تعرف عملية تسويق اللّحوم الهندية المجمدة بوهران ركودا محسوسا منذ الشروع في توزيعها عبر نقاط البيع بالجملة هذا ما أكده لنا ممثل التجار بسوق المدينةالجديدة أمس ورغم أنه لم تمرّ فترة طويلة على بيعها للجزارين إلا أن الإقبال على هذه المادة الحيوية التي ثبت بأنها سليمة، حلال وصالحة للإستهلاك بشهادة الخبراء والمختصين بمعهد »باستور« إلا أن واقع السوق لايعكس تماما إقتناع الباعة والمستهلكين بجودة هذا المنتوج الهندي المستورد ذلك لأن عددا محدودا من الجزائرين المتخصصين في بيع اللحوم المجمدة إقتنوا هذه المادة وبكميات قليلة جدا لا تتجاوز صندوق أو إثنين لتجريب عملية تسويقه كمرحلة أولى وهذا ما جاء على لسان أحد الجزارين الذي أكدّ لنا أمس أنه فضّل شراء 20 كلغ من سوق الجملة بالسعر الذي فرض عليهم والمقدر ب 390 دج للكيلوغرام الواحد بسعر الجملة و410دج للتجزئة حسب أجزاء البقرة. مع زيادة 560 خاص بال (هبرة) أو الأجزاء الحالية من العظام حتى يرى ما إذا كان المستهلك يفضل شراء هذا اللحم الذي طرح العديد من التساؤلات والشكوك حول صحته وسلامته. الأمر الذي جعل هذه المادة تتكدّس في القصابات حسب التجار بعد تسجيل نفور من عامّة المواطنين مما أدى إلى لجوء بعض الجزارين إلى حيل لتسويق اللحوم الهندية البقرية وذلك بخلط هذه المواد بالأنواع الأخرى من اللحوم المجمدة على اعتبار أن المنتوج المستود من الهند يحمل لونا مغايرا يميل إلى السواد أو الأزرق الداكن مما لم يلق طلبا كبيرا عليه. وحتى لاتسجل خسارة لدى الجزار الذي لايتجاوز هامش ربحه ال 20 دج في الكيلوغرام الواحد لجأ العديد منهم إلى خلط اللحوم في عملية الوزن زيادة على عدم إشهار مصدر اللحوم الهندية في واجهة المحلات ولا حتى شهادة الضمان. كما ذكر لنا بعض الباعة أنهم إضطروا الى تسويقه بأقل سعر مفروض للبيع (410دج). من أجل إسترداد على الأقل الثمن الذي اشتراه بالجملة لتفادي الخسارة وطائفة أخرى من الجزارين فضلت عدم المغامرة لقلة الطلب من طرف الزبائن بالعزوف عن إقتنائها وما دام أن السعر العادي للحم المجمّد سواء المحلي أو المستورد من البرازيل، والأرجنتين أو نيوزلندا الجديدة مستقر حاليا وتراجع نسبيا في اليومين الماضيين حيث هبط من 500 دج للهبرة إلى 460 دج. و420 دج للكيلوغرام الواحد المختلط بالعظام ووصل الحد الى تصريح أحد الجزارين بأنه يرفض تسويق هذا اللحم الذي وصفه بالغريب اللون حتى ولو أعطى له مجانا بسبب لونه المغاير عن اللحم العادي. أما نقابة التجار فقد وصفت ما يروج بالأسواق والمحلات حول نجاعة اللّحم الهندي بالباطل. ولا أساس له من الصّحة، مادام أنه سليم وحلال وبالنسبة للون المغاير فهذا أمر عادي لأن هذه الكميات كانت مجمدة ومنطقيا فإن إذابتها تغير من لونها فضلا على أن الهند تعد من أفضل البلدان المنتجة للحوم البقرية ولها سمعة في هذا المجال، وقد أوعز المنسق الولائي للتجار بوهران بسبب تسرب هذه الشائعات حول اللحم الهندي المجمد إلى سياسة التسويق التي أصبح ينتهج بعض أشباه الجزارين الذين يسعون للربح السريع وترويج اللحوم الحمراء المجمدة با لأسعار التي يفرضونها كما يسعون إلى الإبقاء على قلة العرض مقابل ارتفاع الطلب من أجل التحكم في السوق وتكريس سياسة الإحتكار لتفادي كسر الأسعار خاصة وأنّ جلب اللّحوم الهندية جاء في فترة يحتاج فيها المواطن الى هذه المادة على مائدة الإفطار وكان للدولة دورا كبيرا في القضاء على المضاربة في سعر اللحوم من خلال استيراد اللحوم البقرية الهندية وتسويقها بأثمان معقولة.