احتفل الصحافيون وكذا مؤسسات الدولة باليوم الوطني للصحافة الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية في اليوم العالمي لحرية التعبير وكل مؤسسة إعلامية لاسيما العمومية أحيت هذا اليوم التاريخي بالطريقة التي رأتها توفي بالهدف والمبتغى. لكن مقابل ذلك وجدنا سياسيين وإعلاميين جعلوا من هذا اليوم فرصة للتهجم على الآخرين كل ما يرمز للإنجازات المحققة ورسموا صورة سوداوية لقطاع الإعلام في الجزائر وبالأخص حرية التعبير وحق المواطن في الإعلام متنكرين للمنجزات والأشواط المعتبرة التي تحققت في هذا المجال ولا أدل على ذلك حرية التعبير التي يتمتعون بها في كتاباتهم وتصريحاتهم الصحفية "النارية" التي تجاوزت حدود اللياقة في كثير من الحالات..! قرأت بعض المقالات والأعمدة فلقيتها أشد وقعا من الرصاص موجهة لأشخاص أو هيئات ذنبهم الوحيد أنهم ......... مسؤولياتهم وصلاحياتهم في إطار القانون حتى وإن أخطأوا كان الأولى تنبيههم قبل التهجم عليهم لأن كل واحد حجته معه. وما يؤلمني في هذا المجال انسياق بعض الإعلاميين والمتقفين الجزائريين وراء أحكام أطراف خارجية دون تحكيم العقل والتحري في الموضوع على غرار تهمة "القرصنة" التي أطلقتها إحدى القنوات على مسؤولي مؤسسة التلفزيون الجزائري مع أن المسؤولين الجزائريين أدرى بالموضوع ولهم ما يقولون فيه بالدليل والبرهان فكيف نكون ساذجين الى درجة تصديق كل ما يصدّر الينا من الخارج ونكذب أنفسنا ؟! هناك من السياسيين والإعلاميين الذين يتظاهرون بالجرأة والشجاعة في انتقاد كل ماله صلة بالنظام والسلطة، ويظهر أمام مختلف القنوات التلفزيونية لاسيما المناهضة وكأنه مصلح اجتماعي وقائد نهضة وبيده مفاتيح الإصلاح والتسيير وناطق رسمي بإسم الضعفاء والفقراء وهو عاجز حتى عن تسيير عائلة (زوجته تحكم فيه) ليس أمريكا أو فرنسا كما يقولون دائما وهناك من لم يصمد أكثر من شهر في تسيير مؤسسة صغيرة من حيث عدد عمالها ووسائلها. لكن دائما أصحاب الألسن الطويلة والقلوب الخاوية والضمائر الغائبة لا يتورعون في صب حقدهم على كل ما لا يتماشى مع أهوائهم وأفكارهم المطعّمة من مخابر خارجية تناصب العداء للجزائر وتحرض على بث الفوضى بين أفراد شعبها. والأخطر من ذلك أن مخابر بعض القنوات الأجنبية لاسيما الناطقة بالعربية تحسن اصطياد "الشخصيات" التي تستخدمها في ضرب مصالح ومؤسسات بلادها (يخربون بيوتهم بأيديهم) تختار الذين يبيعون ضمائرهم وأوطانهم بأبخس الأثمان تختار المتعطشين والمشهورين بالثرثرة على اعتبار أن من كثر لغطه كثر خطؤه.. ولهذا نجدهم يتداحسون في طوابير توصلهم الى قنواتهم المفضلة لتحطيم ذواتهم وبلدهم بتصريحاتهم النارية وخطبهم الطنانة الخالية من أي منطق والتي تفتقد لأي مقياس علمي. كل ما في الأمر أنهم يفرغون شحناتهم الناجمة عن الحقد ورد الثائر بعقلية الجاهلية الأولى ... ! فهم مثقفون وإعلاميون لكنهم لا يعلمون...!!