على نحو ستة أشهر فقط من انتهاء الآجال التعاقدية لإنجاز مشروع عرف تنافسا أمريكيا وفرنسيا، ألمانيا وبرتغاليا وغيّر خريطة الجزائر العمرانية بعد أن نقل المئات من المنشآت السكنية وأخرج عديد المدن من العزلة، مشروع الطريق السيار شرق- غرب، هذا الأخير الذي استقطب الإهتمام منذ الإعلان عن مناقصته الدولية وتسقيف تكلفته عند 11 مليار دولار، أثار الكثير من الانتقادات على قدر من الأهمية حيث ما تزال الشكوك تتربص به رغم أن الآجال لم تنته بعد!. ''الشعب'' فضلت النزول إلى قلب كل ورشات المشروع وحتى في أوقات متأخرة من الليل، للوقوف على الأشواط التي قطعها المشروع من الحدود الغربيةالجزائرية مع المملكة المغربية إلى الحدود الشرقية مع تونس بعد أزيد من 34 شهرا من انطلاقه ونقل الوقائع من الميدان. وقفت ''الشعب'' خلال جولتها الميدانية عند كل الورشات المفتوحة على الجبهات الثلاثة للمشروع، انطلاقا من الحدود الجزائريةالغربية مع المملكة المغربية إلى الحدود الشرقية مع تونس، حيث استنطقت كل من له علاقة بهذا المشروع الذي أصبح أكبر ورشة في سوق الشغل، باستحداثه أزيد من 300 ألف منصب شغل، بداية من خبراء وتقنيين مختصين ومكاتب الدراسات المعنية بالمراقبة والرقابة بشأن نوعية الأشغال والانجاز، وصولا إلى المواطن البسيط ووجهة نظره في أبعاده الاجتماعية والاقتصادية. وقوفنا على الجبهات الثلاثة للمشروع أكد لنا أن رواق الطريق السيار تم تحريره كاملا من الحدود الشرقيةالجزائرية مع تونس إلى الحدود الغربية مع المملكة المغربية، بعد أن تم الانتهاء من وضع مجسم الطريق على طول 1216 كلم، حيث تعدت نسبة إنجاز المشروع بكل مراحله 94 بالمائة، وكل المؤشرات المتوفرة على مستوى ورشات الإنجاز تؤكد أنه سيكون في الموعد، وتسليمه كاملا من الحدود الجزائرية المغربية مع المملكة المغربية وبالضبط من منطقة العقيد لطفي إلى غاية ولاية قسنطينة، وفي آجاله التعاقدية المحددة بيوم 18 جويلية ,2010 وبالمقاييس العالمية التي تم وفقها تنظيم المناقصة التي افتكها كل من المجمعين الصيني »ستيك، سي أر،سيسي« بالنسبة لشطر الوسط والغرب، والمجمع الياباني كوجال بالنسبة لشطر الشرق، بعد دراسة وتمحيص العروض تم الإعلان عن نتائجها في 15 أفريل ,2006 لتبرم العقود في سبتمبر 2006 وبالنوعية المطلوبة التي ستجعل المشروع يستوفي كل أبعاده الاقتصادية على المستوى الإقليمي والمغاربي والوطني، دون إغفال أبعاد المشروع الاجتماعية التي ستمس المواطن بصفة مباشرة، على اعتبار أن الهدف الأساسي من المشروع يكمن في تحقيق التنمية الداخلية ورفع غبن الجزائريين في تسهيل تنقلاتهم على هذا المحور. في حين سيتأخر تسليم المقطع المتبقي من المشروع من قسنطينة إلى غاية الحدود الجزائرية مع الجمهورية التونسية والموكل لمجمع »كوجال« اليابانية نهاية العام الجاري على أقصى حد، لعدة أسباب ركزنا عليها من خلال استطلاعنا هذا. شطر الغرب المجمع الصيني يرفع الرهان يشهد الشطر الغربي للمشروع وتيرة إنجاز مدهشة مقارنة بمقطع الشرق، و نستطيع القول من خلال ما رأيناه وتحديدا عند الأشطر العابرة لولايات غليزان، معسكر، مستغانم، وهران إلى سيدي بلعباس باتجاه تلمسان وصولا إلى الحدود الغربيةالجزائرية مع المملكة المغربية أن المجمع الصيني » سي تيك سي أر سيسي« استطاع رفع الرهان، خاصة بعد تسليمه المقطع الخاص بالجزائر-الشلف في المرحلة الأولى وقبل عدة أشهر من الآجال التعاقدية. كما يُنتظر حسب تأكيدات المدير المكلف بالمشروع في جهته الغربية، السيد عيسى مازوج، فتح المسلك الكامل الرابط بين الجزائر والحدود المغربية بشكل مباشر على مسافة تفوق 525 كلم، حيث يرتقب تسليم كمرحلة أولية المقطع الرابط بين يلل ووادي تليلات على امتداد 64 كم الذي سيسمح بتعزيز طريق سيار جديد من عاصمة الجزائر إلى غاية عاصمة الغرب زالباهية وهرانس ، وهو الشطر الذي يسمح بالربط بين كل من ولايتي الجزائرووهران مرورا بولاية البليدة، عين الدفلى، الشلف، غليزان، ومعسكر. ويضاف هذا الشطر الذي سيفتح أمام حركة المرور بين الجزائرووهران باجتناب وسط عديد البلديات، كما ويشمل الكثير من المنشآت الفنية ما بين جسور كبيرة و محولات و ممرات سفلية، ويمكّن هذا الطريق الذي سيتم تسليمه قبل الآجال التعاقدية له من قطع المسافة بين الجزائرووهران في فترة زمنية لا تتجاوز 4 ساعات وفي ظروف أمنية أحسن، بعدما كان يستغرق ساعات وساعات، لاسيما وأن الأمر يتعلق بطريق سريع أنجز وفق أحدث المقاييس المعمول بها دوليا وبشهادة مطابقة من طرف مكاتب الدراسات الدولية. كما وأكدت جولتنا في الجهة الغربية لكافة ورشات مشروع القرن التقدم الجيد الذي تعرفه أشطر مهمة منه، لاسيما على الاتجاهين الرابط بين الجزائرووهران غربا. كما يرتقب أيضا تسليم أشطر هامة من المشروع خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، لاسيما على الجهة الغربية من البلاد بين ولايتي وهرانوتلمسان، حيث يشهد هذا المقطع الصعب من المشروع والذي تتشكل نسبة معتبرة منه من جسور ومنشآت فنية تقدما معتبرا في الميدان، حيث تتواصل الجهود فيما يخص أشغال هذا المقطع حتى يتم استلامه على مستوى منطقة الغرب الجزائري قبل الآجال المحددة في شطر الطريق السيار الممتد من الجزائر العاصمة إلى الحدود المغربية على مسافة 525 كلم، والذي يشمل أكثر من 1000 منشأة فنية، والتي تعرف حاليا الرتوشات الأخيرة ليتم تسليمه قريبا، أين وقفنا عند نسبة تقدم عملية التهيئة العامة للمسار، في حين تنتظر الجزء الأكبر منه عملية التزفيت فقط. كما وينتظر إضاءة الطريق السيار شرق غرب في جهته الغربية، عن طريق الطاقة الشمسية باعتبارها حلا مستداما، وهي الآن محل دراسة مع متعاملين أجانب على غرار الشركة الصينية »سيتيك سي أر سيسي« المكلفة بتجسيد مقاطع الغرب على امتداد 359 كلم والوسط بطول 169 كلم للطريق السيار شرق غرب، فضلا عن تجديد الغطاء النباتي وتشجير حافتي الطريق السيار شرق -غرب التي ستميز الطريق السيار مستقبلا. وستسمح هذه المنجزات، التي فُتح البعض منها أمام حركة المرور، بتفادي الازدحام بالطريق السفلي الغربي الذي غالبا ما يسجل معدلات قد تفوق 50 ألف مركبة في اليوم، حيث تم في هذه السياق تمديد الطريق الوطني رقم 2 عبر طريق رأس العين على مسافة قدرها 3 كلم، وكذا عصرنة على مستوى المحول العلوي كلا من الطريق الولائي 45 على مسافة 12 كلم، كما يرتقب عصرنة الطريق الولائي رقم 44 و45 إلى طرق وطنية. كما تم تفعيل مبادرة أخرى خاصة بإنجاز طنف جديد بوهران على مسافة 11 كلم ما بين المحولين الحاليين العلوي والسفلي، حيث يتكفل بهذا المشروع مجمع جزائري برتغالي، ويرتقب كذلك فتح ثلاثة محولات جديدة بالطريق الوطني رقم 2 على مستوى دائرة بوتليليس، حيث تهدف هذه المنشآت إلى ضمان حركة مرور مريحة ومؤمنة، مع ضرورة تسهيل الربط بين مختلف محاور الطرقات و محول ميناء وهران . ... في جهة الوسط وتيرة جيدة لرفع التحدي شطر الوسط الذي يبلغ طوله 196 كيلومترا، وتحديدا بوابة ولاية الشلف مرورا بوادي الفضة وصولا إلى الحسينية وخميس مليانة، هذا الجزء من شطر الوسط حقق الرهان بعد أن تم تسليمه بصفة نهائية، حيث بات ينتقل مستخدمو هذا المسار من العاصمة باتجاه ولاية شلف عبر الطريق السيار دون الولوج إلى الطريق الوطني ووسط المدن، ومن يصل إلى هذا الرواق فحتما لن يصدق أنه سبق له وأن عرف المكان من قبل، حيث اكتسى حلة جمالية جديدة برتوشات هندسية تجعل من الرحلة نزهة تمتع الناظرين. في حين تعرف عملية إنجاز آخر وأصعب شطر من مقطع الطريق السيار شرق غرب الخاص بالوسط و الرابط بين ولايتي بومرداس والبويرة، عبر جبل بوزقزة، على مسافة أكثر من 25 كلم، وتيرة جيدة و تحت مرافقة مكاتب دولية متخصصة، بالنظر إلى الصعوبات التي تميز هذا المقطع والمتمثلة أساسا في التضاريس الجبلية الوعرة والتعقيدات التقنية و الجيولوجية للمنطقة التي حالت دون تسليمه قبل الآجال التعاقدية. وهي الصعوبات التي استدعت برمجة إنجاز أربعة أنفاق من الحجم الكبير، أكبرهم يتجاوز 5ر3 كلم و 10 جسور كبرى بهذا الشطر من مقطع الوسط من الطريق والمسلم معظمه للمرور على مسافة أكثر من 61 كلم، بداية من الحميز بالجزائر العاصمة إلى غاية بلدية الخروبة في الحدود الغربية مع البويرة، للربط و فتح مسالك بين مختلف الجبال الكبرى التي تميز المنطقة، لتصل بذلك نسبة الإنجاز حسب ما أفاد به المكلف بالأشغال على مستوى هذا المقطع 91 بالمائة. وسيتم حسبه الانتهاء من أشغال الحفر بنفقين من أصل أربعة مبرمجة قبل نهاية شهر جوان القادم، فيما بلغت نسبة إنجاز النفقين الآخرين الواقعين في نفس الشطر و الرابطين بين ولايتي البويرة و بومرداس من ناحية الغرب نسبة 80 بالمائة. وفيما يخص الجسور العشرة الكبرى التي يجري إنجازها بهذا الشطر، فينتظر الانتهاء منها خلال الشهر الجاري وبداية الشهر القادم، خاصة بعد أن منح الوزير هذا المشروع أولوية الأولويات، حيث أعطى تعليمات صارمة للقائمين على إنجازه مع ضرورة تكفل السلطات المحلية بانشغال الشركة الصينية القائمة بإنجاز المشروع في مجال تموين مشروعها هذا بمادة الرمل، لتنشيط وتيرة الإنجاز ومضاعفة الجهود لإتمام إنجاز هذا الشطر المهم جدا من مقطع الطريق السيار شرق-غرب، نظرا للحاجة الملحة لفتحه في أقرب وقت للقضاء على الاكتظاظ الذي يعرفه الطريق الوطني رقم ,5 على اعتبار أنها تشكل همزة وصل بين شرق الجزائر وغربها. كما يرتقب استلام شطر الطريق السيار ما بين الأخضرية بولاية البويرة والحدود الفاصلة بين هذه الأخيرة و ولاية بومرداس، على مسافة 12 كلم، قبل شهر ماي المقبل. وتفيد الشروح المقدمة عن مخطط تقدم الأشغال بهذا النفق البالغ طوله نحو 7,1 كلم بأن المسافة المتبقية لفتح هذا النفق كلية لا تتعدى 500 متر في الأنبوبين الاثنين معا، وهو ما يدفع إلى التفاؤل بإمكانية استلام هذا المشروع في الآجال المحددة له والتي لا تتجاوز شهر جويلية، على اعتبار أن الآجال التعاقدية للتسليم الكلي للطريق السيار هي جويلية .2010 ويكتسي فتح هذا المقطع من الطريق السيار شرق-غرب الرابط ما بين الأخضرية و الطريق السيار القادم من بودواو مرورا بنفق بودربالة بالحدود الإدارية لولاية بومرداس أهمية قصوى، حيث يختزل كثيرا المسافة بتفادي كل من عمان و بني عمران و بلدية الثنية التي كثيرا ما تكثر بها الزحمة و تتشكل بها طوابير لا متناهية للشاحنات، لا سيما بمنعرجات الأخضرية وفي وقت زمني جد قصير وفي ظروف أمنية، بعدما كان قطع المسافة من الجزائر العاصمة إلى ولاية البويرة يستغرق وقتا كبيرا. شطر الشرق: مهمة صعبة لكن ليست بالمستحيلة وإن كان المجمع الصيني »ستيك سي أر سيسي« استطاع رفع الرهان بعد انتهائه من إنجاز كل المقطع الغربي الذي ينتظر تسليمه قبل الآجال التعاقدية، فالنزول إلى الميدان والوقوف على أشغال المشروع في الجهة الشرقية له يؤكد أنه لا محل للمقارنة بتاتا بين ظروف العمل في الجبهتين، باعتبار أن الجهة الشرقية كانت تخبئ الكثير من المفاجآت الصعبة للمؤسسة التي ظفرت بإنجازه، حيث كان محفوفا بالعراقيل التي كانت تتطلب من المجمع كوجال المسؤول على إنجاز الرواق في جهته الشرقية التعامل معها بكل حذروخبرة كبيرين فرضت عليهم الدخول في معركة مع الطابع الجيولوجي للرواق الذي يخترق العديد من المناطق الجبلية الوعرة والأماكن الرطبة الفيضية على طول 399 كلم والاعتماد على تقنيات جديدة بالنسبة لليد العاملة لم تألفها من قبل، حيث استدعى الأمر الوقت للتكيف مع هذه التقنيات التي كانت الحل الوحيد لكل الاحتمالات التي قد تواجه المشروع، فالمشكل لمن ليس له علم لم يكن فقط في توفير الغلاف المالي وتسقيفه عند 6 ملايير دولار فيما يخص الجهة الشرقية بل وصل حد تحدي الطبيعة! السيد أحمد ذباح المدير المكلف بإنجاز الشطر الشرقي للطريق السيار شرق-غرب أكد أن القائمين على مشروع الطريق السيار الممتد آجاله التعاقدية للثلاثي الأول من السنة الجارية حتى يصل إلى نسبة الإنجاز المحققة لغاية اليوم وجه سلسلة من العراقيل الكبرى أكدت أن توفير الغلاف المالي وتسقيفه عند حدود ال 11 مليار دولار، كما جرى فحسب وإنما استدعى تفكيك العديد من العراقيل التي حالت دون إنجازه في عدد من مراحله، حيث اعترضت مسار إنجازه هذه العراقيل التي جعلت الوكالة الوطنية للطرق السريعة التي تعتبر صاحبة المشروع تعمل على عدة جبهات لتواجه المشاكل الإدارية المتعلقة بتعويض ملكيات الأشخاص التي يعبرها الرواق، وهو الأمر الذي استدعى تدخل الحكومة لمواجهة المشكل بعصا القانون، من خلال إصدار مراسيم تنفيذية تطيح بحق الملكية الخاصة أمام المنفعة العمومية تعويض الملكية الوضعية القانونية لنسبة كبيرة منهم استدعت التغاضي عن الشروط القانونية واعتماد السياسة الاجتماعية معهم. كما اعترض القائمون على الأشغال مشكل عدم توفر الإدارة الجزائرية على خرائط أرضية توضّح محتوى أرضية الرواق، إلى جانب تحويل القنوات والشبكات المختلفة الخاصة بالغاز والكهرباء والهاتف لتحرير الرواق، وهو الأمر الذي عقده التداخل الحاصل بين القطاعات، لأن الأمر كان يستدعي تدخل عدة وزارات، كما أن وجود خطوط كهرباء ذات الضغط العالي والتي استدعت أحيانا تحويل مسلك الطريق، مما نتج عنه دراسات تقنية جديدة لم تؤثر على التكلفة التي عرفت الحكومة أن تفاوض بشأنها، دون أن ننسى المشكل الأمني الذي اعترض المشروع في بدايته، خاصة فيما يتعلق بتحرير المناطق الجبلية، مما كان يستدعي استخدام المتفجرات، وهو الأمر الذي يخضع لمخطط أمني خاص وإجراءات استثنائية قام بها أفراد الجيش الشعبي الوطني الذين نجحوا في تأمين كل مسار الطريق على طول 1216كلم، كما أن الدراسات بالمنطقة الشرقية التي استغرقت وقتا مقارنة بالجهة الغربية، كشفت أن عددا من المناطق بشطر الشرق صُنفت كمناطق مشبعة بالمياه، ولعل أهم عامل يؤرق الشركات المنجزة في الوقت الراهن هو ما تعلق بالمناخ وارتفاع نسبة تساقط الأمطار التي كانت تستدعي توقف الأشغال أسبوعا بعد كل يوم ممطر، فتخيلوا معي كم من يوم ستتوقف الأشغال في موسم الشتاء. ونشير فيما يخص الطريق العملاق في جهته الشرقية أنه يعرف لحد اليوم تسليم 90 بالمائة من مجمل المقاطع، خاصة بعد تسليم كل من مقطع شلغوم العيد ومقطع برج بوعريريج وسطيف على مسافة 40 كلم، غير أنه تبقى المقاطع الممتدة من قسنطينة إلى غاية الحدود التونسية لم تسلم، بالنظر إلى خصوصية تضاريسها الوعرة التي تتخللها جبال أجبرت الخبراء على إنجاز 6 أنفاق بمنطقة جبل الوحش، وهو ما صعّب من مهمة الشركة اليابانية كوجال المكلفة بإنجاز مقطع الشرق للطريق السيار، إلى جانب تأخر الطريق لاختراقه محمية القالة التي عملت الوزارة على تفاديها، الأمر الذي استدعى تسخير كل الطرقات والعتاد بطريقة تسمح بتسليمه قبل الآجال التعاقدية. أنفاق''جبل الوحش'' إسم على مسمى الحديث عن الطابع الجيولوجي يقودنا لا محالة للحديث عن الأنفاق الستة المجسدة على مستوى جبل الوحش الذي يتوسط ولايتي قسنطينةوسكيكدة، والتي سيسجل لها التاريخ صعوبة شقها.. وصولنا إليها لم يكن بالأمر الهين، خاصة وأننا توجهنا إليها في ساعات متأخرة للوقوف على ورشات العمل ليلا، حيث كانت المفاجأة بوجود ذلك الكم الهائل من العمال وهم على أتم الاستعداد لحفر أنفاق استعصت على الاستعمار، حيث ارتأى لنا عند دخول النفق كأننا في منتصف النهار، نظرا للنشاط الذي كان عليه العمال. ولعل ما لفت انتباهنا أكثر هي تلك التقنيات التي كان يستخدمها مجمع كوجال في إنجاز هذه الأنفاق وتحدي الطبيعة بكل ثقة، حتى أن التحدي وصل بهم إلى حفر نفق جبل الوحش الواقع بولاية سكيكدة، على طول 7,2 كلم من الجانب، والوصول إلى وسط النفق والعمل على حفره من أربع نقاط وبأحدث الوسائل. ونشير هنا أنه تم إنجاز إلى غاية نهاية الأسبوع 7,1 كلم من كل أنبوب .