* الوقاية والتربية وتشجيع ممارسة الرياضة أفضل علاج دعت رئيسة وحدة داء السكري بمستشفى سان سانت دوني بباريس الدكتورة الجزائرية الفرنسية خيثر شفيقة بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري المصادق ل 14 نوفمبر إلى مضاعفة الحملات التحسيسية بالجزائر للتحذير من مخاطر داء السكري والعواقب الوخيمة التي قد تنجم عنه بالوقوف على الأرقام المخيفة المستخلصة من أكبر دراسة تم اجراؤها سنة 2005 على مستوى 16 ولاية موزعة عبر التراب الوطني وتقديمها أمام المؤتمر الوطني الخامس للمجتمع الجزائري وطب الأوعية الدموية المنعقد نهاية أفريل الفارط من السنة الجارية بالعاصمة. حيث بلغت نسبة الاصابة بالداء عند الرجال والنساء ب 12٫3 % بتسجيل ارتفاع طفيف داخل الوسط الحضري لتكشف دراسة (ثانية) حديثة تم انجازها بمدينة تلمسان سنة 2007 عن نسبة 15٫3 % من الاصابات بداء السكري داخل المناطق الحضرية مقابل 12٫9 % بالمناطق الريفية وهي الأرقام التي اشتركت فيها عوامل مختلفة أدت إلى الإصابة بالداء على رأسها السمنة وتقدم السن وكذا انخفاض المستوى الدراسي وتبقى كلها أرقام مرشحة للارتفاع خلال كل سنة. وأوضحت الدكتورة خيثر شفيقة أن الفيدرالية العالمية لداء السكري بالتعاون مع المنظمة العالمية للصحة اختارتا هذه السنة شعار الوقاية وتربية السكان بمخاطر داء السكري وهي السياسة التي قد خلص إليها المهنيين المحترفين (أطباء داء السكري) خلال المؤتمر الوطني الخامس الأخير إذا ما علمنا أن مخاطر الداء تجعل منه وباء عالمي حقيقي لا سيما أن في الجزائر عوامل مشتركة عديدة تدعم الاصابة بالداء أهمها الافراط في الأكل دون اتباع أي حمية مما يؤدي إلى السمنة وارتفاع الكوليسترول والمشاكل الوراثية كمرض الوالدين مثلا بالنسبة للأطفال أو إصابة المرأة الحامل بالداء إلى جانب اختلاط دم الأقارب بالإضافة إلى انعدام ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها وحرمان الجسم من أي نشاط فيزيائي وهي في الأغلب نفس العوامل التي تؤثر على مختلف شعوب العالم للإصابة بالسكري . استهداف الشرائح لإنجاح الحملات التحسيسية وأضافت رئيسة وحدة داء السكري بمستشفى سان سانت دوني بأنه يجب استهداف شرائح معينة لإنجاح حملات التحسيس بغية استئصال الداء من الجذور بدء بسن الأربعينات عند الرجال والنساء معا ثم الدخول إلى العائلة إلى غاية الوصول إلى الأطفال مع انذار الأولياء إذا ماتم الكشف عن علامات الداء عندهم شريطة أن تستمر هذه الحملات على مدار أيام السنة على الأقل مرة خلال كل شهر مع تنظيم عمليات الكشف المجاني عن طريق أخذ عينة من الدم بوخز الأصبع وكذا حساب كتلة الجسم لمعرفة الوزن الزائد كما هو معمول به في البلدان الأوروبية على رأسها فرنسا. وصف الداء بالقدر عند الجزائريين وما يميز بعض الأشخاص المصابين بالسكري في الجزائر هو امتناعهم عن تتبع حالاتهم الصحية ووصفهم للداء بالقدر واستعمالهم لعبارات « الله غالب مكتوب على هذا المرض» وذلك من خلال تهاونهم في أخذ العلاج المطلوب مع اخلالهم في تناول غذاء صحي متوازن بالاضافة إلى انعدام نظام الحمية تماما وممارسة الرياضة لا سيما أن المشكل العويص يكمن في نوعية الطعام وسط المجتمع الجزائري وكذا العائلات المغتربة بفرنسا حيث لا تخلو مائدة الأكل من الخبز ومختلف أنواع المرق مرفوقة بالمواد الدسمة والسكريات يتم مضاعفتهما خلال شهر رمضان لتشترك كلها في الاصابة بالداء. نفس المشكل عند الجالية وهي الحالات المستعصية التي تواجهني تقريبا يوميا من خلال المتابعة المستمرة للمرضى من أعضاء الجالية المغتربة المغاربية بصفة عامة والجزائرية بصفة خاصة تقول الدكتورة خيثر شفيقة حيث تجد أغلبهم مصابين بالنوع الثاني من داء السكري نسبة 90 % أي لا يحتاجون إلى المعالجة بالأنسولين وإنما بالأقراص فقط للتحكم في نسبة السكر في الدم لكن في أغلب الأحيان أتفاجأ بنسب عالية تتراوح ما بين 2٫80 غراما و4 غرامات وهو الأمر غير المسموح به من خلال البروتوكول المعمول به بالمستشفيات الفرنسية وحتى الأوروبية. مما يستدعي إدخالهم إلى المستشفى لفترة لا تتعدى خمسة أيام إلى غاية ضبط الوزن العادي لنسبة السكر في الدم واعتداله مع اخضاعهم إلى حصص تربوية تتضمن برامج خاصة لممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي يدخل في اطار الحمية المخصصة للوقاية ومعالجة داء السكري دون اللجوء إلى الأنسولين . كما يتم منع أفراد العائلة من جلب أنواع الطعام للمريض من أعضاء الجالية طبعا إلى المستشفى أثناء الزيارات كوني أعرف التقاليد الجزائرية تؤكد رئيسة الوحدة، وهي الحالات المتكررة باستمرار لكن بعد مرور 10 سنوات يصبحون أمام حتمية المعالجة بالأنسولين. مقارنة أشارت آخر دراسة أجريت بفرنسا سنة 2009 إلى إصابة ما عدده (3٫5 ) مليون شخص بداء السكري من بينهم 700 آلاف كانوا يجهلون ذلك أي ما يعادل نسبة 4٫4 % مقابل 5٫8 بمقاطعة سان سانت دوني لوحدتها كونها تضم أكبر كثافة سكانية للمغتربين و3٫2 % بباريس. وهي الأرقام جد منخفضة إذا ما تمت مقارنتها بالجزائر ويرجع ذلك إلى فضل المتابعة المستمرة وتشجيع الرياضة واتباع الحمية الفعالة.