مئات القتلى ومئات الجرحى وتنديد دولي واسع ارتفعت حصيلة الاشتباكات بين القوات المصرية ومؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي أمس إلى 95 قتيلا و98 مصابا حسبما أعلنت عنه وزارة الصحة المصرية. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة محمد فتح الله قوله أن ''عدد حالات الوفاة والمصابين جراء الإشتباكات التي وقعت أمس بالقاهرة وبعض المحافظات المصرية قد ارتفعت إلى 95 حالة وفاة و874 مصابا". وكانت هيئة اسعاف مصر التابعة لوزراة الصحة المصرية قد أعلنت في وقت سابق عن مقتل 13 شخصا وإصابة 98 آخرين جراء الاشتباكات. وتتضارب المعلومات بشان عدد القتلى الناجم عن فض اعتصام انصار الرئيس المعزول محمد مرسي حيث أشارت صفحة "حزب الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في وقت سابق إلى سقوط 500 قتيل والاف الجرحى فيما اعلنت منصة رابعة العدوية سقوط 350 قتيلا. غير أن مصادر إعلامية غربية وعلى رأسها وكالة الأنباء الفرنسية قد قدرت عدد القتلى ب124 شخصا أحصاها أحد صحفييها شخصيا في ثلاث مصالح لحفظ الجثث. وكانت قوات الأمن اقتحمت صباح أمس اعتصام أنصار الرئيس السابق في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر وميدان النهضة بالجيزة حيث تم إلقاء القبض على عدد كبير من المتواجدين بالاعتصامين. وقالت وزارة الداخلية المصرية ان قوات الأمن استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع فقط وإنها لم تستخدم الأسلحة النارية.
والجيش في حالة استنفار عامة اعلان حالة الطوارئ وأعلنت الرئاسة المصرية اعلان حالة الطواري في كافحة انحاء مصر لمدة شهر ابتداء من أمس. وكلفت الرئاسة في بيان لها نشر أمس القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع الشرطة اتخاذ كل ما يلزم لحفظ الامن والنظام وحماية المواطنين . وصرح مصدرعسكري في تصريحات صحفية أمس إن قوات الجيش فى حالة جاهزية تامة وحالة استنفار عامة بجميع الوحدات تحسبا لتنفيذ أى قرار يصدر بالانتشار أو التحرك من أجل السيطرة على أحداث الفوضى وأعمال العنف الدائرة فى البلاد التى أحدثتها أنصار جماعة الإخوان المسلمين بهدف تكدير الأمن والسلم العام. قلق دولي كبير إزاء المنحى الخطير الذي تسير نحوه الأزمة وأعرب المجتمع الدولي أمس عن قلقه الشديد إزاء المنحى الخطير الذي تعرفه الاوضاع في مصر مدينا استعمال القوة ضد المتظاهرين وداعيا إلى ضبط النفس والبحث عن حلول سياسية للأزمة التي تعيشها البلاد. فقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعمال العنف في مصر جراء استخدام أجهزة الأمن القوة لفض الاعتصامات والمظاهرات في القاهرة وعدد من محافظات البلاد معربا عن اعتقاده الراسخ بأن "العنف والتحريض الصادران من أي جانب في مصر ليس الرد المناسب على التحديات التي تواجهها البلاد". وأعرب في بيان له عن أسفه "لأن السلطات المصرية اختارت (...) استخدام القوة للرد على المظاهرات الجارية". ومن جهتها دعت الممثلة السامية للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قوات الأمن المصرية إلى ضبط النفس تجاه ما يحدث في البلاد مؤكدة متابعتها "بقلق بالغ" الأوضاع الجارية في مصر ومعتبرة أن "المواجهات والعنف ليس هو الطريق إلى الأمام من أجل حل القضايا السياسية الرئيسية". وأدانت آشتون "الخسائر في الأرواح والإصابات والدمار في القاهرة وأماكن أخرى في مصر داعية قوات الأمن إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس فيما ناشدت كافة المواطنين المصريين تجنب المزيد من الاستفزازات والتصعيد". وبدورها أدانت بريطانيا استخدام القوة من طرف السلطات المصرية لتفريق المتظاهرين وأكد وزير خارجيتها وليام هيغ تأكيده أن "المملكة المتحدة تشارك عن كثب في جهود دبلوماسية مكثفة ترمي للتوصل إلى حل سلمي للأزمة الدائرة في مصر وتأسف للخسائر في الأرواح من جميع الأطراف". وأعرب الوزير البريطاني عن شعوره ب"خيبة أمل لأن التسوية لم تكن ممكنة". داعيا "قوات الأمن المصرية إلى ممارسة ضبط النفس" أما فرنسا فقد دعت السلطات المصرية إلى تغليب "منطق التهدئة"وإبداء أقصى قدر من ضبط النفس محذرة من استخدام غير متناسب للقوة. وأعرب مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فنسنت فلورياني عن أسف بلاده الشديد لأعمال العنف التي جرت في القاهرة خلال عمليات الإخلاء لفض الإعتمصاميين . البرادعي يقدم استقالته تعبيرا عن رفضه استعمال القوة مع المتظاهرين وقدم نائب رئيس الجمهورية المصري للشؤون الدولية محمد البرادعي أمس الأربعاء استقالته للرئيس المؤقت عدلي منصور لرفضه استعمال القوة مع المتظاهرين. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط "مينا" عن المكتب الإعلامي لبرادعي أعلن فيه بأن نائب رئيس الجمهورية للشؤون الدولية قدم استقالته لرفضه فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة. وجاء في بيان استقالة البرادعي قوله "كان من المأمول أن تفضي انتفاضة الشعب الكبرى في 30 جوان إلى وضع حد لهذه الأوضاع ووضع البلاد علي المسار الطبيعي نحو تحقيق مبادئ الثورة وهذا ما دعاني لقبول دعوة القوي الوطنية للمشاركة في الحكم إلا أن الأمور سارت في اتجاه مخالف فقد وصلنا إلى حالة من الاستقطاب أشد قسوة وحالة من الانقسام أكثر خطورة وأصبح النسيج المجتمعي مهدد بالتمزق لأن العنف لا يولد إلا العنف". وأضاف البرادعي "كما تعلمون فقد كنت أرى أن هناك بدائل سلمية لفض هذا الاشتباك المجتمعي وكانت هناك حلول مطروحة ومقبولة لبدايات تقودنا إلى التوافق الوطني ولكن الأمور سارت إلى ما سارت إليه ومن واقع التجارب المماثلة فإن المصالحة ستأتي في النهاية ولكن بعد تكبدنا ثمنا غاليا كان من الممكن - في رأيي - تجنبه". واستطرد البرادعي قائلا "لقد أصبح من الصعب علي أن أستمر في حمل مسؤولية قرارات لا أتفق معها وأخشى عواقبها ولا أستطيع تحمل مسئولية قطرة واحدة من الدماء أمام الله ثم أمام ضميري ومواطني خاصة مع إيماني بأنه كان يمكن تجنب إراقتها (...)". وكانت قوات الأمن اقتحمت صباح الأربعاء اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر وميدان النهضة بالجيزة حيث تم إلقاء القبض على عدد كبير من المتواجدين بالاعتصامين.