يشهد عالم الساحرة المستديرة تقلبات كثيرة، فالنجاح قد يخفي وراءه أحياناً الفشل وخيبة الأمل، وهذا ما يعلمه تماما شاذلي عامري الذي عاش هذا النوع من التجارب في حياته الكروية. فقد سجل هذا اللاعب، البالغ من العمر خمساً وعشرين سنة، هدفه الأول في الدوري الألماني في الجولة الرابعة والثلاثين من موسم 2006/2007 ضد العملاق البافاري بايرن ميونيخ، في مباراة انتهت بنتيجة 5-2 وحسمت أمر هبوط فريقه ماينز 05 إلى دوري الدرجة الثانية. هذا بالإضافة إلى أنه شهد انكساراً آخر قبل بضعة أشهر. ولم يتمكن عمري من تحقيق حلمه في المشاركة في العرس العالمي بجنوب إفريقيا، فبعدما كان ضمن التشكيلة الأولى للمنتخب استبعده المدرب الجزائري رابح سعدان من الفريق الذي خاض النهائيات في بلاد مانديلا. وكان هذا المهاجم الطموح قد لعب مع ماينز 78 مباراة في الدوري الألماني سجل خلالها سبعة أهداف، أما الآن فهو يسعى إلى التألق بألوان الصاعد الجديد كايزرسلاوترن. والعودة مجدداً للعب مع محاربي الصحراء. وأجرى موقع فيفا حواراً حصرياً مع شاذلي عامري الذي تحدث عن طموحاته الكروية والمنتخب الجزائري وأمور أخرى. شاذلي، مرحبا بك في منطقة بفالز. كيف عشت تجربة الإنتقال من ماينز إلى كايزرسلاوترن؟ كان الإنتقال جيداً، ولم أجد أية مشاكل في الإندماج. فالأجواء رائعة هنا كما حظيت باستقبال جيد. في العموم أشعر بالراحة منذ قدومي إلى كايزرسلاوترن. لماذا اخترت الإنتقال إلى نادٍ صعد حديثاً إلى دوري الأضواء؟ أردت أن أتقدم خطوة إلى الأمام، فنادي كايزرسلاوترن أكبر بكثير من ماينز كما أن الفرص هنا كبيرة لإبراز إمكانياتي. وعلى المستوى الرياضي، كان الحديث مع ستيفان كونتز (رئيس النادي) وماركو كورتز (مدرب الفريق) مهماً جداً بالنسبة لي وحاسماً في توقيعي لصالح كايزرسلاوترن. ما هي تطلعاتك الشخصية فيما يخص الموسم الجديد؟ أرغب في تقديم عروض جيدة مع كايزرسلاوترن أيضاً، وسأكون مسروراً بطبيعة الحال إذا كنت ضمن التشكيل الأساسي للفريق. لكن من المهم جداً مساندة الفريق بأكمله، كما أود إبراز قدراتي كذلك. في عام 1998 فاز نادي كايزرسلاوترن بلقب الدوري الألماني بعد صعوده من الدرجة الثانية، ما هي أهداف الفريق في هذا الموسم الجديد؟ كان إنجازاً رائعاً بالطبع، لكن هدفنا الأول في الموسم الجديد هو ضمان البقاء. ما هو الدور الذي يلعبه أنصار النادي في سبيل تحقيق الفريق لأهدافه؟ يعد الجمهور عاملاً أساسياً لنجاح أي فريق، فهو اللاعب رقم 12 وهو يساند فريقه في المواقف الصعبة. وبما أنه يتعين علينا تسجيل النقاط في ملعبنا من أجل ضمان البقاء في دوري الأضواء، فمساندة الجماهير تعتبر ضرورية من أجل الفوز على أرضنا. ولدينا جمهور رائع في كايزرسلاوترن. تلعب لمنتخب بلادك الجزائر منذ عام 2006، ومع ذلك خضت تسع مباريات دولية فقط، ما هو السبب في نظرك؟ بعدما لعبت بقميص المنتخب الوطني لمدة سنتين حدثت الكثير من الأمور. تعرضت لإصابة أرغمتني على الإبتعاد عن الملاعب وأثناء ذلك تغير مدرب المنتخب الجزائري. ويجب علي الآن أن أقدم أداء جيداً للعودة إلى صفوف محاربي الصحراء. كنتَ قاب قوسين أو أدنى من المشاركة في نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 بعدما انضممت في وقت من الأوقات للتشكيلة الأولية للمنتخب الجزائري. كيف تعاملت مع هذا الوضع؟ كنت سعيداً جداً لالتحاقي بالمنتخب، ولم أنجح في النهاية في بلوغ المونديال لكني كنت أعاني آنذاك من مشاكل شخصية. توفي أبي في 27 ماي بعد صراع طويل مع المرض ورغبت أن أكون برفقته في الأسابيع الأخيرة من حياته. ولم يكن ذلك ليتوافق مع الإستعداد للمونديال، فهناك أمور في الحياة أكثر أهمية من نهائيات كأس العالم . ما هي تطلعاتك مع المنتخب الجزائري في السنوات القادمة؟ أهم شيء بالنسبة لي هو اللعب مع النادي ومساندة فريقي، فالمباريات مع المنتخب ليست كثيرة؛ حيث تجرى ثلاث أو أربع مباريات في السنة إذا لم تكن هناك بطولة كبيرة كالمونديال. أما الدوري الألماني فيشهد إجراء مباريات كثيرة، لذا أوليها كل الأهمية. إلى أي مدى يعتبر مردودك مع النادي مهماً من أجل المشاركة مع منتخب بلادك؟ إنه مهم جداً بالنسبة لأي مدرب وطني أن يراقب عروض اللاعب مع فريقه، وبما أنني ألعب في الدوري الألماني فالظروف تعد مواتية من أجل إبراز إمكانياتي. وأعتقد أن انتقالي إلى كايزرسلاوترن هو أمر إيجابي جداً. وكما قلت لا أريد التركيز كثيراً على المنتخب، فالأولوية هي لنادي كايزرسلاوترن. سيلتقي المنتخب الجزائري في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقا 2012 بالمغرب وتنزانيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، ما هو تقييمك لخصوم محاربي الصحراء؟ في إفريقيا جميع المباريات تتسم بالصعوبة. نعتبر المنتخب المؤهل لاحتلال الصدارة لأننا الفريق الوحيد في المجموعة الذي شارك في كأس العالم، وبصفتنا الفريق المرشح ستكون الأمور غاية في الصعوبة حيث أن الضغط سيكون كبيراً. أما أقوى منافس لنا فهو المنتخب المغربي بكل تأكيد، إذ ستكون مباراة الديربي هذه حامية الوطيس تماماً كمواجهات كايزرسلاوترن وماينز. ففي إفريقيا، يعد تسجيل نتيجة إيجابية خارج الميدان أمراً غاية في الصعوبة. وسنرى في المستقبل ما يمكننا تحقيقه.