*زيت الزيتون الجزائرية تحوّل الى دول أخرى بأموال باهضة لفائدتها الطبية. * جني أزيد من 77.960 قنطار من الزيتون الى غاية 15 ديسمبر الجاري. * معظم المساحات الفلاحية بدون عقود و أغلبها مشاعة بين الورثة. *النظام التكنوبيولوجي وراء نجاح الأمريكيين. * اعتماد شركات مختصة في الإمداد الفلاحي الحل الأنجع. توسعت زراعة الزيتون بولاية وهران في السنوات الأخيرة وذلك حسب الأرقام التي استقيناها من مديرية المصالح الفلاحية ،نتيجة اهتمام معظم الفلاحين الناشطين بعاصمة الغرب الجزائري بهذا النوع من الزراعات،والدليل على ذلك أن المساحة المغروسة بأشجار الزيتون خلال سنة 1999 كانت تقدر ب590 هكتار،حسبما أفاد به رئيس مصلحة الانتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية السيد "قاضي الطاهر"،أما عن الانتاج فقد بلغ آنذاك 7147 قنطار مقارنة بالموسم الفلاحي الفارط 2012-2013 حيث وصلت المساحة المخصصة لغرس أشجار الزيتون الى 7540 هكتار، من بينها 4880 هكتار منتجة ،أما البقية فهي في طريق النضج،وذلك بفارق يقدر ب 6950 هكتار،حيث بلغت المساحة التي تم جنيها الى غاية 15 ديسمبر الفارط 3900 هكتار،بمنتوج إجمالي يقدر بأزيد من 77.960قنطار ،من بينها 73.160 قنطار زيتون المائدة،و 4800قنطار زيتون صالح للتحويل الى مادة زيت الزيتون،فيما تترقب ذات المصالح من خلال عقد النجاعة أن يتم تسجيل خلال الموسم الفلاحي المقبل 2013-2014 انتاج 77.200قنطار،علما أنه خلال الموسم الفلاحي المنصرم 2012-2013 ،توقعت مصادرنا أن يتم انتاج ما يعادل 65.400قنطار،الا أنه تم انتاج ما يفوق 77.960 قنطار. طرق محتشمة لا تفي بالغرض وقد لخص محدثنا أسباب اهتمام الفلاحين بهذا النوع من المزروعات الى الدعم الذي توفره الدولة لهم ،فضلا عن المتابعة والاهتمام وكذا اتباع مسار تقني سهل . وفي الجهة المقابلة كان لنا اتصال مع رئيس الجمعية الوطنية لترقية زراعة الزيتون الأستاذ" بختاوي سعيد" الذي أجرى دراسة عميقة واكتشف أن الأراضي الجزائرية كلها صالحة لمعظم المنتوجات الفلاحية من بينها ولاية وهران التي تعد أراضيها صالحة لغرس أشجار الزيتون، عكس ما كان يروّج من قبل ،موضحا في الوقت نفسه أن الزراعة الجزائرية لا تزال بدائية مقارنة بولاية كاليفورنيا الأمريكية ، وذلك بالرغم من موقعها الجغرافي على الخط المتوسطي وانخفاض أراضيها الساحلية الى أقل من 800 متر من مستوى سطح البحر، فبالنسبة للأراضي الشمالية التي تفوق مساحتها 16 مليون هكتار،ومنخفضات بسكرة ووادي صوف والولايات المجاورة التي تتربع على مساحة تقدر ب 8 ملايين هكتار وهي على أقل من 400 متر من مستوى سطح البحر،فضلا عن منخفضات الساورة،اعتبرها محدثنا من أهم العوامل التي تجعل الجزائر تحوز على ثلاثة أرباع من المساحة الزراعية المتوسطية بمساحة تفوق 10 مرات المساحة الزراعية بمنطقة "سيليكون فالي " بكاليفورنيا التي لا تتعدى مساحتها الاجمالية 3 ملايين هكتار ،هذا بالاضافة الى الهضاب العليا والسهوب التي تفوق مساحتها الخمسين مليون هكتار ما يعادل 5 مرات المساحة الزراعية ل"تكساس". لم نصل بعد لألف لتر من زيت الزيتون في الهكتار!؟ ومن خلال الدراسة التي قام بها الأستاذ "بختاوي سعيد" تبيّن أن ولاية كاليفورنيا استطاعت خلال ظرف أقل من 7 سنوات،تنويع منتوجاتها الزراعية ،وخصصت 500 ألف هكتار لغرس أشجار الزيتون التي تنتج في الوقت الراهن 3 ملايير لتر من مادة زيت الزيتون ،حيث يعملون على انتاج 10آلاف لتر في الهكتار الواحد،في الوقت الذي لم تصل فيه الجزائر بعد الى 1000 لتر في الهكتار الواحد،ويتمثل السبب الذي دفعهم الى هذا النجاح في تعرفهم على الفوائد التي يحتويها زيت الزيتون الجزائري الأصل لا سيما منه ذلك الذي تم انتاجه بولاية وهران وبالضبط بمستثمرة " بختاوي " والذي يعد من الزيوت الممتازة وأجودها ناهيك عن فوائده الطبية، واعتمدوا في انجاح هذا النوع من الزراعات على النظام التكنوبيولوجي ،حيث قاموا بتكثيف الأشجار الى أن وصلوا الى 1200 شجرة في الهكتار الواحد عكس الجزائر التي لا تزال تسجل 200 الى 600 شجرة في الهكتار الواحد ،كما أعدوا دراسة لمعرفة الكمية الحقيقية التي تحتاج اليها شجرة الزيتون الواحدة وقياسها من خلال مقياس يثبت الكمية التي تحتاجها الشجرة في أي وقت ،فيما يقوم فلاحو هذه المنطقة التي تم مقارنتها بالجزائر بعلاج الأشجار عن طريق الطائرات التي تقوم بتوزيع الأسمدة ،كما يتم استعمال آلة لتقليم الأشجار أوتوماتيكيا هذه الأخيرة التي تحدد الأغصان الضارة من غيرها،حيث شبهها الباحث بجهاز"السكانير"، كما يعتمد هؤلاء على الزراعة المجزأة، أما عن عملية الجني فيتم الاعتماد على آلات تقوم بعملية الجني آليا يتم التحكم فيها عن بعد. عوائق تطور القطاع الفلاحي بالجزائر وعن العوائق التي تقف أمام تطور الزراعة في الجزائر بما فيها زراعة الزيتون فسطرها رئيس الجمعية الوطنية لترقية زراعة الزيتون الأستاذ" بختاوي سعيد" في جملة من الأسباب التي تتمثل حسبه في غياب الجامعة عن التكوين في مجالات القطاع الفلاحي ،ناهيك عن الاعتماد على الزراعة البدائية ،بالإضافة الى عدم فهم الفلاحين الجزائريين لجغرافيتهم هذه الاخيرة التي تساعد كثيرا على تنويع المنتوجات، لا سيما وأن أراضيها متوسطية وتبعد عن سطح البحر بأقل من 800 متر،الأمر الذي يساعدها على أن تكون أكبر فضاء زراعي متوسطي في العالم . وفي السياق نفسه أبرز محدثنا أن الجزائر مهيأة لدخول سوق زراعي كبير بقدرة تنافسية عالية في الكثير من المواد الزراعية الاستراتيجية ومن غير منافس وذلك اذا ما توفرت عوامل الإنتاج المتمثلة في توفير المياه الكافية موضحا أن المتر المكعب الواحد من المياه إذا ما تم توجيهه للصناعة فإنه قد يأتينا بخسارة، أما إذا ما تم توجيهه الى سقي شجيرات الزيتون فانه يفرز حوالي 10 لترات من أجود نوعية زيت الزيتون في العالم ،وقد أعطى محدثنا مثالا عن اسبانيا التي تخلصت من صناعات الصلب بمنطقة "فالونس" المستهلكة للمياه وعوضتها بتنمية زراعة الحوامض ،الأمر الذي جعل اسبانيا من أكبر الدول المصدرة للحوامض .على عكس الجزائر التي قامت بانشاء مصنعا للاسمنت بولاية الشلف الذي أقيم فوق أراضٍ فلاحية تشتهر بالبرتقال والتي من الممكن حسب محدثنا أن تنتج على الأقل 100ألف دولار في الهكتار،وبغية توفير المياه أكد الأستاذ"بختاوي سعيد"بأنه ونظرا لقلة المياه الجوفية والأمطار فان الحل الأمثل يبقى في تحلية مياه البحر. المساحات الفلاحية ممزقة! أما عن العامل الثاني فيتمثل في تنظيم الزراعة حسب متطلبات السوق في مساحات كبيرة هذه الأخيرة التي أصبحت ممزقة وتحولت الى مساحات صغيرة تتراوح ما بين 5 هكتارات و10 هكتارات ومن النادر جدا حسب مصدرنا أن نجد مساحات تفوق 20 هكتارا ،ويعود ذلك الى كون أغلبها بدون عقود،أو أن أغلبها مشاعة بين الورثة ،كما أنها قد تكون محل منازعات عقارية مستمرة،فيما توجد أراضٍ فلاحية بعقود إلا أنها مهجورة تماما ،مضيفا بأن الأراضي التابعة لمحافظة الغابات يمكن استغلالها وتحويلها الى مركبات زراعية هامة بدلا مما هي عليه اليوم ، وذلك بعد الإعتماد على نمط شركات الأسهم التي تعتبر الوسيلة الفعّالة للملكية والانتاج الأمر الذي يتطلب رأسملة الزراعة في اطار مركبات زراعية كبيرة، فمثلا بخصوص المالكين الذين لا يزالون يستغلون الأرض يمكن تحفيزهم من خلال منحهم امتيازات ليصبحوا عمالا دائمين بالمركبات الزراعية التي يتم انشاءها بعد تنظيم الفلاحة وذلك بمساعدتهم على انجاز مقاولات صغيرة لتقديم خدمات لهذه المركبات،وكمثال عن ذلك مقاولات لتسيير المياه والسقي أو مقاولات لغرس الأشجار والاعتناء بها،أو تلك المخصصة لتربية الأسماك بالأحواض ،أو أخرى للتخزين والتحويل والنقل ،كما يمكن السماح لهم بالانتاج الموازي كغرس الخضروات مابين الأشجار مادامت العملية لا تضر بالأشجار أو مساعدتهم على تربية النحل والحلزون ...الى غير ذلك من الامتيازات . فتح الشراكة مع الأجانب ضروري وما تجدر الاشارة اليه أن عملية تنظيم الأراضي الفلاحية يقصد بها أنه في حالة ما اذا كانت الأراضي صالحة لزراعة الزيتون مع توفر عوامل الانتاج كالمياه مثلا فإن الوعاء العقاري يحدد طبقا لوحدة اقتصادية متكاملة ويتم ترقيم العقار في قسم واحد وذلك من خلال العودة الى أحياء نظام العرش أو أراضي الجدود سابقا حسب النظام الجغرافي داخل البلديات . ومن الحلول التي اقترحها الأستاذ"بختاوي سعيد" كذلك اعتماد شركات مختصة في الامداد الفلاحي وذلك من خلال ابرام شراكة أجنبية مختصة في المشاتل والبذور،وأخرى مختصة في السقي،وكذلك القيام بالغرس بطريقة علمية ،ناهيك عن ابرام شراكات من أجل تسويق المنتوج ،موضحا أن ولاية وهران بامكانها اذا ما اتبعت التقنيات العصرية و المتطورة أن تفوق في انتاجها دولة اليونان كلها، لاسيما اذا تم غرس مساحاتها بأشجار الزيتون فهي قادرة على تصدير 20 مليار دولارسنويا من الزيت الممتازة. وبالتالي تبقى الزراعة الجزائرية بحاجة الى اعادة النظر ويتعين عليها انتهاج أسس بيداغوجية في جميع مراحل التعليم التي تتضمن المزايا البيئية والجغرافية والسياحية لبلادنا. منتجو الزيتون يبدون استعدادهم لعصرنة الزراعة ج- بوحسون انعقدت يوم أمس الاثنين الدورة العادية لأعضاء الجمعية الوطنية لترقية زراعة الزيتون بفندق "العزة" الكائن بمنطقة مغنية التابعة اقليميا لولاية تلمسان،وذلك بحضور ممثلي 15 ولاية منتجة لمادة الزيتون،وذلك حسب رئيس الجمعية السيد" بختاوي سعيد"،حيث تم التطرق الى الأمور التنظيمية لضبط زراعة الزيتون، فضلا عن مناقشة آفاق هذه الزراعة بالجزائر طبقا لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة .وفي ذات الشأن طالب أعضاء الجمعية بضرورة عصرنة مجال زراعة الزيتون وذلك بهدف تطويرها ،لاسيما وأن الجزائرتحوز على ثلاث أرباع من الزراعات المتوسطية ،فيما أكد محدثنا أن المنتجين الحالين أبدوا كامل استعدادهم لادخال تقنيات متطورة لترقية زراعة زيت الزيتون ،حيث صبت مختلف التدخلات حسب مصدرنا في ضرورة توسيع المساحات الزراعية ،فضلا عن الكمية،و النوعية، وهذا حتى تصبح الجزائر أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم.وما تجدر الاشارة اليه أن أهداف الجمعية تصبو في النهوض بزراعة زيت الزيتون من الناحية التقنية والانتقال الى الزراعة العصرية و القضاء على الطرق البدائية البعيدة عن التكنولوجيات الحديثة مقارنة بالدول الزراعية المتطورة. وما يجدر التذكير به أنه تبيّن من خلال دراسة تم اجراءها من طرف بعض المختصين أن 500 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية بالجزائر صالحة لغرس أشجار الزيتون، من بينها 200ألف هكتار.