"الربيع العربي" توسعت فضاء اته الجغرافية وفي كل بلد دفعت فاتورة الدّم والدّمع ولكن النتائج بقيت في مهب الريح هل حقا " ثورة الياسمين" وما تبعها من توابع وزوابع كانت (ثورة إنعتاق) وإزالة لعناصر القهر والإقصاء والإلغاء أم أنها " ثورة" من صنع أطراف خفية مفزعة ،مرعبة تهدف لإثارة الفتن والمحن قصد نسف الإستقرار وزعزعة الإختيار بكل عوامل التفريق والتمزيق والتحريف والتزييف هل خقا الناس اللي تحت فرضوا حضورهم ونالوا حقوقهم من "الناس اللّي فوق" ؟! أم أن الدماء التي سالت والأقلام التي كتبت والدموع التي ذرقت ضاعت وضيعت ولم تتحقق المقاعد؟! وكانت فعاليات الإتجاه المضاد و التوجه المعاكس هي السائدة والرائدة وياترى هل الجموع كانت جموع( تحريك أم جموع (تحرير)؟ وهل الإحتجاج ضمن التطويروالتنويروالتغيير(حقا) ؟ أم أن الفاتورة كانت فاتورة الفواجع والمواجع بالقتل والكسروالسلب والنهب وتداخل الصلاحيات وإختلاط الحابل بالنابل في صدامات بكل ألوان الطيف و"قوس قزح"؟ إن الإحتكام إلى القوة قوة الإحتجاج والتمرد من جهة ، وقوة المنع والإسكات من جهة أخرى خلق مسارات مقلقة بلا معالم واضحة . إن تسجيل الأهداف يصعب فرضه في "ملعب التمرد والإفتراق والإنعتاق وضربات الترجيح لا تعرف نتائجها في ظل "خلط الأوراق وتباين المواقع وتعدد المواقف وطنيا وعربيا وإقليميا ودوليا إنها تعددية (الفوائد والموائد) لا تعددية (المساوئ والمحاسن) والمنابر الخطابية متضاربة ومتقابلة وكلها في مهب الريح وعلى صفيح ساخن وعلى كف عفريت وكل موقع ملغم ، وكل موقف مطعم وكل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء وفي كل مسار دم ودمع وهجرة وتهجير، وهنا (..؟!) نعم يقال: الزمن يفتح الأبواب لمن يحسن الإنتظار، وكل شيء يتم على خيرمايرام لمن يستطيع الإنتظار،ويحسن الإختيار ويتخذ بعد الفرز والغربلة القرار ،ولكن ليس الإنسان نهرا لكي لايعود إلى الوراء ويراقب الثوابت ويزن المتغيرات والمستجدات ،حتى لايسقط في بئر الفتنة ونهر المحنة، فمن لايشرب من بئر التجربة فسوف يموت عطشا وفي صحراء الجهل والتيه، ثم إن المصيبة أن تدرس بلا تفكير، لكن المصيبة الكبرى أن تفكر بلا دراسة ولمعرفة الأمور جيدا، ينبغي معرفة التفاصيل، ومن الضروري أن يتم تذكر (الثلاثية) المشهورة "الثورة يدبّرها الحكماء.. ويقوم بها البلهاء ، ويجني ثمارها الجبناء" لكن من الشقاء عدم تحمل الشقاء، فما لا يمكننا تغييره ينبغي تحمله ومن يتجلد ينتصر دائما، فإن السندان يدوم أكثر من المطرقة،فالثورة وحش بألف رأس ومقاومة الرؤوس الزائدة، يعني دعم الرؤوس الأصلية"والفزر" الحقيقي يعطي الخلاص المناسب.. وعلى أهل الذكر والنقل توضيح ما كان وفي المقابل على أصحاب العقل رسم المشاهد وفتح الأبواب بالمفاتيح المناسبة في زمن (الإنغلاق)..من جهة و( الإنعتاق من جهة أخرى"