المطر يكشف غشّ البشر والميدان أفضل برهان لكل شاهد عيان، وصدَق من قال « ليس من رأى كمن روى»، فمع كلّ نزول مطر، تظْهر عيوب الطرقات الفرعية.. والأصلية، ممرات مسدودة، حُفر مجوّفة، حتى الممهّلات ليست مطابقة للمقاييس المعتمدة المتعارف عليها .. (تقنيا) ، والبالوعات المسدودة التي بلعت الأغلفة المالية بلا نتائج ملموسة تُغني عن واقع الحال للسير، والطرقات، بل أن الغشّ مسّ حتّى تبليط الأرصفة ففي عدة مواقع بعدد من البلديات سُجلت نقائص في الانجاز، فالمفروض أن ترص وثُثبت الأطراف حتى لا يتعرض البلاط إلى إهتزاز أو نزع، كما أن جذور الأشجار تحتاج إلى تأطير خاص مُتعارف عليه وما يُقال عن الأشجار يُقال عن أعمدة النّور، والممرات الفرعية (كارثة) ممدودة، والزيارة الميدانية تلغي كل إستفسار . أما أغلب « الأسواق الشعبية» فهي عبارة عن نقاط سوداء تسير وفق مسار «هذا هو القماش أدّي والاخلّي»!!، وحتى سوق الباهية المشهور إسميا ، والمقلق ميدانيا ونقصد « لاباسْتي» (الأوراس) أصبحت أرضيّته غير لائقة لا للتّجار ولا للزّبائن، والكارثة تبرزُ جلّيا في يوم المطر، وأغلب الشوارع الفرعية- بها، حُفر، حُفر، حُفر وهذا المسار يذكرنا بقصيدة الشاعر السيّاب-«مطر - مطر - مطر» فمن المسؤول ؟ ومن يُصلح الخلل ؟.. هل العيب في المؤسسات التي تنجز الأشغال بطريقة « كوّر واعْط للعْور» ؟ أم في الجهات المختصة بالرّقابة والمتابعة والمساءلة التي هي غائبة أم مغيبّة بشكل أو بآخر لأن عقلية « أنتاع البايلك» سائدة ورائدة ؟! إن حالة النقل ومسار التنّقّل (ثنائية ) مرعبة، مقلقة ، إستفزازية لكل سائق ولكل راجل، حتى بعض أعمدة المرور، متْلفة الأضواء.... ومع كل إنطلاقه مطرية، تبرز عيوب الأشغال، وغشّ الأعمال، وضعف الرقابة، فإلى متى تبقى و« دار لقمان على حالها»؟، هذا إذا لم تكن هذه الدار مُتلفة، أو آيلة للسقوط، في غياب الإهتمام، والتقييم، والتّقويم، وتبقى الإشارة المحمدية النّورانيّة الفاعلة: « من غشّنا فليس منّا»، رسالة مُشفرة لتذكير العاقل، وتنبيه الغافل وإرشاد الضّال، في زمن « الغاية تبرّر الوسيلة) والفوائد والموائد أوّلا...، أمّا المواجع والفواجع وإرهاب الطرقات فالتّأمين أمان من كل الضغوط..وأن للبيت ربّا يحميه ....!!