يفرد البرنامج الانتخابي لمرشحة حزب العمال السيدة لويزة حنون لرئاسيات 17 أفريل الحيز الأكبر للمجال السياسي و المؤسساتي و يبدو مختلفا تماما عن الاجترار الذي يميز غيره من البرامج إضافة إلى أنّ حنون متشبة دوما بنفس الخطاب الذي عهده متتبعوها منذ 1999 و تريد من خلاله موقعا سياسيا جديدا لحزبها وسط الخارطة السياسية المتجددة في الجزائر . حنون تتحدث عن اعادة تعديل الدستور لكن دون تفاصيل أوفى عن الموضوع باستثناء التعديل في حصر عدد العهد الرئاسية. و لا تتوقف المرشحة من خلال برنامجها إلى الدعوة للاستفتاء المواطن الجزائري حول الدستور القادم بل تطالب بإشراكه في النقاش و ابداء الرأي . والإطلاع على مسودة التعديل و الصياغة مؤكدة أن للشعب أيضا الحق في المشاركة في النقاش الوطني مضيفة أنه آن الاوان لإرجاع الكلمة للشعب حتى يصبح له تمثيل حقيقي في هياكل الدولة و مؤسساتها لأن تعديل الدستور يجب أن يكون فرصة لمعالجة المشاكل السياسية المطروحة ولإقامة نقاش وطني مبني على مبدأ المناظرة بين المواقف والبرامج يكون فيه الشعب سيد الموقف.مع دسترة جميع الحقوق والقوانين ذات الطابع الاجتماعي كالحق في السكن والحق في العمل مع ضرورة الحفاظ عل الطابع الجمهوري للدولة الجزائرية والحقوق الديمقراطية وتطبيق النظام البرلماني الأحادي وتوضيح الحصانة البرلمانية وترسيخ استقلالية العدالة وتأهيل العمل السياسي بتجديد هياكله. و يؤكد البرنامج الانتخابي لحزب العمال على الدور الذي يلعبه الشعب في التغيير احلال قيم الديمقراطية و الممارسة السياسية الصحيحة و الفعالة خاصة أنّ الناخبين باستطاعتهم فرض رأيهم بالمشاركة إلى ذلك تقول مرشحة العمال أنّ الإصلاحات التي انتهجها الرئيس خلال ثلاث عهد السابقة فاشلة و لذلك وجب إحداث التجديد بإطار مؤسساتي فعّال. * جمهورية ثانية و احتكام للقيم الديمقراطية بالإضافة إلى ذلك ترمي حنون من خلال ترؤسها للبلاد إلى احداث القطيعة نهائيا مع الممارسات السياسية الحالية بالتوجه إلى الجمهورية الثانية التي لا تحتكم إلاّ إلى قيم الديمقراطية و هذا ما تنشده من وراء مطالبتها باحترام إرادة الشعب السيد في اتخاذ قراراته و اختياره للبرامج التي تتوافق مع متطلباته ، و باختلاف ما سيكون عليه الاختيار الشعبي و المرشح الذي سيحظى بالثقة لا بد من الأخذ بعين الاعتبار القناعة الشخصية وإرادة الناخب. دون مزايدة عليه. و لا ينسى البرنامج المقترح الدفاع على الحقوق و المكتسبات و خاصة سيادة الدولة الجزائرية بعيدا عن جرها إلى المتاهات وسط ظروف اقليمية مبهة تجنبا للمساس بالسيادة الوطنية من قبل القوى الخارجية في مجال الحقوق يتحدث هذا البرنامج عن قانون الأسرة الذي يجب أن يدعم بقوانين أخرى من أجل اثرائه و تمكين المرأة من مزيد من الحقوق في سبيل احلال المساواة بين جميع أفراد الشعب. واقع المرأة و الرهانات التي تود حنون تحقيقها أيضا تضمنها البرنامج حيث تتعهد المرشحة في حال فوزها في الاستحقاق المقبل ببناء جمهورية ثانية تضمن الحقوق لجميع المواطنين،كما تعهدت بإعادة النظر في منحة المرأة الماكثة بالبيت لتتماشى مع القدرة الشرائية و كذا تحسين الخدمات الصحية الخاصة بالنساء في وقت تعرف نسب الإصابة بمختلف أنوا ع السرطانات ارتفاعا رهيبا. ظروف الانتخابات تشغل بدورها حيزا في خارطة الطريق التي دخلت بها لويزة حنون الحملة الدعائية للاستحقاق المقبل إذ تصر على الضمانات مع الاستقلالية التامة للهيئات التي نصبت من أجل متبعة الاستحقاق في اشارة إلى اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات و لجنة الاشراف القضائي * دولة حنون علمانية و لا دخل للدين في السياسة علمانية الدولة واحد من بين المحاورة الجوهرية في البرنامج الانتخابي لحزب العمال إذ تصر المرشحة على ضرورة الفصل بين الدين و الدولة و ابعاد الدين عن السياسة فحنون تؤمن بمدنية الدولة و المؤسسات جديدة و يطالب برنامج حنون بفتح نقاش وطني من أجل التوصل إلى ايجاد حلول جذرية لمشاكل البلاد في مختلف الميادين و لا يزال هذا البرنامج يصر على ضرورة وقف المفاوضات بين الجزائر و المنظمة العالمية للتجارة.ويدعو إلى اعادة النظر في أساليب و آليات التشغيل معتبرة الحالية فاشلة و لم تواكب تطلعات الشباب. مع العمل واستغلال الامكانيات التي تتوفر عليها البلاد للنهوض بالاقتصاد الوطني و التنمية المحلية خاصة في قطاعات الفلاحة و الصناعة و السياحة و الصيد البحري وهي القطاعات التي يوفر مناصب الشغل للشباب. و يعود ضمن البرنامج القديم الجديد دعوة حزب العمال إلى إعادة فتح المؤسسات العمومية المغلقة وتأميم التي خوصصت منها في مختلف مجالات الصناعة كالنسيج والخزف والإسمنت وفتح تحقيقات في هذا الشأن حتى تتم المساهمة بطريقة فعالة في امتصاص البطالة وفي الوقت نفسه في مكافحة الفساد والرشوة. و يشكل أمن الوطن الهاجس الذي تتوقف عنده حنون دوما إذ يتطرق برنامجها إلى الرهانات الإقليمية و الدولية التي تواجهها البلاد في الوقت الحالي حيث صرحت في هذا الشأن أن النيران تحيط بالجزائر على طول حدودها و حسب السيدة حنون فان الجزائر التي حققت مكتسبات هامة تواجه ظروفا إقليمية ودولية شبيهة بتلك الظروف التي تسبق الحروب و والنزاعات مما يستدعي ايجاد حلول جزائرية للمشاكل التي نعانيها بعيدا عن أي تدخل أو استفزاز أجنبي . في ذات السياق وصفت مرشحة حزب العمال للرئاسيات المقبلة انتخابات 17 أفريل بالمفصلية حيث سيتقرر من خلالها مصير الجزائر إما إلى السلم و الاستقرار أو الغرق في وهم الربيع العربي الذي لا تزال تعاني منه العديد من الدول العربية حاليا. على صعيد اخر قدمت السيدة حنون جملة من المقترحات العملية الرامية حسبها إلى تحسين فعالية الإمكانيات التنموية لكل منطقة مثل رفع عدد البلديات الى 3.000 و زيادة عدد الولايات .