طالب الدكتور عبد العزيز بن طرمول والدكتور عبد العالي رزاقي في النقاش الذي أثرياه أمس في منتدى "الجمهورية"، بمناسبة اليوم الوطني للصحافة ،بوجوب وضع استراتيجية واضحة للاتصال بالجزائر ، تفتقر إليها بلادنا رغم الأشواط الإيجابية المحققة في مجال حرية التعبير المعاشة على وجه الخصوص في الصحافة المكتوبة.. وقد أشاد الدكتور عبد العزيز بن طرمول، أستاذ في الاتصال والعلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة وهران ،وصحفي وكاتب افتتاحية سابق بجريدة الجمهورية ،باستحداث رئيس الجمهورية ليوم وطني للصحافة ،واعتبره قدوة في الحياة السياسية والإعلامية ،ومناسبة نُقَيِّمُ فيها أنفسنا على غرار اليوم العالمي لحرية التعبير الذي يقيمنا فيه الآخرون. ويرى الدكتور عبد العزيز بن طرموول أنّ الجزائر تأخّرت كثيرا في مجال الاتصال رغم امتلاكها لجميع الامكانيات التي تجعلها تتزعّم المتوسط وتكون إحدى رواده ودعّم رأيه باعتراف الوزير الذي صرّح في مناسبات عديدة بضعف قطاع الاعلام ببلادنا ،وتسائل : أين نحن ممّا يجري ببلادنا ؟ وإجابة على هذا السؤال قال زميلنا في المهنة ،يجب وضع معالم واضحة للاتصال بالجزائر، وهناك بداية مشجعة نلمسها في قانون الاعلام الجديد الصادر في 2012 ،وهو ما اعتبره بتوفّر النيّة في التغيير ،وانتقد بن طرمول التقرير الدولي الذي صنّف الجزائر في المرتبة المائة 100 عالميا من حيث حرية التعبير ،معتبرا إياه أمرا مبالغا فيه كثيرا وقال :"نحن نعرف أننا نملك حرية كبيرة ،والحرية الموجودة في الجزائر غير متوفرة في كثير من الدول،والترتيب الدولي الذي يصنّف دولا أفريقية وملكية خيرٌ منّا غير صحيح "،واعترف الدكتور بن طرمول بتفوق الغير علينا في المجال السمعي البصري . واحتكم ضيف منتدى "الجمهورية إلى الحكمة التي تبرز المفهوم "كي نحكم جيّدا يجب أن نتّصل جيّدا" وربط بين الخدمة العمومية وبين الاتصال والاعلام ،مؤكدا أنّ مصطلح الخدمة العمومية هو مصطلح يجب ضبطه لانّ الخدمة العمومية هي كلّ ما يخدم المجتمع وليس العكس،ونبّه الدكتور بن طرمول بالقول أنّ الجزائر مستهدفة إعلاميا،ويجب أن نحضّر انفسنا للمواجهة،وأعطى مثالا عن دولة قطر التي اصبحت مرادفا للاتصال وقناة الجزيرة ،وبالمناسبة ذكر ضيفنا استحواد هذه القناة على بث المقابلات الرياضية على مستوى العالم ،ورفض تسمية ما قام به التلفزيون الجزائري لبثه لمقابلة بوركينافاسو والجزائر بالقرصنة ,..وللمفعول البارز للقنوات الاعلامية في وقتنا الراهن دعا ضيفنا إلى ضرورة الاتعاظ بمن قالوا أنّ فضائية تساوي شراء 5 ذبابات ... وعبّر الدكتور عبد العالي رزاقي عن افتخاره بتواجده بجريدة الجمهورية ،وقال انّها أول دعوة يلبيها بعد انقطاع دام 5 سنوات ،أما موافقته على الدعوة فقد تمت لأنها توافق الذكرى 169 سنة لتأسيس جريدة "إيكو دورون" في 12 أكتوبر 1844 وجاء خصيصا للاضطلاع على أرشيفها الغني والثري. وقدّم ضيف منتدى الجمهورية"،أستاذ الاعلام والاتصال بجامعة الجزائر،وكاتب وشاعر وصحفي ، حوصلة عن تاريخ الاعلام الجزائري في عهد الاستعمار الفرنسي وبعد نيل الاستقلال والحرية وأشاد بترسيم هذا اليوم عيدا وطنيا ،وعرّج على جريدة المبشر التي صدرت باللغة العربية في عهد الاستعمار ،كثاني جريدة صدرت في العالم العربي ّوهناك من يعتبرها الثالثة أو الرابعة.. وإن توفرت الجزائر على 136 يومية ،يعمل بها 5 ألاف صحفي،فقد أكد الدكتور عبد العالي رزاقي أنّ الجزائريين يفضلون ،حسب سبر الآراء الذي أجراه للجامعة العربية الاذاعات المحلية ،ويفضلونها أن تكون باللغة العربية،لأنها تهتم بالحياة اليومية .. وفي تقييمه لواقع ومسار الاعلام بالجزائر،قال ضيف المنتدى انّ الجزائر كانت تتوفر على استراتيجية اعلامية إبان الثورة ،وكانت لها برامج بعدد من الدول العربية ،تونس ومصر والمغرب،وهي التي أوصلت القضية الجزائرية إلى الأممالمتحدة ، و في 1968 انتشرت فكرة كيف نفكر في الاعلام وماهو تعريف الصحفي؟كماعرّج على عهد التعددية الحزبية الذي شهد ميلاد العديد من الجرائد لسان حال الأحزاب وعلى الدور الاعلامي للتلفزيون الجزائري في هذه الفترة ،أما المرحلة السوداء في حياة الجزائر فقد غابت فيها الاستراتيجية حسب الدكتور رزاقي. وانتقد ضيفنا في اليوم الوطني لحرية الصحافة القطاع الاعلامي العمومي الذي تحوّل في نظره إلى سدّ مشاكل البطالين،فمن لا يعرف القراءة والكتابة أصبح يملك بطاقة الصحفي ،وأصبح يجتهد في أشياء لا تستحق الاجتهاد،وقال أن الصحافة المكتوبة دخلت في فوضى وهو ماأسماه بصحف الملاحق . وتساءل الدكتور رزاقي عن أسباب تأخير تطبيق قانون الاعلام 2012،لأنه يتوفر على بنود مهمة،وانتقد شروط اختيار سلطة الضبط والتباين الموجود فيها بين الصحافة المكتوبة والسمعي البصري وانتقد أيضا شروط تأسيس الاذاعات والقنوات الفضائية في جانب تحديد عمرها،وكذا مفهوم القناة الدولية لدى بعض القنوات الجزائرية.. ونبّه أستاذ الإعلام والاتصال الدكتور رزاقي في خلاصة تدخله إلى غياب الارشيف بالصحافة الجزائرية وخاصة الصحف العتيدة كجريدة الشعب .وإلى نقطة مهمة تغيب بجرائدنا الا وهي احترام المهنية حيث تساءل كيف يكون هناك رؤساء تحرير لا يكتبون افتتاحية؟..كما لم يفصل ضيفنا بين حرية التعبير والخط الافتتاحي وبينهما وبين احترام الخدمة العمومية التي يجب ان يوفرها القطاع العام. ورادًا على رأي الدكتور بن طرمول حول قرصنة مقابلة الجزائر قال انّ القرصنة ثابتة والسرقة سرقة.. يجدر الذكر أنّ السيد سعيدي مختار المدير العام للجمهورية كان المحاضر الثالث في المنتدى حيث أشاد باعتماد هذا اليوم عيدا وطنيا للصحافيين وذَكّر بشهداء المهنة ودعا الساهرين على القطاع لاستذكار الايجابيات لتدارك النقائص،وأعطى رأيه كخبير في الميدان حول الفرق بين الكتابة في القطاع العام والكتابة في القطاع الخاص ..ووافق مدير الجريدة الدكتور بن طرمول موقفه حول بث التلفزيون الجزائري لمقابلة بوركينافاسو والجزائر بالقول أنّها ليست قرصنة وقد تخلل الحفل تكريمات لعدد من الاعلاميين وعمال القطاع المتوفين والموجودين قيد الحياة أطال الله في عمرهم إضافة الى تكريم أصدقاء الجريدة من الممولين والأساتدة والدكاترة .. .