يقوم العديد من المواطنين من دعاة الزعامة و حب الامامة و التنقل بين صالونات الفنادق الفاخرة والإقامة في المحميات البحرية باستغلال تواجدهم في كل المنابر و المعابر و حتى المقابر و العنابر ليكثرون الحديث عن انفسهم و عن بطولاتهم الوهمية و الغريب في الامر انهم يجدون من يصدقهم من الطبالين و المهرولين ومن محترفي التزلف والتموقع هؤلاء مواطنون من طراز خاص لا يحترمون غيرهم من أبناء جلدتهم يثيرون بتصرفاتهم الغريبة انتباه الجميع يتنابزون بالألقاب ويحبذون مناداتهم " بالسي فلان" و" الحاج علان " أو الدكتور كذا رغم أميتهم و سذاجة فكرهم بأموالهم او بسلطانهم وكبريائهم يظنون دوما بأنهم الأحسن، الأقدار والأصلح من غيرهم يقدمون لنا دروسا في الوطنية وعن شؤون الرعية نجدهم في كل مكان في أعلى مستويات ( المسهولية ). لا يتركون مناسبة أو حادثة إلا ويحشرون أنفسهم فيها. جنون العظمة لم يصب بعض السياسيين وحدهم بل انتقلت عدواه الى عامة الناس من أشباه المسيرين و المبدعين والرياضيين و غيرهم من فئات المجتمع . صور عديدة لوقائع يومية أحكيها لكم وعلى عجالة ،طفل صغير طلب من لاعب كبير نعتبره أسطورة الرياضة الجزائرية أخذ صورة تذكارية معه، فكان رده " روح تتصور مع أقرانك" و اسم نكرة في عالم التمثيل تحول بسرعة إلى "رامبو زمانه " بعدما خدمته اليتيمة بنشر سلسلته الفكاهية في رمضان ولولا تجمع كل أفراد الاسرة الجزائرية على مائدة الإفطار ما تابع أحد سخافته وكثرة تهريجه. صاحبنا المغرور غير عقليته و قلب " الفيستا" حتى مع جيرانه وصورة الحاج المحافظ النصوح تركها في العمارة بعد الانتهاء من تصوير اخر مشهد فيها . مظهر آخر للتباهي ، مواطن مخلوع في نفسه بالأمس كان يصلح الدراجات (الموطوات و البسكليطات ) وبقدرة متلاعب وجد نفسه رئيسا " لمزلش " بلدي غيرت السيارة والإدارة من تصرفاته وتنكر لأقرب الناس اليه . وأخر ميكانيكي بعد اربعة عقود قضاها في مستودعه لم يتمكن من تعلم حرفته اخذه ريح التغيير و اطلق شعر رأسه و ذقنه و انقص من طول سرواله و تحول الى واعظ و راقي حول منزله الى عيادة تفوح منها روائح البخور و لجاوي و العود لقماري و يدير فيها حلقات للذكر و الفكر و يصدر فتاوى تناقض اجتهاد فطاحلة علماء الاسلام و تكفر اغلبهم و مسكين اخر كان مجرد عون بسيط في ادارة مؤسسة اتصالية تحول بعد مدة الى اعلامي محنك يرافع و يدافع عن مهنة المتاعب ويدعي مكافحته للإرهاب بالقلم و يعدد تضحياته من اجل حرية التعبير و التغيير و هو لا يعرف غير مكتبه و لا يقوى على كتابة عمود بعشرة اسطر وبالتقسيط المريح و حارس في مدخل مؤسسة اذاعية تحول بعد سنوات بقدرة المحسوبية الى مخرج يزعج المستمعين بالأغاني الهابطة صاحبنا اصبح يترأس لجان تحكيم اكبر المهرجانات الوطنية وهو لا يفقه في فن النوتات و المقامات شاب لا يعرف مداعبة الكرة سجل في حياته الرياضية هدفا بالخطأ حولته بعض فضائيات التهريج الى نجم ثاقب يهتف باسمه المراهقون في المدرجات أعجبته الدعاية وصدق المسكين الحكاية ونسي أنه لولا وظيفة والده بالقناة ما كان له أن يحلم بارتداء القميص وحمل شارة قائد الفريق على كتفه. جنون العظمة وإن كان مرضا نفسيا يصيب صاحبه فإنه من الخطأ أن نتحامل على معاتبة من أحل به ولا نلوم أنفسنا لأننا وبكل بساطة وفي الكثير من الأحيان نحن من نقدم لهم خدماتنا المجانية، نقدسهم ونعطيهم مكانة أكثر من حجمهم فيركبهم الغرور وبعدها نبدأ في التساؤل ....... فلان ترى من يكون ؟. العظمة يا سادتي جنون ..و فنون ايضا .