لمحت في عينيكِ وطني الضّائع، و أشيائي المفقودة ، أمنياتي المعلّقة ، رأيتكِ أجمل من في الأرض ، فأحببتكِ و كأنّ الحبّ خلق لك ... يسكرني خمر عينيك ... ليتني استطعت الانفلات منهما يوما . عندما قلت ضميني اليك قبل ان تنتهي أخر عواصف هذا المساء، عندها سأواصل صمتي معلنتا انتهاء موسم الخجل من رسم الكلمات، لكن بدون فواصل للإعلان عن موت الأحرف . ولان صوتك ِ رسالة ٌ من المنفى إلى المنفى ولان حضورك ِطاغي الأنوثة يحمل الحريَّةْ ، لأنثى مثلي ..تعالي نُسافر حتى نهاياتِ السَفَر. وبحضرة عينيكِ ،لا تكوني مُجرد أنثى بل كونِي كُل شيء ،كوني في حياتي امرأ ً استثنائيا ، وفوق شفتي .. قصيدة ٌ تبحثُ عن ديوانها في جزر حبيباس . رجلا على صورة بحر، بحر على صورة رجل ... ذاك حبيبي ، طيفك رافقني في وسط البحر على جزيرة حبيباس ، كنت أخبأك عن العيون في داخلي ومعك لَمست حدود المحال و عيوني كانت تري كل الحمائم، تفرش ريشها الأبيض ، تحت رأسك ، كل شقائق النعمان ستطلع من حقول جسدك ، كان طيفك ساكن .. أفكر فيك ،ابحث كيف أرسل فرحي وأعطيك .إذا ما جئت أنا أتيك ، ولو غبت . . . طيفك هنا يداعب عينيك . اشهد يا زمان ، صدرِك بيتي وبيتِك أحضاني ،أخبأك تحت رمشي وأهدابي و أصرخ وأقول: اشهد يا زمان ،أحبه أعشقه و أدندن على أنغام الكمان ،أرتوي من حنانك وأرويك حناني ، أتأمل فيك ، وأنا فيك مغرمة ، أدمنت الحنان من يوم الذي أحببتك، و قد نسيت أحزاني ، حبك عوضني ، عن كل الحرمان ، حبك تركني ، أحبك بجنون، فاشهد يا زمان ،أحبك و حبك غير كل كياني ،حبك ما أنخلق فيه النسيان ، حبك للأبد على مر الزمان . أصرخ على جزيرة حبيباس ،أقول اشهدي و اشهد يا زماني ، خليني أشمّه في كل مكان أقبل الرمل و البحر و الأرض بجنون الأحلام . اشهد يا زمان ،على أرضها الصغيرة فوق الملح و المرجان ،أعزف ألحاني ،أكتب أشعاري وأنام و أنا على صدرها ،أعشق السهر و أصحو و أقول:لم اشبع أحضان وأعشق عيونها عشق الجنان، حياتي بدونك جملة بدون مبتدأ ،يا جزيرة ممتدّة من أقدمّ العصور ،يا جزيرة أنفاسّها صارت تُضاهي العطور،يا جزيرة صار القمرُ حول خاصرتها يلفّ ويدور ، يا جزيرة سرقتّ من الشمس الإشراق والدفء والنور .! أعلنت عليك الجنون … فلا تلبسّي بعد اليوم شيء من حضارة البشر ..ولا ترتدي حماقات العبور ،أعلنت عليك الجنون … فلا تكبّري كثيرا.. وابقي طفلة كتب براءتها تاريخ العصور ، أعلنت عليك الجنون فلا تمشي في الشوارع حافية .. ولا تخدشي حياء الصخور . حبيباس ..بحر حين نكون على شاطئها تقذفك بأمواجها الحبور و حين تلقي بنفسك بين أحضانها تغرقك جمال الزهور... إنها جزء من وطني و عشقها لا يتوقف عند أمواجها المتكسرة على أوتار قلبي العاشق في قصيدة السرور .