بعد غياب دام 24 سنة و بالضبط منذ مونديال 1990 بايطاليا الذي عرف مشاركة الحكم الوهراني محمد حنصال بعد أن سبقه الأستاذ بلعيد لكارن عضو لجنة التحكيم الدولية للفيفا الذي أدار في مونديال إسبانيا عام 82 مباراة واحدة جرت بمدينة أليكانت فازت فيها الأرجنتين برباعية مقابل هدف على المجر و من عايش تلك الفترة يتذكر أصحاب الأهداف الأربعة مارادونا هدفان و برتوني و أرديلاس و من هنا شق ابن مدينة سيدي بلعباس و صاحب 74 سنة طريقه نحو التكوين في جميع الهيئات من الفيفا إلى الكاف من الحكام الذي يكنون له كل التقدير و الاحترام منهم و هو في الطريق الى التألق و منهم من امتطى المجد على غرار ابن مدينة غليزان جمال حيمودي الذي لم ينس جميل لكارن مأطره و تذكر فريح كذلك مرشده إلى سلك التحكيم... اليوم الجزائر تفتخر ليس بمنتخبنا المتأهل إلى مونديال البرازيل و إنما كذلك بجمال حيمودي المتألق في المواسم الأخيرة على المستوى الدولي هذا ما سمح له بالتتويج مرتين متتاليتين بلقب أحسن حكم أفريقي و كذلك بلقب أحسن حكم عربي 2012 في انتظار لقب عربي ثان لعام 2013... كل هذا لم يأت صدفة فالرجل بحر في المعرفة إذا جالسته و لا تشعر أبدا بالملل و متواضع إلى درجة كبيرة صفات مستحسنة كلها جعلته يحظى بمكانة مرموقة عند كل الذين يعرفونه ذلك ما لاحظناه عند جيرانه و الأسرة الرياضية لدى زيارتنا إلى مدينة غليزان...جمال الذي لن يكون لوحده في المونديال بل مرفوقا بالجزائري الثاني مساعده ايتشعلي و كان بإمكان القائمة أن تتسع بإدراج اسم آخر و هو محمد محمد بنوزة لكن الحظ خانه و للمرة الثانية في المشاركة بعد أن دفع ثمن نقص مستوى مساعديه في مونديال 2010 بجنوب افريقيا ... لماذا تألق هؤلاء و هم من الجهة الغربية دون غيرهم من الوسط و الشرق في هذا الشأن صرح لنا حنصال أن المسألة ترجع إلى درجة التكوين : كنا محظوظين لأننا تعلمنا على يد أساتذة كالحاج غالم و المرحوم بن زلاط و نقلنا كل شية للأجيال التي تلت و الثمار اليوم في الميدان و ثمة مواهب أخرى تسير على خطانا و خطى حيمودي. داخل الوطن؟ سؤال يطرح باستمرار من قبل متتبعي الكرة المستديرة... أهل الاختصاص و هم أصحاب البذلة السوداء أن تختلف فالحكم كلما وفرت له الظروف الحسنة أدى دوره عن أكمل وجه دون أي ضغط... أملنا في الأخير أن تتحسن ظروف التحكيم في الجزائر حتى يرتفع المستوى و يضاهي ذلك المسجل في المناسبات الدولية و أملنا كذلك أن تتواصل مشاركة الحكام في نهائيات كأس العالم بعد حيمودي جمال و لنا كل الثقة في عدة أسماء تسير نحو المجد على غرار نادر و بسيري و بوخالفة و بن براهيم و لكواسة و آخرين...