اختيرت ولاية معسكر من بين 7 ولايات تشتهر بطابعها الفلاحي لتكون من ضمن الولايات النموذجية في استعمال المياه المرسكلة في السقي الفلاحي، وذلك في إطار برنامج وطني يهدف الى توسيع مساحة الأراضي الفلاحية المسقية لتصل الى 1.120000 هكتار مع حلول 2014 ومليوني هكتار في آفاق 2025 ذلك ما ورد على لسان السيد كسيرة محمد المكلف بملف الري الفلاحي بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية في تصريح للصحافة بولاية معسكر التي حل بها أمس من أجل معاينة أنظمة معالجة ورسكلة المياه القذرة التي تتوفر عليها المنطقة. وأوضح ذات المسؤول، أن تحقيق الأهداف المسطرة من طرف الدولة في مجال توسيع المساحات المسقية، وضمان الأمن الغذائي يتطلب تعبئة كافة الموارد المائية، بما فيها المياه القذرة المرسكّلة، ملاحظا أن الاختبار وقع على ولاية معسكر لريادتها في مجال معالجة المياه القذرة بفضل 12 محطة أو نظام لترسيب المياه القذرة تم إنجازها خلال السنوات العشر الأخيرة ودخلت حيز الاستغلال، وكذا بفضل تجاربها مع الفلاحين في استغلال هذا النوع من المياه في السقي الفلاحي. هذا المشروع النموذجي سيستفيد حسب موفد الوزارة من الدعم التقني في مجال استعمال المياه القذرة في النشاط الفلاحي، الذي سيقدمه المهندسون القليلون المتوفرون في هذا الاختصاص فضلا عن تحديد أنواع المحاصيل الزراعية التي يمكن سقيها بالمياه المرسكلة دون تبعات صحية على المستهلكين. مدير المصالح الفلاحية بولاية معسكر، أوضح من جهته، أنه ما من محطة لمعالجة المياه تدخل حيز الاستغلال بولاية معسكر الا وتم إنشاء جمعية لمستغلي مياهها في السقي الفلاحي في شكل تعاونية تضم الفلاحين الذين يملكون أراضي في محيط المحطة. كما يشجع والي ولاية معسكر هؤلاء الفلاحين، كما افتتح نشاط احدى هذه المحطات على الاستفادة من مياهها الموضوعة تحت تصرفهم "مجانا" في الوقت الراهن، مبرزا استعداد السلطات العمومية لتزويدهم بشجيرات الزيتون لغرسها في الأراضي المحاذية لمحطات معالجة المياه القذرة. للإشارة فإن ولاية معسكر تتوفر حاليا على 12 محطة أو نظام لمعالجة أو ترتيب المياه القذرة دخلت حيز الاستغلال ببلديات معسكر، وادي تاغية، عڤاز، بوحنيفية، تيزي، خلوية، الحشم، حسين المحمدية، غريس وقرية الصحاورية التابعة لبلدية المحمدية، وتزيد الطاقة الإجمالية لهذه المحطات عن 8 ملايين و1320 ألف متر مكعب من المياه القذرة التي تعالج سنويا، وهي طاقة قابلة للتوسع لتصل الى حدود 12 مليون متر مكعب من المياه المعالجة كل عام على المدى المتوسط، الأمر الذي سيسمح بسقي أكثر من 3 آلاف هكتار من الأراضي الفلاحية الاضافية في المنطقة حسب البيانات المعلن عنها في هذا المجال.