النظرة القاسية للمجتمع تؤدي إلى عزلة المصابين يعاني الأطفال المصابون بالتريزوميا 21 أو "التثلث الصبغي 21" من النظرة القاسية لأفراد المجتمع و التي تصل في بعض الأحيان إلى الاحتقار إذ أن الطفل المصاب يريد التقرب من الأطفال الآخرين للعب معهم غير أن أولياءهم يمنعونهم من ذلك و يبعدونهم عن الطفل المصاب و كأنه سينقل لهم فيروسا قاتلا مما قد يؤدي إلى عزلة هؤلاء المرضى و عائلاتهم و بالتالي حرمانهم من التعلم و الدراسة. و لمكافحة ذلك تسعى جمعية "طيور الجنة" التي أنشأت مؤخرا للإدماج البيداغوجي للطفل المصاب بالتريزوميا 21 لجعله يدرس مثله مثل التلميذ "العادي" تماما حسبما أكده السيد حسان بوبكري المكلّف بالرياضة و النشاط الثقافي و الترفيهي بذات الجمعية مضيفا أنه من خلال رعاية طبية و اجتماعية و تربوية يمكننا أن نجعل من الطفل المصاب بالتريزوميا طفلا كسائر الأطفال علما أنه يولد بالجزائر طفلان مصابان بالتريزوميا 21 يولدان يوميا حسب إحصائيات المنظمة العالمية للصحة. و في هذا السياق يتوجب على الأولياء التشخيص المبكر لإصابة أبنائهم بهذا الخلل في الكروموزومات و عدم الغلق عليهم بالمنزل و حرمانهم من التعلم لأن ذلك لن يساهم في نمو مهاراتهم و معارفهم حيث ينصح السيد بوبكري الأولياء بمتابعة مخطط النمو للطفل العادي وتطبيقها على الطفل المصاب بالتريزوميا فإن لوحظ نوع من التأخر مثلا في النطق أو المشي فذلك يستدعي عرضه على مختصين في المجال من أخصائيين في علم النفس و الأرتوفونيا مشيرا أن الجمعية توفر ذلك بالمجان لعائلات المصابين نظرا للتكلفة الباهظة لجلسات الأرتوفونيا إذ تقدر الجلسة الواحدة ب 1000 دج لدى المختصين بالقطاع الخاص علما أن الطفل يحتاج إلى 4 جلسات على الأقل شهريا. و تستقبل أقسام الجمعية الأطفال من 6 سنوات إلى 18 سنة يخضعون لنفس البرنامج الدراسي المقرر من قبل وزارة التربية الوطنية بفارق أن التلميذ المصاب بالتريزوميا يتمدرس ل 9 سنوات في الطور الأول بدلا من 6 سنوات للطفل العادي هذا باحتساب القسم التحضيري. و لا تفوق طاقة استيعاب القسم الواحد ب10 تلاميذ و هذا للتكفل الجيد بالمصاب بالتريزوميا و متابعته جديا علما أن أقسام الجمعية تتواجد على مستوى المؤسسات التربوية بالولاية إذ تم تخصيص قسمين لتدريس هذه الفئة ببعض المدارس عبر بلديات الولاية وهذا محاولة لربط علاقات ما بين المصابين و الأطفال العاديين و تكون الدروس كل أيام الأسبوع عدا الثلاثاء الذي يخصص للنشاطات الخارجية كالسباحة و الخرجات الترفيهية و الموسيقى و في هذا الشأن يتم التفكير حاليا في إنشاء جوق للموسيقى الأندلسية متكون من الأطفال المصابين بالتريزوميا 21. و يعتبر الهدف الأسمى لهذه الجمعية هو أن يتحصل الطفل المصاب بهذا الخلل على شهادة التعليم الإبتدائي ليتم التفكير كذلك عند بلوغه سن ال20 إدماجه في مراكز التمهين ليتحصل على شهادة من شأنها فتح أبواب عالم الشغل أمامه و بالتالي يصبح فردا منتجا يساهم في تنمية الاقتصاد الوطني.