تشهد أسواق وهران ندرة كبيرة في بيع حليب الأكياس الأمر الذي أرقّ المواطنين وجعلهم يتساءلون عن سبب غياب هذه المادة الحيوية لأكثر من أسبوع كامل لدرجة أنهم صاروا يتطلعون لشراء الحليب المعلّب الذي يباع بأسعار مرتفعة تصل ل 70 دج وهو لا يتناسب مع المدخول الشهري للمواطن البسيط في ظل غلاء المعيشة والإرتفاع الكبير للأسعار الخاصة بمختلف المواد الغذائية واللحوم. وفي هذا الصدد فقد أكد بعض المهتّمين بمجال توزيع الحليب بوهران أن سبب هذه الندرة يعود لغلق بعض المصانع المختصة في الإنتاج وعلى رأسها مصنع »الكلو« سابقا التابع للقطاع العام وهو ما أثر سلبا على المنتوج وسبّب عجزا في التوزيع على مستوى جميع الأسواق بالولاية ورغم تسابق بعض التجار من الولايات المجاورة كسيدي بلعباس ومعسكر إلا أن ذلك ضاعف من همّ المواطن الذي وجد نفسه مجبرا على اقتناء حليب الأكياس بسعر35 دج، معتبرا أن هذا نوع من الإستغلال حسبما أكده بعض المواطنين الذين صادفناهم بسوق »لاباستي« أمس ونحن نقوم بجولة إستطلاعية، حيث أوضح هؤلاء أن الحليب غير موجود بالمحلات وإن وجدت كمية منه فإنها تباع بأسعار خيالية لا يتقبلها أي شخص خصوصا أن شهر رمضان على الأبواب، الأمر الذي بعث الخوف في قلوبهم فمعظم المواطنين قلقون من ارتفاع الأسعار للمواد الإستهلاكية خلال هذا الشهر الكريم والميزانية لا تكفي لسدّ حاجياتهم ومستلزماتهم. ومن جهتهم فقد أكد أصحاب المحلات أن الحليب غير موجود لأسباب مجهولة الأمر الذي دفعهم لتسويق الحليب المعلّب رغم الإقبال البسيط الذي عرفه هذا الأخير من طرف بعض المواطنين الذين لم يجدوا بديلا آخر سوى اقتناء هذا النوع من المنتوجات، في حين أشار أحدهم أنه تخلى عن فكرة بيع حليب الأكياس تماما لأنه ضاق ذرعا من محاولة الحصول على البعض منه خلال الأيام الأخيرة، لدرجة أنه حاول التعامل مع التجار الناشطين بالولايات المجاورة لكن هؤلاء استغلوا هذا الظرف والأزمة التي تعيشها أسواق وهران وفرضوا أسعارا مرتفعة جدا، لتزويدهم بهذا العنصر الغذائي، مؤكدا بصريح العبارة أنه لن يتعامل معهم مجدّدا ولا مع أي مصنع خاص في توزيع الحليب بل سيكتفي ببيع المعلّب فقط حتى خلال شهر رمضان الكريم. لكن هذا لم يكن رأي جاره الذي ينشط في نفس المجال حيث صرّح أن العائلات الوهرانية، اعتادت على وجود مادة الحليب في حياتها اليومية، ومن الغريب ألا تحصل عليه فجأة خاصة خلال شهر رمضان المعظّم لأنه من عاداتها أن يكون أول شيء يوضع على مائدة الفطور ليؤكل مع التّمر، لكن هذه المرة ستقوم هذه الأخيرة باستبداله بالحليب المعلّب الذي يُباع بأسعار مرتفعة لا تناسب دخل هذه العائلات. ويبقى سبب انعدام الحليب بالأسواق الشغل الشاغل للتجار والمواطنين فمنهم من أرجع ذلك لنقص انتاج بودرة الحليب ومنهم من وجد أن الأبقار هي السبب الحقيقي في نقص الإنتاج، وبين هذا وذاك تبذل الجهات المختصة كل ما في وسعها لتطويق هذه الأزمة ومعالجتها قبيل شهر رمضان حيث استقبل ميناء وهران مؤخرا ما يقارب 1509 بقرة مستوردة من ألمانيا وفرنسا، كما جلبت ذات المصالح 491 جاموسة حاملة والتي ستوجّه إلى حظائر خاصة لتدعيم سوق الحليب علما أن هذه العملية أشرفت عليها مصلحة البيطرة التابعة لمديرية الفلاحة. وليس هذا فحسب بل ذات السلطات تكثف من مجهوداتها لاستيراد بودرة الحليب لاستغلالها خلال شهر رمضان مع التركيز على إمكانية خفض الأسعار حتى تكون في متناول الجميع، ويسهل على المواطن البسيط شراؤها الذي يتطلع بشغف إلى انخفاض الأسعار الخاصة بكل المواد الإستهلاكية وليس الحليب فقط، وتبقى الأعين مشدودة نحو هذه الأسواق التي تستعد لاستقبال شهر البركة والغفران في أحسن الظروف لتكون قبلة مهيأة لجميع المواطنين الذين صاروا يستعدون لآداء هذا الركن الهام من أركان الإسلام.