أثارت عملية فض اعتصامي أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي المنتمي الى جماعة الأخوان المسلمين في ميداني "رابعة العدوية" في القاهرة و"نهضة مصر" في الجيزة ردود فعل منددة بطريقة التعامل مع المعتصمين ودعوات إلى ضبط النفس واللجوء إلى الحوار العاجل والجاد بإعتباره الحل الأوحد للأزمة الراهنة. وتبقى الأنباء متضاربة بشأن عدد القتلى الناجم عن فض اعتصام انصار الرئيس المعزول حيث أعلنت هيئة اسعاف مصر التابعة لوزراة الصحة المصرية ارتفاع القتلى في عملية فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة الى 13 حالة واصابة 98 آخرين فيما أعلن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين عن سقوط 500 قتيل والاف الجرحى. من جهتها أعلنت منصة رابعة العدوية سقوط 350 قتيلا أما مصادر اعلامية غربية تقدر عدد القتلى بنحو 40 قتيلا. وحملت الحكومة المصرية قيادات جماعة الاخوان المسؤولين المسؤولية الكاملة عن الدماء التي تراق وعمليات الشغب والعنف الدائرة حاليا مطالبة القيادات السياسية لتنظيم الإخوان بإيقاف عمليات التحريض التي تضر بالأمن القومي وحملت تلك القيادات المسؤولية كاملة عن أية دماء تراق وعن كل عمليات الشغب والعنف الدائرة. وأعربت في بيان القاه شريف شوقي المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء عن الأسى لوقوع ضحايا من الدم المصرى من أي طرف أيا كان توجهه واهابت بالمتواجدين على الأرض في أماكن الإعتصام بالعودة إلى الضمير الوطني والإستماع إلى صوت العقل وحفظ الدماء والكف الفوري عن إستخدام العنف ومقاومة السلطات. وحيت الحكومة جهود قوات الأمن في تطبيق القانون فيما يخص فض تجمعى رابعة والنهضة مشيدة بإلتزام تلك القوات بأقصى درجات ضبط النفس والآداء الإحترافى العالى خلال عملية فض الإعتصام وهو ما إنعكس فى إنخفاض أعداد الإصابات فى صفوف المعتصمين بالمقارنة بالأعداد المتواجدة على الأرض وحجم التسليح والعنف الموجه ضد قوات الأمن. بدوره جدد شيخ الأزهر أحمد الطيب ثبات موقف الأزهر الرافض لاستخدام العنف بديلا عن الحلول السياسية معربا عن أسفه لإراقة الدماء في البلاد وشدد على أن الأزهر "لايزال على موقفه من أن استخدم العنف لا يمكن أن يكون بديلا عن الحلول السياسية وأن الحوار العاجل والجاد هوالحل الأمثل للخروج من الأزمة". وحذر من خطورة استخدام العنف واستمرار إراقة الدماء داعيا جميع الأطراف في مصر إلى ضبط النفس وتغليب صوت الحكمة والعقل ومصلحة الوطن والاستجابة للجهود الوطنية لتحقيق المصالحة الشاملة. وبرأ شيخ الأزهر ذمته من عملية فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول قائلا إنه لم يكن يعلم بإجراءات فض الاعتصام إلا من خلال وسائل الإعلام صباح اليوم مطالبا بعدم الزج بالأزهر في الصراع السياسي القائم. ردود فعل دولية منددة بطريقة التعامل مع المعتصمين أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ تجاه المستجدات في مصر داعيا الأطراف المصرية كافة إلى ضبط النفس ونبذ العنف. وبين المتحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل أن الاتحاد يتابع قيام قوات الأمن المصرية بإخلاء عدد من الميادين مشيرا إلى أن ارتفاع عدد المصابين يدعو إلى القلق. من جهته دعا وزير خارجية ألمانيا جيدو فيستر فيله طرفي الصراع في مصر إلى نبذ العنف والعمل على تجنب إراقة مزيد من الدماء. وفي تركيا دعا الرئيس عبد الله غول السلطات المصرية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس معتبرا التدخل العسكري ضد المتظاهرين الموالين للرئيس المعزول محمد مرسي "غير مقبول مطلقا". وقال أنه "يتوجب على كل المصريين السعي إلى الاحتكام إلى الديمقراطية وبدء المرحلة المتعلقة بها" مضيفا "أرجو من الجميع تذكر كيف بدأت أحداث جارتنا سوريا وكيف بدأت فيها قوات الأمن بفتح النار على المدنيين وكيف تطورت الأحداث فيها" معتبرا أن الطريق الذي تسير عليه مصر بات مغلقا "ما لم يستلم الحكماء زمام المبادرة". استنكرت الخارجية القطرية بشدة طريقة التعامل مع المعتصمين "السلميين" في ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة" في مصر داعية أصحاب السلطة إلى الابتعاد عن الخيار العسكري لمواجهة الاعتصامات "السلمية". وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن قطر "تتمنى على من بيده السلطة والقوة أن يمتنع عن الخيار الأمني في مواجهة اعتصامات وتظاهرات سلمية وأن يحافظ على أرواح المصريين المعتصمين في مواقع التظاهر". واشار إلى أن قطر ترى أن الطريق الأضمن والأسلم إلى حل الأزمة هو الطريق السلمي ومبدأه الحوار بين أطراف لا بد لها أن تعيش سوية في إطار التعددية السياسية والاجتماعية ولا يمكن لأحد منها أن يقصي الآخر.