تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير، نظمت أول أمس، جمعية ”البسمة الثقافية” بالتنسيق مع خلية الإعلام لولاية برج بوعريريج بالمركب الثقافي ”عائشة حداد”، ندوة فكرية حول واقع حرية التعبير في الجزائر، تخللها حفل تكريمي لبعض عمالقة الصحافة الجزائرية بحضور مديرة جريدة ”الفجر” السيدة حدة حزام، الكاتب الصحفي سعد بوعقبة، الأستاذ والصحفي عبد العالي رزاقي والدكتور فؤاد بن حالة أحد الصحفيين المخضرمين وصاحب إصدارت عديدة آخرها كتاب بعنوان ”صدمة الاتصال الشمولي”. كما عرفت الندوة حضور والي الولاية ورئيس المجلس الشعبي الولائي والبلدي إضافة إلى جمع غفير من أساتذة الإعلام ومراسلي الجرائد الوطنية بالولاية. الندوة الفكرية تميزت في بدايتها بكلمة ألقاها والي الولاية تطرق في مجملها لتقديم التهنئة لجميع الصحفيين، ليفتتح بعد ذلك نقاش حول واقع حرية التعبير في الجزائر، حيث أوضح الصحفي سعد بوعقبة بأن الصحفي مطالب بأن تكون المصلحة العليا للبلاد من بين أولوياته، وذلك للخطر المتوقع في أي لحظة من الأجنبي الذي يتربص بالجزائر في كل وقت، ومن جهة أخرى، أوضح بأن له حرية النقد في الشؤون الداخلية للبلاد، كما تأسف بوعقبة عن تصرفات بعض المتعاملين الاقتصاديين الأجنبيين في التدخل في سياسة البلاد، وعرض بعض الإشهار لترويج منتوجاتهم تحتوى على مضامين سياسية، وفي الشأن ذاته لام بوعقبة السلطة الجزائرية عن السماح لهؤلاء المتعاملين في التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. الأستاذة حدة حزام مديرة جريدة ”الفجر” من بين الصحفيين الذين كتبوا في العدد صفر ليومية الخبر والتي وصفت بالمرأة الحديدية بعاصمة البيبان، اعتبرت بأن هذه المناسبة بمثابة يوم تقييم لكل المشاكل التي تعاني منها الصحافة الجزائرية. وعن تجربتها الإعلامية قالت إن جريدة ”الفجر” لم تنضج وهذا بعد 12 سنة من التأسيس، لأنها مازلت غير منتشرة بالصورة المأمولة، مرجعة ذلك إلى التضييق الحاصل من طرف بعض النافذين، وموضحة أن هناك نية صادقة من أجل إنجاح التجربة ولكن الصحف الصفراء أثرت بشكل سلبي على القارئ الجزائري، واعتبرتها ظاهرة مرضية. وفي الصدد ذاته، أوضحت حزام بأنها توقعت في بادئ الأمر وعند تأسيس جريدة ”الفجر” بأن تضيف إضافات لتنشئة المجتمع، ولكن وجدت بأن هناك من يسمح لنفسة بأن يتلاعب بمصالح البلاد. الأستاذ عبد العالي رزاقي كانت مداخلته حول حرية الإعلام في الجزائر، والتي قال عنها إنها غير موجودة على الإطلاق، موضحا أن حرية التعبير لا يمكن فصلها عن حرية الرأي وحرية المعتقد. الدكتور فؤاد بن حالة عرض معاناة الصحفيين، وأوضح بأن الإعلام والعولمة والتكنولوجيات الحديثة بمثابة المثلث الذي يسبح فيه الإنسان، وأوضح بأن ولادة المطبعة والتليفزيون جاء موافقا للموجة الثانية للمرحلة الاجتماعية.