يقف الديوان الوطني للثقافة والإعلام أيام 28-30 نوفمبر الجاري، على أعمال عميدة الممثلات الجزائريات الفنانة الراحلة كلثوم بقاعة الموقار بداية من هذا الخميس، بعرض التحفة السينمائية الشهيرة " ريح الأوراس" ، التي هندس لها المخرج محمد لخضر حمينة. سيتم استحضار أعمال كلثوم السينمائية عبر فيلمين هما ”ريح الأوراس” و "ديسمبر”، اللذان أخرجهما محمد لخضر حمينة. والفيلمان غيض من فيض للقائمة الطويلة لأعمال أيقونة السينما الجزائرية، إذ أبدعت في مجالات المسرح والسينما وحتى التلفزيون. وسيتم تقديم العروض بالتعاون مع المركز الوطني للسينما والسمعي البصري. وسيقدَّم فيلم ”ريح الأوراس” يوم الخميس 28 نوفمبر، وسيعاد العرض يوم السبت 30 نوفمبر. في فيلم ”ريح الأوراس” الذي أخرجه سنة 1966 محمد لخضر حمينة المتوَّج على المستوى العالمي خاصة في مهرجان كان الشهير (جائزة أحسن عمل في الطبعة العشرين عام 1967)، تؤدي كلثوم ببراعة الدور الرئيس كأم تحاول بدون جدوى العثور على ابنها المختطَف من قبل الجيش الاستعماري. كما سيكون للجمهور العاصمي الفرصة لاكتشاف والاستمتاع بموهبة هذه الممثلة، من خلال فيلم ”ديسمبر” للمخرج لخضر حمينة. وكانت للراحلة أعمال راقية؛ فقد مثلت في كل من ”حسن طيرو” لمحمد لخضر حمينة، و" الغاصبون” و" بدون جذور” من إخراج لمين مرباح سنتي 1972 و1976، وكذا ”حسن طاكسي” لسليم رياض و«حسن نية” لغوثي بن ددوش. الفقيدة كلثوم واسمها الحقيقي عجوري عائشة ، من مواليد 4 أفريل 1916 بولاية البليدة، وتوفيت يوم 12 نوفمبر2010. ويُذكر أنه قد تم اكتشافها سنة 1935 من طرف الراحل محيي الدين باشطارزي. شاركت في حوالي 20 فيلما وأكثر من 70 مسرحية. اشتهرت أكثر باسم كلثوم، ويصفها الكثيرون بعميدة الفن في الجزائر وسيدة المسرح والسينما والتلفزيون بلا منازع. وقد كانت المرحومة ''كلثوم'' أول امرأة جزائرية تعتلي ركح المسرح، واقترن اسمها بأعمال راسخة في ذاكرة الفن الرابع إلى جانب عميد المسرح محيي الدين بشطارزي الذي اقترح عليها اقتحام هذا الفن. وغداة الاستقلال التحقت كلثوم بالمسرح الوطني وأبدعت في المسرحية التاريخية الشهيرة ''أبناء القصبة'' مع الفنان القدير مصطفى كاتب والكاتب المتميز عبد الحليم رايس، ثم قدمت ''حسان طيرو'' مع الراحل رويشد، إلى جانب أعمال أخرى عديدة جمعتها بأكبر أسماء الفن الجزائرية على رأسهم سيد أحمد أقومي، حاج إسماعيل، يحيى بن مبروك وسيد علي كويرات وغيرهم. ومن أبرز الأعمال المسرحية التي قدمتها المرحومة كلثوم طيلة مسيرتها الفنية مسرحية ''وردة حمراء من أجلي'' للفنان علال المحب، ''السلطان الحائر'' مع علولة''، ديوان القراقوز'' لولد عبد الرحمن كاكي، ''سكة السلامة'' لسعد أردش، إلى مسرحية ''المتعصبون'' للمخرج حاج عمر رفقة الأستاذ أمحمد بن قطاف الذي التقته في آخر عمل لها في بطولة مسرحية ''عفريت''، ثم ''بيت بارنا ردا ألبا''، التي دخلتها رفقة الفنانة نورية، دليلة حليلو وأخريات. السيدة كلثوم حققت لنفسها أيضا الوجود الذهبي في السينما عبر أفلام ''ريح الأوراس''، ''حسان طيرو'' وفيلم ''ديسمبر'' إلى ''رائعة وقائع سنين الجمر'' مع عملاق السينما الجزائرية محمد لخضر حمينة. تألق السيدة الطيبة وحسها الفني مكنها من شغل القلوب وتم تكريمها سنة 1984 في مهرجان الفيلم العربي بباريس، تكريم أضيف إلى رصيدها واستحقت لقب عميدة المسرح الجزائري.