يحي دلاوي من مواليد سيدي بلعباس عام 1958 لم يتخصص بدراسة الصحافة لكنه بدأ العمل الصحفي عام 1985 بجريدة «الشعب» وكان حينها دكتور مقيم يدرس بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا بالجزائر العاصمة ومتعاونا بالقناة الاذاعية (القناة الأولى) لكن الأستاذ الدكتور يحي دلاوي المتخصص في علوم الطب واصل العمل الصحفي مع جريدة «المساء» تم انتقل مع مجموعة من زملاءه إلى التفكير في عنوان جديد مستقل ناطق باللغة العربية وهذا تزامنا مع دستور 1989 الذي فتح المجال إلى التعددية الإعلامية آنذاك يحي دلاوي عمل مراسلا وكاتبا للإفتتاحيات ومنتجا لصفحات طبية عبر الأقسام الثقافية لعدة جرائد من بينها «الخبر» و«الجمهورية» وجرائد أخرى كما عمل كصحفي رياضي وصحفي مراسل وغطى الكثير من النشاطات كما غطى حتى بعض الانتخابات الوطنية ناهيك عن إعداده لحصص يحي دلاوي خارج إطار الصحافة هو أستاذ دكتور في علوم الطب بجامعة العاصمة ثم وهران وأستاذ فنيات التحرير بمعهد الصحافة رئيس مصلحة الطب البيولوجي للإنعاش بمستشفى وهران الجامعي، مدير سابق لمصلحة ما بعد التدرج بكلية الطب بوهران مستشار أخلاقي وطني في أخلاقيات الطب ورئيس مصلحة كيمياء المعالجة بكلية الطب بوهران رئيس تحرير مجلة «الصيدلي» ومجلة Diagnostic «دياڤنوستيك» الطبية وأستاذ زائر بكلية الطب بسيدي بلعباس مشرف على أعمال دكتوراه في الطب والصيدلة والكيمياء ومنشط للملتقيات العلمية والطبية وصوت إذاعي منذ سنة 1985 إلى يومنا هذا الولوج إلى عالم الأثير تجربة مثيرة لكم فما هي الوقفات الجميلة في العمل الاذاعي بالنسبة لكم؟ بحمد الله وتوفيقه خضت تجربة الإعلام الطبي عبر الاذاعة الوطنية سنة 1985 فبعد أن كنت أقدم بشكل تقني مادة طبية إعلامية تخدم الصحة العمومية مع فتح الهواتف للمرضى عبر التراب الوطني هذه السنة قررت التفاوض مع المسؤولين آنذاك للمساهمة والتعاون مع الاذاعة الوطنية إلى يومنا هذا والتجربة هي التي تخدم وتخلق الصحفي الجيد وأدعوا كل الزملاء إلى العمل بموضوعية ومهنية والاهتمام بالقراءة وتعلم لغة ثانية لإثراء تجربتهم الصحفية والمعرفية كما أرى أن المراسل الصحفي هو أكثر من يتعرض إلى أدى أجهزة الرقابة وأن أكثر من دفع الثمن هم المراسلون وأعتقد أن ظهور بعض القنوات التي لم يتضح نشاطها قانونيا لم تخدم الإعلام الوطني بل أوقعته في فخ التسييس وبات يغلب عليه نقص المهنية وأنا متشائم * متى ظهر التلفزيون الجزائر ؟ لم تظهر التلفزة في الجزائر إلا في ديسمبر عام 1956 إبان الفترة الإستعمارية أين أقيمت مصلحة بث محدودة الإرسال كانت تعمل ضمن المقاييس الفرنسية ويعد استحداثها إهتماما بالجالية الفرنسية المتواجدة بالجزائر آنذاك كما اقتصر بثها على المدن الكبرى للجزائر أين أنشأت محطات إرسال ضعيفة تقدر ب 819 خط على المدى القصير موزعة على ثلاث مراكز في وهران العاصمة وقسنطينة *ومتى ظهرت الإذاعة ؟ أما دخول الإذاعة إلى الجزائر فكان قبل ذلك بوقت طويل نسبيا إبان الحقبة الاستعمارية أي عام 1926 وكان ذلك استجابة لحاجيات الأقلية الأوروبية المتواجدة في الجزائر حيث كانت برامجها ذات صلة وطيدة مع فرنسا كما أن الهياكل الأساسية التي أنشأت منذ البداية ظلت متواضعة جدا مقارنة مع شساعة الجزائر * ماهي إيجابيات الإعلام المسموع ؟ فتحت التجربة الديمقراطية والتعددية السياسة آفاقا جديدة ووفرت مناخا ملائما لإنشاء الإذاعات المحلية والاذاعات الجامعية وساهمت الاذاعة الوطنية والجهوية آنذاك بقسط وافر في انطلاقة هذه الاذاعات المحلية في البحث من مختلف الجوانب من تجهيزات وتأطير وبرامج وغيرها وتشكل الاذاعة المحلية وسيلة للاتصال الجماهيري الأكثر فعالية ولها تأثيرا على الرأي العام المحلي ووسيلة سهلة للتعبير متاحة للمواطنين غير أن تأخير هذه الاذاعات ومصداقياتهامرهونتين بنوعية العمل المقدم من قبل الفريق الساهر على سير هذه المحطات ولكون التجربة لا تزال في البداية يبدو أن هذه الاذاعات المحلية لا تزال تعاني من مشاكل متعددة وخاصة في مجال الإطار البشري الذي تنقصه التجربة العالية إضافة إلى نقص التقنيات الحديثة المستخدمة في الإعلام المسموع * ما سلبيات الإعلام المسموع؟ إذا كانت الإذاعات المحلية قد قطعت شوطا متواضعا منذ إنشائها فإن القنوات الخاصة لم تر النور على الرغم من أن المرسوم التنفيذي المعدل والمتمم للمادة الرابعة من المرسوم التنفيذي رقم 91/98 المؤرخ في 20 أبريل 1991 يسمح بتلبية طلبات القنوات الخاصة في مجالها العملي. فالمجلس الأعلى للإعلام الذي كان بيده الضوء الأخضر لم يتوصل الى ضبط المقاييس الخاصة التي تسير هذه القنوات في ظل الفراغ القانوني الذي يعرفه الميدان السمعي البصري ومع حل المجلس الأعلى للإعلام توقف تنفيذ مشروع الإذاعات الخاصة ويبقى تنفيذ مثل هذه المشاريع الإعلامية مرهون بالمصادقة على المشروع التمهيدي لقانون الإعلام الذي قدم للإثراء سنة 1992. * كيف ترون صحافة القطاع الخاص؟ مع دخول الجزائر عهد التعددية السياسية بعد أحداث أكتوبر 1988 والمصادقة على قانون الإعلام في سنة 1990 أصبحت البلاد تتوفر على نوعين من الصحافة وهي صحافة القطاع العام أو ما يسمى بصحافة الخدمة العمومية وصحافة القطاع الخاص إضافة الى صحافة الأحزاب التي أنشأت بتشجيع مادي من قبل السلطة، وهكذا أصبحت صحافة القطاع العام تقدم الخدمة العمومية وهي تابعة للسلطة لتخدم أهدافها وتدافع عن مصالحها، ثم الصحافة الخاصة المسماة بالمستقلة وعلى كونها ورغم أنفها غير مستقلة إطلاقا بل تتبع لمجموعات المصالح أو نفوذ الأحزاب. وكنت حينها أحد الأوائل ممن قاموا بجمع الكراسي والطاولات لولوج ما تكرمت به السلطة على الخبر آنذاك من مقرات وكنت حينها مع زملائي زايدي، وأورتيلان، وسناجقي رحمة الله عليهم وكحول ورزقي وعابد شارف مدير الجريدة آنذاك نحمل على ظهورنا لوازم المكتب ونبيت فيه والوقت كان وقتا يحّظر فيه التجول. * ماهي العوامل المؤثرة على الصحافة في الجزائر؟ لا تزال الصحافة بالجزائر رهينة العديد من العوامل المؤثرة في تطورها ومسارها وحتى على موضوعية «الخبر» التي تقدمه وتوجهه والآراء المقدمة للقراء. فالصحافة تعمل سجينة العديد من المؤثرات السياسية والاجتماعية والمالية فالمحيط السياسي يؤثر كثيرا على وضع وتطور الصحافة وانتشارها واهتمام المجتمع بها، وكلما استطاعت الصحافة العمل خارج هذه المؤثرات كلما تمكنت من الانتقال من إعلام مقيّد الى إعلام حر نسبيا ومن جهة أخرى فإن «الإعلان» يؤثر كثيرا على محتوى الخبر الشيء الذي يلاحظ على صفحات جرائدنا. * وحرية التعبير في الصحافة؟ حرية التعبير أضحت من المفاهيم الأكثر شيوعا فمثلا دول العالم الثالث عندما تتحدث عن الديمقراطية تتغنى بحرية التعبير والدول الغربية عندما تريد التدخل في شؤون دولة مغلوب على أمرها وغير مرغوب فيها تقدم ذلك باسم الدفاع عن حرية التعبير وحتى أولئك الذين يشتمون ويسبون الملل والرسل والعظماء يتسترون وراء مبدأ حرية التعبير فحرية التعبير ليست مطلقة بل هي تختلف من دولة لأخرى ومن مجتمع لآخر طبقا لقيم وتقاليد كل مجتمع حتى لا تتحول حرية التعبير الى حرية التهديم. * تصورّكم المستقبلي؟ « إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة » (الآية 19 من سورة النور) الصحافة رسالة نبيلة لذا يجب التأكد من صحة الخبر، قال سننظر أصدقت أن كنت من الكاذبين..؟ كما أتمنى من الساهرين على المؤسسات الإعلامية أن يرفعوا من المستوى اللغوي لمادتهم الاعلامية وباللغتين...جرائدنا أصبحت نشريات تنفّر. أملي أن يرسّم للصحفي في القطاع الخاص مرتبا محترما ليبتعد عن الأكل على كل الموائد، وتكون له كرامته بدون أن ننسى بطاقة الصحفي المهنية. في كلمات: الحرية: كسر القيود الجد: الفوز المهنية: كسر الرداءة الضمير: الحفاظ على المجتمع المسؤولية: الحفاظ على الأسرة الإنصاف: لمّ المجتمع العدل: المساواة الفضل: نجاح الأمم النوعية: الأمان الموضوعية: راحة البال