غادرت السيدة زبيدة حمادي أرض الوطن سنة 1987 وهي لا زالت لم تكمل دراستها الجامعية بعد، واستقرت هناك لتؤسس جمعيتها سنة 1990 وذاع صيتها، حيث كسبت ود الجميع سواء لدى الجالية الجزائرية بمختلف المناطق والأراضي الفرنسية أو حتى داخل الوطن. تعد السيدة حمادي من خلال نشاطها الدائم في جمعيتها رمزا ونموذجا للمرأة المحبة للعمل التطوعي. ففي البداية كانت تقوم ببعض الأعمال التطوعية لوحدها وبمساعدة بعض الجيران الذين يكنون لها كل التقدير والاحترام، مثل تقديم دروس خاصة للفئتين تندرج في إطار محو الأمية، الخياطة، الحلاقة. وبوجه عام كانت تهتم بكل شؤون الجالية الجزائرية هناك، وفي ذات الوقت، تقول زبيدة، كنت قد قمت بإيداع ملف لدى القنصلية الجزائرية بمرسيليا علني أحصل على منصب كمعلمة في اللغة العربية لأثبت به وجودي في ديار الغربة. وبخصوص الجمعية التي تضم النساء الجزائريات المهتمات بالفولكلور تقول زبيدة إنها تضم كل الفئات النسوية من سلك الطب، التعليم، المحاماة، الماكثات بالبيت والطالبات وكذا نساء وسيدات الأعمال وهو الصنف الذي تجد فيه زبيدة راحة تامة في التعامل معه كونها تعمل في مجال الاستيراد والتصدير. عمل زبيدة التطوعي من دون انتظار الحصول على مقابل مادي جعلها تحظى بثقة العديد من الجهات المحسنة والمتبرعة، بالنسبة للمساعدات المالية التي تتلقاها من جهات فرنسية شرط تقديم حصيلة العمل المقدم سنويا للسلطات المعنية بالأمر. وفي هذا الصدد، أكدت رئيسة جمعية المرأة الجزائرية المهتمة بالفولكلور أنها تلقت العديد من التشجيعات وكذا التهاني في مناسبات عديدة من الطرف الفرنسي نظير ما قدمته من نشاطات للمرأة الجزائرية المقيمة بفرنسا في عديد المناسبات. ''والأجمل في كل هذا تقول رئيسة الجمعية، أنني أقدم بطاقة عن النشاط الذي أود القيام به في إطار الجمعية وأقدر المبلغ الذي أحتاج إليه تقريبيا، إلا أن المساعدات التي أتلقاها دائما تكون أكثر من المبلغ الذي أقدره''. نقلت تقاليد التعاون من الجزائر إلى فرنسا في إطار الجمعية نتبادل الأفكار والآراء بين النساء الجزائريات في ديار الغربة بهدف إثبات وجودهن في جميع مناحي الحياة، تبادل الزيارات، تنظيم الملتقيات والندوات، مرافقة النساء خاصة الماكثات بالبيت إلى عدة أماكن للتجوال والراحة والترفيه عن النفس، القيام بعديد الأعمال الخيرية كالإشراف على عمليات ختان الاطفال وتنظيمها في شكل احتفالات جماعية، الاحتفال بعيد الأم ، عيد المرأة وتكريم النساء الجزائريات، الاحتفال بالمناسبات والأعياد الدينية كالمولد النبوي الشريف، رأس السنة الهجرية وكذا عيدي الفطر والأضحى، مع العمل على مساعدة أبناء الجالية الذين لا يملكون وثائق رسمية للإقامة، وذلك عن طريق توفير كافة الظروف التي تساعدهم على استكمال عملية الحصول عليها مع تقديم لهم يد العون بالأكل والشرب والملبس. وأضافت أن نساء الجمعية وككل الجزائريين الغيورين على أبناء وطنهم يتكفلون بعائلة الميت في الثلاثة أيام الأولى من كل النواحي وخاصة فيما يتعلق بتحضير الأكل، كل هذا بهدف توطيد أواصر الأخوة بين أبناء الوطن الواحد خاصة بنات الجالية الجزائريةبفرنسا. توفر إفطار رمضان للمسلمين المغتربين الهدف الأساسي من إنشاء الجمعية، حسب السيدة زبيدة حمادي، هو توحيد النساء، الاتصال والالتقاء بكافة الجمعيات التي تنشط بفرنسا وكذا الاتصال بالجمعيات المتواجدة بمختلف مناطق العالم خدمة للجزائر ولرفع الراية الجزائرية وهو الهدف الأسمى لدى بنت الجزائر والطموح الذي تريد تحقيقه. كما وضعت كأولوية بها ترقية مستوى معيشة المرأة المغتربة حيث تحاول أن تعطي لها في كل مناسبة حقها كامرأة لا غير، متخذة من لالة فاطمة نسومر وجميلة بوحيرد والأخريات مثلا يقتدى به، فهي تتحلى بالروح الوطنية إلى حد النخاع، هذا ما ورثته السيدة حمادي منذ نعومة أظافرها عن والدها رحمه الله. أما بالنسبة لشهر رمضان المقبل فتقول السيدة زبيدة أم وأخت الجميع مثلما ينادونها بفرنسا، بأنها، وفي إطار نشاطات الجمعية أعدت، برنامجا منوعا، حيث تم إعداد 250 كرسي في مسجد أفنيون الذي سيتم تدشينه في أول يوم من رمضان بهدف القيام بالعمل التطوعي خدمة لمائدة رمضان وهذا بساهمة كل العائلات المسلمة بالمنطقة بالتنسيق مع إمام المسجد، حيث يكون التحضير للفطور بالتناوب بين العائلات طيلة شهر رمضان، فضلا عن تطوع بعض الطباخين لتسهيل عملية التوزيع وتقديم الفطور للمستفيدين. كما أكدت زبيدة أن الجميع يشارك في إعداد المائدة كل حسب مقدوره وكل حسب مجاله، حيث يساهم الجزار والخضار والخباز كل حسب استطاعته، ما يدل على تجذر ثقافة العمل التطوعي لدى الجزائريين حتى وهم خارج أرض الوطن.