نشط المخرج الجزائري سعيد ولد خليفة أمس ندوة صحفية بمديرية المجاهدين بوهران للإعلان عن الانطلاقة الفعلية لتحضير فيلم سينمائي حول الشهيد أحمد زبانا أين كشف عن المراحل الأولى التي شهدها هذا الأخير انطلاقا من ضبط أماكن التصوير والبحث عن الديكورات المساعدة لعرض الفيلم في انتظار البدء في عملية الكاستينغ التي ستشمل بعض المدن الجزائرية لاختيار بطل الفيلم الذي سيجسد دور الشهيد أحمد زبانا. وتجدر الإشارة أن هذا الفيلم السينمائي من إنتاج ياسين العلوي بإشراف خاص من وزارة المجاهدين ووزارة الثقافة وكذا التلفزيون الجزائري في حين عادت كتابة السيناريو لعز الدين ميهوبي الذي حمل على عاتقه تجسيد هذه المسيرة الثورية والنضالية لأحد أكبر عمالقة ثورة التحرير المجيدة، فبعد 6 سنوات من البحث قدم كل من المخرج ولد خليفة والمنتج ياسين العلوي نسخة من السيناريو للهيئآت المذكورة سابقا ليتلقوا الموافقة على المباشرة فيه بعد 6 أشهر كاملة الامر الذي جعل الطاقم الفني يباشر فورا في التحضيرات الخاصة بالفيلم حيث أعلن المخرج خلال هذه الندوة الصحفية أنهم سيبدؤون في التصوير مع أواخر شهر أكتوبر وذلك لمدة 9 أسابيع ستشمل كل من ولاية وهران، معسكر والعاصمة وكذا بعض المناطق بولاية سطيف لتصوير مشاهد معينة هناك. أما فيما يخص "الكاستينغ" لاختيار الممثل الرئيسي فقد أوضح المنتج ياسين العلوي أن العملية ستنطلق ابتداء من شهر سبتمبر في الوقت الذي سيركز فيه المخرج على حضور مختلف المهرجانات الفنية عبر العواصم الجزائرية لمحاولة إيجاد شخصية ربما تكون مرشحة لأخذ دور البطولة وتبقى الابواب مفتوحة أمام جميع الممثلين المحترفين والهواة للمشاركة في "الكاستينغ" وإبراز ما لديهم من طاقات وإبداعات. وفيما يتعلق بفكرة الفيلم فقد أكد المخرج ولد خليفة أنه تم البحث في جميع المجالات السياسية والاخلاقية وكذا الإنسانية لتقديم عمل فني جيد مع الإبتعاد عن إعادة كتابة التاريخ بل الهدف هو نقل رسالة للجيل الجديد عن النضال الحقيقي لشاب في مقتبل العمر فارق الحياة وهو في سن 30 من عمره، ولم يتوان عن الجهاد لحظة واحدة منذ أن كان في سن 16 سنة، مضيفا أن ميهوبي ركز في الفيلم الذي سيعرض لمدة ساعتين متتاليتين على هذا الجيل الصغير الواعي خاصة بعد أحداث 8 ماي 1945 لتبقى بذلك قصة حياة زبانا جزءا من قصة نضال شعب بأكمله لتمتزج شعارات الوعي والصرامة وكذا التضحية، ورغم هذا فقد أكد المخرج أنه لا يريد تسليط الضوء فقط على بطل الفيلم بل يريد إعطاء الفرصة الكبرى لمضمون القصة على وجه الخصوص. ومن جهته فقد أشار المنتج العلوي خلال هذه الندوة أن الطاقم الفني قد قام أول أمس بزيارة استطلاعية لمنطقة زهانا أين توجهوا نحو ضريح الشهيد زبانا رفقة شقيقه المجاهد عبد القادر زبانا ليلقوا بعدها نظرة على المكان الذي شهد المعركة التي ألقي فيها القبض على الشهيد، في انتظار زيارة مناطق أخرى شهدت نفس الاحداث التي عرفها هذا الاخير في مسيرته البطولية وعن باقي الممثلين فقد أضاف ذات المتحدث أنه سيتم إدراج بعض السينمائيين الفرنسيين في الفيلم ومعظمهم لهم مواقف واضحة من الثورة الجزائرية، كما يتم تسليط الضوء على 18 شخصية جزائرية ستقدم دور 18 مجاهدا كان متواجدا مع الشهيد زبانا في السجن مثل "العراقي" و"التونسي" وغيرهم. كما تم مؤخرا الإتصال بمؤسسة الجيش الوطني الشعبي لتدعيمهم بالأسلحة التي ستستعمل في أحداث الفيلم وسيتم تسليم القائمة في فصل الخريف من أجل تحضير هذا العتاد... وقد وافقت هذه الاخيرة على تدعيم هذا الفيلم بكل الوسائل الضرورية التي من شأنها أن تخدم الوقائع والسيناريو.