- 10 آلاف ساكن استفادوا من احصاء في 2007 وينتظرون الترحيل - 50% من البنايات منجزة على مسارالوادي كوشة الجير حي ولد صغيرا بعدد سكانه الأصليين اللذين كانوا يعدون على الأصابع بعد الإستقلال ليصبح كبيرا بمشاكله حتى بات من أصعب التحديات التي تفرض على السلطات مواجهتها لكسب رهانات المدينة الإقتصادية الثانية بالجزائر،مدينة من المفروض أنها خطت خطوات هامة في التنمية بكل أشكالها فيما أنها و رغم ما حققته من مشاريع لا تزال عاجزة على إحتواء عيوبها من حيث إنتشار الأحياء الفوضوية و توسعها من جهة وبالمقابل إنعدام أدنى شروط الحياة الكريمة بهذه الأخيرة أحياء استمر وجودها لسنوات و عقود فتوسعت حسب أهواء قاطنيها حتى باتت الفوضى وصف لكل شيء فما أزيلت و رحل سكانها و تخلصت المدينة من أقبح عيوبها و لا تمت تهيئتها لتثبت وجودها كحي سكني له حق المطالبة بحصته من التنمية المحلية الغائبة عنه مند أن وجد. و الضرر لا يتوقف عند هذا الحد فحسب بل إن هذه الأحياء الفوضوية بها بعض السكنات التي يحمل أصحابها وثائق ملكيتها و رغم ذلك يعيشون معاناة انعدام المرافق لأنهم يقيمون بجوار بنايات قصديرية تعتبر البلدية نفسها غير مؤهلة و لا مختصة بحل إشكال وجودها و لا بالتكفل بمشاكلها فيما يبدو بالمقابل أن الحلول المقترحة أو المبرمجة من السلطات الولائية قد يطول أجل تنفيدها وهو الحال بالنسبة لحي كوشة الجير كعينة عن مثل هذه الأحياء كوشة الجيرهو حي سكني قديم لا جديد فيه سوى من حيث توسع البنايات الفوضوية تعود تسميته لوجود مصنع الجير الذي توقف به الإنتاج و أصبح حاله تماما كبقية البنايات الفوضوية القريبة منه فتحول إلى أطلال بعد أن كان من أهم الوحدات الإنتاجية في هذا المجال على المستوى الدولي ,حي يستحق الإلتفاتة الإلتفاتة إليه بالنظر إلى التعداد السكني الهائل الذي يعرفه و كذا للظروف الكارثية التي يعيش فيها هؤلاء السكان فالخطر يواجههم من كل صوب وحدب لأن الفوضى هي الميزة الأولى لظروف حياتهم و بالمقابل يتعجب الزائر للحي كيف إستمرت هذه الفوضى حتى كبرت و صارت وضعا يفرض نفسه لأن النازح لم يعد بعد مرور كل هذه السنين نازحا بل أصبح من أهل المدينة و له الحق على أهلها و مسيريها بالتكفل و الإهتمام ..هي عبارة ليست من تقديرنا ولا من باب التعليق على ما شاهدناه ووقفنا عليه اثناء إجرائنا لهذا الإستطلاع إنما علق بها لنا أحد المواطنين هناك مطالبا بترحيله أو تحسين ظروف عيشه نافيا و مستبعدا لمسؤوليته حيال الوضع الذي يعيش فيه و أبنأه رغم كونه يعيش في منزل من طوب مبني على مسار واد قد يجرفه و عائلته في أي لحظة لأن الظروف القاسية حسبما وصفها هي المتسببة فيما هو عليه الفوضى تميز كل شيء تجاوز الحديث عن أصل و كيفية توسع هذا الحي الفوضوي بهذا الشكل قد يفيد كونه لا يحقق نتيجة لأن الحي موجود و مئآت الأحياء الأخرى المماثلة موجودة بالجزائر لكن التعرف على ظروف الحياة داخل هذه الأحياء و التي يكون حي كوشة الجير من خلال هذا الإستطلاع عينة منها أمر قد لا يتخيله من لم يزرها. دويلة داخل مدينة لها قانون واحد يسير ظروف الحياة بها هو قانون الفوضى فهذه الأخيرة لا تصف البنايات فحسب إنما كل شيء، الطرقات فوضوية الممارسات التجارية غير مرخصة، النظافة غائبة الأوساخ متراكمة الخدمات منعدمة و أولها النقل و الصحة فسيارات الكلوندستان ملاذ السكان الوحيد وسيلة نفعت الناقل والمنقول ففي ظل البطالة لجأ بعض الشباب إلى هذه الوسيلة للعمل حتى أننا لاحظنا إستخدام سيارات الطاكسي التابعة للشركات الخاصة تستعمل كسيارات كلوندستان و كل شيء يجوز حتى الأسعار مباح رفعها و السلع غير المطابقة والمنتهية يمكن بيعها و الأعمدة الكهربائية يمكن إستعمالها لتمتين البناء و ضمان صلابته و تماسكه ريثما يحن قلب السلطات لتتذكرهم بعملية ترحيل طال أمدها لكن لا أحد مل بعد من إنتظارها فجميع السكان ممن حاورناهم عبرو لنا عن معاناتهم مع ظروف الحياة القاسية و بالمقابل عن أملهم بتحقيق وعود قدمت لهم بشكل غير مباشر من خلال إحصائهم مند سنة 2007 بطاقة الإحصاء أمل النجاة أجرت السلطات الولائية سنة 2007 إحصاء لسكان هذا الحي تحصلوا من خلاله على بطاقة إحصاء تجاوز الزمن الأرقام التي خلصت بها العملية بالنظر إلى توسع البنايات الفوضوية إذ تشير الأرقام التي قدمها لنا مدير التعمير بالولاية إلى وجود 10 آلاف سكن فوضوي حسب إحصائيات 2007 و هي آخر عملية إحصاء قامت بها سلطات الولاية فيما أكد لنا مندوب القطاع الحضري للكمين بأن الحي مسته عملية الإحصاء أنذاك ما يجعل منه حيا مبرمجا للترحيل و هو أمر يتجاوز مسؤولية إختصاصه أما عن برامج التهيئة فقد أكد لنا عدم وجود مشاريع تسير ضمن دائرة تدخله القانوني من تمة فإن الحي و بالنظر إلى كونه حي فوضوي بالرغم من وجود بعض البنايات القانونية و أخرى ليست لها وثائق ملكية إنما يقيم بها أصحابها منذ عقود فبعض السكان موجودون مند فترة الإستعمار و يشار أنه من بين الأحياء الفوضوية أحياء تبقى وسمة عار ونقطة سوداء تعيب كل مساعي التطوير التي عرفتها هذه المدينة المتوسطية التي يراد لها أن تكون في مستوى الإمكانيات التي تتمتع بها مدينة لاتزال محاطة بحزام متماسك من السكن الفوضوي الذي قد يكون من الأولوية التكفل به خاصة و أن السكان بهذه الأحياء لا ملاذ آخر لهم غير هذه السكنات كما أن الإحصاء بالنسبة لهم وعد بسكن لاسيما و أن كوشة الجير حي توسع خلال فترة العشرية السوداء لكنه حي قديم يعود للحقبة الإستعمارية كما أن السكان و على الرغم من كونهم سكان لايحملون وثائق ملكية فهم مربوطون بمختلف الشبكات من كهرباء و ماء ضف إلى كونهم يعيشون في خطر لوجود مسار الواد بموقع تشييد نحو 50 بالمئة من بنايات الحي التي تسببت في إتلاف التهيئة التي كان يعرفها مجرى الواد مع العلم أن السكان أكدو لنا أنهم يعيشون عزلة تامة مع تساقط الأمطارلدا فإن فصل الشتاء سيزيد من معاناة هؤلاء فمتى ستستكمل جميع برامج الترحيل و إجراءات محاربة التوسع الفوضوي للمدينة ؟