مع حلول عيد الفطر الذي يتزامن هذا العام مع الدخول الدراسي وما تتطلبه المناسبتين من تحضيرات يبقى الكثير من الأولياء وأرباب العائلات تائهين في كيفية تخطي هاتين المناسبتين خاصة وأن مصاريف مائدة رمضان أنهكتهم خصوصا في ظل المضاربة وجشع بعض التجار حيث اتجه الجشع ليشمل أسعار الملابس و الأدوات المدرسية وحتى مستلزمات تحضير حلويات العيد والأمور الثلاث مطلوبة وضرورية لتسعد تلك العائلات كباقي العائلات بهذه المناسبات وخلال تجوالنا وسماع تصريحات المواطنين الذين قاموا بشراء كسوة عيد الفطر لأطفالهم وشراء اللوازم المدرسية وجلب لوازم حلويات العيد لربات البيوت كلهم أجمعوا أن توفير كل تلك الأمور معا كانت مستحيلة لكثير من أرباب العائلات وهو ما أكده لنا الكثير من الأولياء في تصريحاتهم حيث أكد الكثير منهم أن اقتناء لباس جديد لطفل في سن العشر سنوات يتطلب على أقل تقدير 05 ألاف دينار ومثلها في اقتناء الأدوات المدرسية من كراريس و غيرها وهو ما يمثل مليون سنتيم مصاريف تجهيز طفل واحد ويتضاعف المبلغ مع عدد الأطفال هذا دون احتساب ربات البيوت إذا ما تم استثناءهن من ملابس جديدة بهذه المناسبة وبالطبع رب العائلة غير معني، تضاف إلى تلك المصاريف المتعددة حيث يحتاج رب عائلة تتكون من ثلاث أطفال إلى أكثر من ثلاث ملايين سنتيم لأجل توفير ألبسة العيد التي أكد بخصوصها تجار التجزئة أنهم يقتنونها بأسعار مرتفعة من أسواق الجملة والمشكل يتجدد كل سنة في ظل عدم وجود سقف واضح و غياب الفواتير لتحديد سقف أسعار الملابس في ذات السياق وجد بعض المواطنين ضالتهم في التوجه لأسواق الجملة منها سوق حاسي فدول بولاية الجلفة القريبة من ولاية تيارت وكذا سوق سيدي خطاب بولاية غليزان ورغم توفير أرباب تلك العائلات لبعض المصاريف إلا أن مشقة ومصاريف السفر تجعل البعض يوفرون قليلا فقط من الأموال، هذا ما تم معرفته من بعض أرباب العائلات الذين تسمح لهم مداخيلهم الشهرية ونشاطهم العملي من مواجهة مصاريف المناسبات الثلاث أما أصحاب الرواتب الشهرية المتوسطة و الضعيفة فالأغلبية أصبح اقتناء مختلف تلك الأشياء دينا عليهم وسلف هو أهم حل أمامهم حيث أن مرتباتهم الشهرية لا تكفيهم للتكفل بمصاريف طفل واحد فما بالك بعدد من الأطفال تضاف إليها المصاريف الاجتماعية اليومية خصوصا الذين تصلهم فاتورة الكهرباء والماء في هذه الأيام و كأن الأمر أصبح مدروسا لأجل حرمان هؤلاء من فرحة العيد خاصة الأطفال الصغار في حين تبقى مثل هذه العينة من العائلات محظوظة نوعا ما مقارنة بشريحة واسعة من المواطنين من معدومي الدخل ومن يمتهنون مهن موسمية وظرفية حرة و من يحصلون على منح الشبكة الاجتماعية فقط فإن تسيير ميزانية عيش هؤلاء تحتاج لخبرة عالم و بدون شك فإنه يقرر أن تصرف تلك المنحة خلال ثلاث أيام على أقصى تقدير دون احتساب مصاريف 27 يوم المتبقية لتوفير المأكل والمشرب لأفراد تلك العائلة وخصم مصاريف الكهرباء والغاز ومصاريف الدواء واللباس وغيرها وهؤلاء محرومون هم وعائلاتهم وأطفالهم من فرحة العيد واقتناء حاجيات أطفالهم لأجل التمدرس رغم احتساب منحة التمدرس لبعضهم ولا يمكنهم حتى توفير الألبسة المستعملة