ما أجمل أن يلتقي أبناء الوطن الواحد في مناسبة حميدة مثل عيد الفطر المبارك وهم في بلاد الغربة للتواصل وتبادل التهاني وإستعادة الأجواء الحميمية ونسيان مكان تواجدهم البعيد عن البلاد بآلاف الكيلومترات. في جدة السعودية إلتقيت الجالية الجزائرية في جلسة عائلية أخوية بدار الجزائر في مقر القنصلية العامة وبمبادرة من الأستاذ صالح عطية القنصل العام الجزائريبجدة وعميد السلك الدبلوماسي الإفريي المعتمد هناك إجتمع العشرات منهم من المقيمين العاملين بالمنطقة الغربية، من إطارات في القنصلية العامة وموظفين في مختلف الموسسات والمنظمات الدولية الإقليمية كالبنك الإسلامي للتنمية وبعض المستشفيات والنوادي الرياضية المحترفة، هذه الجلسة شهدت تكريم المهاجم الدولي عبد المالك زياية الذي أثنى على هذه المبادرة. أجواء العيد كانت متميزة وبتواجد الأطفال الصغار وإلتفافهم حول كعكة عليها العلم الجزائري وترديدهم للأهازيج الرياضية وعبارات "وان تو تري فيفا لالجيري". فرحة بالتلاقي.... وبالتواصل خلال تواجدنا بالبقاع المقدسة وتواصلنا بالقنصل العام الجزائري الذي أكد على حضورنا للجلسة العائلية ما بين أعضاء الجالية الجزائرية وهي سنة حميدة تقام في كل المناسبات الوطنية والدينية وفي اليوم الثاني للعيد المبارك زرناهم فوجدناهم يعيشون للذكريات وتعارف فيما بين المقيمين بعضهم ببعض نسمة العيد الفضيل بنكهة جزائرية ويحاولون رسم طقوس ريحة البلاد، ضحك ونكت وإسترجاع ولقد أكد لنا العديد ممن تحدثنا إليهم بأن الفضل يعود الى القنصل العام الذي يفكر دائما في لم شمل الجالية وخلق جو أخوي بينهما، أما السيد عبد النور الذي رافقنا وساعدنا كثيرا في إجراء بعض الحوارات ورصد الإنطباعات فإنه يعترف بأن "عيد البلاد" أحسن بكثير وأن صباح العيد في أي منطقة من ربوع الجزائر الحبيبة لا يمكن تشبيهه بما يقام في الخارج حتى ولو إجتهدنا في ذلك أما السيد درهاب محمد فلقد إسترجع معنا حقبة من حياته الدراسية أيام الجامعة حينها كان يراسل الجمهورية ويكتب في ركنها الثقافي في عهد المبدع الأستاذ بلقاسم بن عبد اللّه وحينما سمع بتواجدنا منذ مجيئنا الى البقاع المقدسة قام بمكالمتنا والبوح بسر تعلقه بالجمهورية كجريدة وكرائدة في الإعلام المكتوب والمهتمة كثيرا بالجانب الإبداعي الثقافي والأدبي. كما أسلفنا ذكره فإن تواجد اللاعب الدولي ومهاجم إتحاد جدة السعودي وتكريمه من قبل القنصل العام الأستاذ صالح عطية بجدة وبمناسبة العيد الفضيل جعلت الحاضرين يأخذون معه صورا فوتوغرافية للذكرى وللتأكيد له بإفتخارهم وإعتزازهم بما يقدمه للجزائر من صورة إيجابية عن شاب رياضي متميز حتى الأطفال والشبان من أبناء الموظفين بالقنصلية العامة وكذلك بعض المقيمين الآخرين نسجوا أروع اللوحات الرياضية المعروفة لدى أنصار الخضر من الجزائريين بعد تناول الحلويات والمشروبات والحديث عن الأهل والأصحاب والمشاركة في برنامج إذاعي مباشر عبر أثير إذاعة وهران حول أعياد الجالية الجزائريةبجدة إنتقل الجميع الى الصالة المجاورة لتناول وجبة الغذاء متكونة من كسكس جزائري 100٪ لحم وفواكه متنوعة وبعدها التحول الى تناول الشاي بالنعناع. في دار الجزائر عشنا لحظات ممتعة أنستنا ولو للحظات غربة المكان ولوعة الإشتياق الى الأهل والأحباب أعياد جاليتنا بجدة، أعياد للفرح وللتهاني وقبل مغادرتنا للمكان ودعنا سعادة القتصل العام مستعجلا لأن بعض الجزائريين المتأخرين قد أوقفوا وهم في الترحيل وعليه بالذهاب إليهم والتواجد معهم لأنه كما أكده لنا يصر على زيارتهم والتحدث إليهم وحل كل مشاكلهم ورعايتهم الى غاية إنتقالهم عبر الطائرة من مطار جدة الى أرض الوطن حتى ولو تزامن ذلك مع عطلة عيد الفطر، صورة ننقلها ولا تستحق التعليق ومبروك عيدكم.