تبرز من بين المرشحين للاستحقاق الرئاسي المقبل شخصيات وطنية يعرفها الشعب الجزائري بحكم ممارستها للسياسة في المعارضة أو في دواليب السلطة و هي شخصيات أبانت على نيتها في خوض السباق للوصول إلى المرادية مدعمة في ذلك ببرامج تقول أنها تستقيها من الواقع الجزائري السياسي و الحزبي و تأمل في أن يزكيها الناخبون بناء على ما ستدلي به خلال الحملة الانتخابية مع قدرتها على الاقناع لكن قبل ذلك الكلمة الفصل للمجلس الدستوري و من بين هذه الشخصيات نذكر الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون المناضلة بارزة ذات التوجه الاشتراكي واضح وعلي درجة عالية من الجرأة والصراحة, تعارض الحكومة مثلما تعارض التيارات الدينية وقفت ضد تدخل الجيش في الحياة المدنية, وأيضا ضد الخلط بين الدين والدولة, لكنها أما علي النطاق الخارجي فهي ضد الاستثمارات الأجنبية وتؤكد أن الولاياتالمتحدة تسعي للزج بالعالم في حرب استنزاف تحت غطاء مكافحة الإرهاب الدولي في حين أن هدفها هو القضاء علي الشعوب العربية بعد الاستيلاء علي ثرواتهما وهي ترفض الاعتراف بالعولمة وتتمسك بالدفاع عن الطبقة العاملة من منظور اشتراكي وعقائديي تتكلم بحماسة وعندما تبدأ في الكلام لا تعرف أين تنتهي, ومع ذلك فهي تحظي باحترام أنصارها وخصومها علي السواء وهي أول امرأة ترشح نفسها للرئاسة في الجزائر, وفي كل العالم العربي, وكانت المرة الأولي التي تعلن فيها هذا الترشيح في يناير1999, حيث أرادت أن تخوض انتخابات إبريل من نفس العام, وقالت في ذلك الوقت إنها قبلت ترشيح اللجنة المركزية لحزب العمال, من أجل طرح رؤي وتصورات الحزب حول حقن الدماء ووقف أزمة الصراع بين الجيش والجماعات وعقد مؤتمر عام للمصالحة يضم القوي الوطنية. في ذلك الوقت قالت إنها تختلف مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وكل الزعماء ولن يسود السلم الاجتماعي إلا بالإصلاح وهي لاتزال تذكر الأحداث الدامية للانتفاضة التي وقعت في خريف عام1988, عندما اعتقلتها قوات الأمن ثم أفرجت عنها بعد ثلاثة أيام ففي هذه الأحداث, تظاهر الأهالي احتجاجا علي رفع أسعار مواد ذات الاستهلاك الواسع و المواد ألغذائية وكان من نتيجة ذلك وضع دستور جديد ينهي احتكار جبهة التحرير الوطني, للعمل السياسي ويسمح بالتعددية الحزبية ويضمن الحقوق والحريات الأساسية للشعب, وجاء هذا الدستور استجابة للبيان الذي وقعه 18 من الساسة ذوي النزعة الديمقراطية . وبإعلان التعددية الحزبية أقبلت لويزة في عام1990 علي تأسيس حزب العمال الجزائري, ومنذ ذلك الوقت أصبحت هي زعيمته. و خلال اعلانها ترشحها الجمعة قالت حنون فى خطاب حماسى جدا أمام مناضلى الحزب الذين حضروا من 48 ولاية إن حزبها رشحها من أجل تثبيت الحقوق الديمقراطية واحترام الحريات الأساسية وانتخاب مجلس تأسيسى بإمكانه إحداث تغيير جذرى مع ازدواجية القرار السياسى والاقتصادى فى أعلى هرم السلطة فى ظل التهديدات الامنية في البلاد .