كالعادة دوما تدر السماء علينا خيرا فتحوله رؤوس المسؤولين المحليين إلى مشكلة، فشهر جانفي مر شحيحا من غير مطر فصلى الناس صلاة استسقاء فكان الخير عميما على البلاد كله لأن ثمة من الناس من لا يزال قلبه أبيض لم يمسه شر الأعمال التي يقوم بها بعض المسؤولين، ففي الوقت الذي كان من المفروض أن نحمد ونشكر القدير على هذه النعمة، وجد بعض الناس أنفسهم يلعنون الطرقات المهترئة والحفر وطبعا البالوعات لأن هذه الأخيرة موجودة أصلا في الكثير من رؤوس المسؤوليين المحليين الذين يتحدثون باسم الشعب والذين سيترشحون باسمه، ومن يدري قد يوجد من " الأميار" والنواب ايضا من استنكر في نفسه صلاة الإستسقاء حتى تمر فترة الانتخابات كي لا يكشف المطر عيبه والغش في المشاريع، هذا بالنسبة للرؤساء البلديات أما النواب فتمنوا ذللك لأنهم لم يقدموا شيئا للدوائر التي ترشحوا فيها ولم يهتموا حتى بالبالوعات التي ابتلعت سيارات، فهم اليوم سكنوا العاصمة " والدشرة" والدوار" محيت من ذاكرتهم، ولكنها عادت فجأة قبيل التشريعيات، لذا لا ضير إن تمنى رأيتم هؤلاء الناس صلوا جنبا إلى جنب مع البشر من أجل صلاة الاستسقاء، ولكن دعاءهم في داخل انفسهم كان دعاء وتمني بأن لا يهطل المطر حتى لا يفضحهم هذا الاخير، فالمطر ينظف كل شيء من أوحال الشوارع، ومن بقايا الموز والكيوي التي يتركها النواب ورؤساء البلديات، لكن القلوب في حاجة إلى شيء آخر ، ربما في حاجة إلى ماء جافيل حاد وقاطع يبتلعه هؤلاء المسؤولين المحليين وغيرهم، إما يطهرهم وإما يقتلهم ويرتاح الناس من فراغ رؤوسهم.