للسنة الثانية على التوالي باشر الديوان الجهوي »أورافيو« في تجسيد برنامجه الخاص بشهر رمضان الكريم لتدعيم السوق المحلية باللحوم البيضاء طيلة هذه الفترة وبأسعار معقولة. فبعد نجاح التجربة الأولى التي أخذها على عاتقه الديوان الموسم الفارط تطبيقا للبرنامج الوطني للجهة الوصية خصص هذه المرة كميات كبيرة كافية لسد إحتياجات المستهلك الوهراني خلال هذا الشهر الفضيل، حيث سطرت برنامجا خاصا يتضمن تزويد زبائنها بهذه المادة الحيوية، لتفادي المضاربة التي يفرضها التجار خلال هذه المناسبة الدينية. وحسب مصدر موثوق من ذات الجهة فقد تم تخزين 116 طن من اللحوم البيضاء ب »ماق أورو« الذي يعد مخزن رئيسي على مستوى ولاية وهران تابع للديوان تحفظ فيه هذه المادة بغرض تسويقها مباشرة مع حلول الشهر الفضيل والكمية مرجحة للإرتفاع حسب إحتياجات السوق . وحسب الطلب المتزايد عليها خاصة أن المؤسسة تتوفر على كميات هائلة من اللحوم البيضاء لتدعيم السوق وتجاوز ندرة المنتوج بنقاط البيع المعتمدة من طرفها. فالحصيلة الأخيرة التي ضبطتها ذات الجهة تشير إلى أن الإنتاج الحالي الموجه لسكان الجهة الغربية ككل يساوي 1400 طن من اللحوم البيضاء وهي كمية كبيرة كافية لسد إحتياجاتهم مع تخزين الفائض إذا إقتضى الأمر، وهذا ما يدفعها للإعتماد على تدعيمها المحلي على مستوى ولاية وهرانوالولايات الأخرى لتغطية النقص المسجل خلال هذه الفترة وتحقيق الإكتفاء من حيث هذه المادة بالذات. أمام الوفرة والتخزين الذي حققته تسعى المؤسسة إلى الرفع من إنتاجها بأكبر قدر ممكن خاصة أنه ليس لديها مشكل التموين وهو ما يشجعها لتوسيع نشاطها وبالكميات المطلوبة بداية من الحصة الأولى المخصصة للولاية إلى الرقم الذي كشفته عنه والذي يضمن تزويد المستهلك باللحوم البيضاء بكامل ولايات الجهة الغربية ككل. ولضمان تسويقها منتوجها بالولاية فتحت ذات الجهة نقطتي بيع بكل من حي سيدي البشير (البلاطو سابقا) ودائرة ڤديل تتكلفان بتموين المشتري الذي يفضل منتوج »أورافيو « لأسعاره المنخفضة مقارنة مع تلك المادة المعروضة بالقصابات التي تتفاوت أثمانها من نقطة لأخرى وهو نفس عدد المحلات التي فتحتها المؤسسة الموسم الفارط مقابل 12 نقطة موزعة على مستوى الولاياتالغربية حسب احتياجات كل منطقة. وإستنادا لإحصائيات الموسم الفارط التي كشفت عن توزيع 400 طن من اللحوم البيضاء فقد رسمت هذه الأخيرة الإستراتيجية الخاصة بتموين السوق الجهوية بالمادة الحيوية خاصة أن نشاطها يمتد إلى غاية ولايتي مستغانم ومعسكر اللتان خصص لهما أكبر حصة من التموين الخاص بالديوان . وتحضيرا لإستقبال الشهر الكريم وتسويق المنتوج في أحسن الظروف فتحت هذه الأخيرة تلك النقاط لتهيئتها من جديد مع توفير كل الشروط الضرورية اللازمة لبيع هاته اللحوم بالشروط الصحية التي ينص عليها قانون المستهلك وبالنوعية المطلوبة من قبل المواطن. وفي هذا الشأن شرعت مفتشية البيطرة في خرجاتها الميدانية منذ قرابة شهر عبر هاتين النقطتين لمعاينة المكان وتوجيه مسيريها وهذا من حيث كيفية توفير شروط الحفظ وكذا تلك المرتبطة بالنظافة بالإضافة إلى اقتطاع عينات بصفة مستمرة من اللحوم البيضاء المخزنة التي ستعرض للبيع للتأكد من مدى صلاحيتها حتى تصل للمستهلك بنفس المعايير المضبوطة من أجهزة المراقبة. فالديوان يتكفل يوميا بذبح 28 ألف دجاجة توزع على زبائنها المسجلين على مستواها ، علما أن معدل الإستهلاك للفرد الواحد يساوي 12 كلغ حسب المقاييس العالمية، علما أن هذه الأخيرة تضم 4 مسالخ موزعة عبر زهانة ، حاسي بونيف، سيدي براهيم بسيدي بلعباس، وبوڤيراط، ولا يقتصر تعامل هذه الجهة مع نقاط بيع اللحوم البيضاء بالتجزئة فقط وإنما يتعداه إلى المساحات التجارية وشاحنات حفظ اللحوم التي خصصتها مديرية دعم وتشغيل الشباب لفئة البطالين وهذا بالتنسيق مع مفتشية البيطرة التي تتولى مهمة مراقبة نوعيتها قبل عملية التموين. وقصد الحفاظ على السعر الذي ضبطته الوصاية والذي قد لا يتعدى 250 دج للكلغ الواحد، فقد باشر الديوان في الإعداد لتحديد ثمن اللحوم البيضاء حتى يكون المواطن على دراية بالنظام الذي فرضته الإدارة في الوقت الذي ارتفع سعرها بالسوق المحلية فبعد أن كان لا يتجاوز 220 دج للكلغ الواحد إرتفع إلى 280 دج ليصل هذه الأيام إلى 320 دج. وعن المادة التي تسوقها »أورافيو« فإن الديوان يعتمد على اللحوم الطازجة التي تذبح بالمسالخ التابعة لها، ثم تقوم بحفظها في درجة أقل من 40 كطريقة تقنية لضمان تجمّد المادة في ظرف زمني قصير بعدها تخزن بغرف تبريد بدرجة أقل من 18حتى تضمن نوعية المادة وتحافظ عليها من جهة وبهذا الشكل لا يجد المستهلك فرقا بين الطازج المعروض بالقصابات والمجمّد الذي تسوقه »أورافيو« وبهذه الطريقة سيجبر الديوان تجار اللحوم على التخفيض من الأثمان بمجرّد أن تتدعم السوق بالكميات الإضافية التي سيضمنها الديوان خلال هذا الشهر الكريم.