى ورشة مفتوحة بسبب أشغال الترامواي حيث اضطرت الحافلة الي المرور عبر أزقة هذا الحي الضيقة مغيرة بذلك مسارها الإعتيادي لكن ليس بصفة عشوائية فحسب ما لاحظناه أمس في الطريق هو وجود لافتات توجيهية لأصحاب حافلات هذا الخط لاتباعها الأمر الذي يبدو ايجابيا. * حافلة أم هيكل؟ عدد كبير من النقائص لا حظناها خلال جولتنا الإستطلاعية لأحوال النقل في مدينتنا حيث كانت الحافلة التي ركبناها مهترئة بكراسي قديمة ومتسخة ونوافذ مهشمة وهذا يبدو جد هام بالنسبة للمواطن الذي يدفع 15 دج قيمة التذكرة لكن ليس بأهمية توفر أمور أخري كالأمان والإحترام وهما ماكانا يكاد ان ينعدمان حيث كان السائق يقود بطيقة جنونية وغير محترمة لقوانين النقل مما بعث الخوف والذعر في نفوس الركاب وفي كل مرة يصرخ أحدهم انتبه أمامك! خفض السرعة! أتريد قتلنا لكن لا حياة لمن تنادي فقد كان السائق شاب في العشرينات من عمره ليس له من الخبرة ما يخوله ليمارس هذه المهنة رغم ذلك نجده يمارسها دون أي عائق الأمر الذي يدعو الى التساؤل أين المراقبة؟ هذا بخصوص السائق أما القابض فحدث ولا حرج فكان هو الآخر سنه لا يتعدى ال (20) ملابس رثة لا تنتمي لهذه المهنة بأي صلة لكن لايمكننا اخفاء تفوقه في أمور أخرى كالصراخ والكلام البذئ والمناوشات مع الركاب. أمور كثيرة تحدث يوميا تحتاج بالفعل الى إصلاحها وإعادة النظر فيها من قبل مديرية النقل لتصل بذلك لحافلة الى حي كاستور على الساعة11.40 حيث توقفت في المحطة لوقت طويل جاوز الخمس دقائق مما أثار غضب واستياء عدد من الراكبين ليحدث ماكان متوقعا أن يحدث حيث نشبت مناوشات بين الركاب والسائق لدفع هذا الأخير للإقلاع بعد أن ذاقوا ذرعا ودون أن يأبه السائق بهم واصل طريقه الى حي الدارالبيضاء ليتوقف هناك بضعة دقائق كباقي المحطات ثم يواصل الى حي فلاوسن عندما نزل عدد لا بأس به من الركاب فلم يبقى سوى القليل منهم المتوجهين الى آخر محطة بحي سان ريمي الذي وصلته الحافلة على 12.00.