تبقى أسعار كراء المحلات التجارية بوسط المدينة الأكثر ارتفاعا من بقية المناطق الأخرى حتى التجارية منها رغم التوسع العمراني الهام الذي عرفته مدينة وهران لاسيما نحو الجهة الشرقية كنهج الملينيوم الذي أصبح هو الآخر معروف بنشاطه التجاري و طريق بلقايد و طريق حي بوعمامة و نهج الصباح إذ تبقى قيمة إيجار المحلات بوسط المدينة تصل العتبة الأكثر ارتفاعا بما يتراوح بين خمسة ملايين و ثلاثين مليون سنتيم للشهر فيما و رغم الارتفاع الكبير الذي شهدته تكاليف استئجار المحلات لاسيما بنهج الملينيوم فإنها لا تصل هذا المستوى إذ أن أغلى محل و أكثره اتساعا لا يزيد سعره عن الخمسة عشر مليون سنتيم هذا التباين في القيمة يخلق تناقضا كبيرا من حيث كون المحلات بوسط المدينة تستأجر بهذه القيمة رغم قلة مساحتها مقارنة بمحلات المناطق التجارية الأخرى و كذا كونها تخصص في أغلب الحالات لبيع الملابس النسائية التي من المفروض أن مداخليها لا تقارن بمداخيل بيع الأدوات الكهربائية المعروضة بنهج الملينيوم أو الأجهزة الكهرومنزلية كالنهج المحاذي لطريق مشتله بئر الجير و الديكور المنزلي بنهج خميستي و حتى مواد البناء بطريق حي بوعمامة بالمقابل و رغم ذلك يبقى هذا التناسب العكسي بين طبيعة النشاط التجاري و ما يتطلبه من مصاريف و ما يقدمه من مدا خيل و هو ما فسره لنا التجار بمستوى الإقبال على الشراء المرتفع جدا بوسط المدينة إذ أن مداخيل بيع القطعة الواحدة من أي سلعة كانت و إن لم تكن قيّمة غير أن تعدد عمليات البيع يحصّل هامش ربح كبير وهو ما يسمح حسبهم بإمكانية تحمل أعباء الكراء المرتفعة كما أن وسط المدينة معروف بغلاء تكاليف كراء العقارات مهما كان نوعها يجدر بالذكر بان توسع المدينة و إن لم يخلق لحد الآن أحياء تجارية تضاهي وسط المدينة من حيث الإقبال و بالتالي مستوى النشاط التجاري غير أنه ساهم في ظهور عدد من المواقع التجارية الهامة التي لم تكن سابقا كحي العقيد لطفي و نهج الملينيوم المرشح لازدهار النشاط التجاري به أكثر مما هو عليه حاليا لاسيما و أن المجلس الشعبي الولائي رفقة إتحاد التجار و الحرفيين لوهران اقترح خلق محلات للتجارة الليلية بهذا الحي الذي تتوفر به كل الشروط لنجاح العملية حسب أصحاب الفكرة من تهيئة جاهزة و إنارة عمومية و محلات كافية