ما تزال الطرقات التي حفرتها »سيور« قصد استبدال قنوات إيصال الماء الشروب، مقبورة بالأتربة والأحجار وهو ما عكنن على المواطن الوهراني سكون وراحة العيد، وبات الخراب واضحا على مسار الشوارع والأنهج التي قامت مصالح الأشغال العمومية بتزفيتها حديثا وخاصة أياما قبل إنعقاد الندوة الدولية للغاز الطبيعي التي جرت أحداثها في شهر أكتوبر المنصرم. رسائل كثيرة وتهم تصلنا من المواطنين تدعونا إلى الكتابة عن سيور ومخلفاتها التي طالت دون علاج وهي المؤسسة التي أتت على طرقات وهران وهي صحيحة وجميلة وكان ذلك المواطن قد تنفس الصعداء بعد القضاء على أحياء الألف حفرة وحفرة وفرح بعد عودة البهاء إلى المدينة، وظن أن مؤسسة تسيير المياه التي جاءت بالشراكة مع الطرف الأجنبي الممثل في الإسبان ستحمل معها ما لم تحمله المؤسسات والشركات الجزائرية التي كانت تمر على طرقات مدنبا وتتركها دمارا وخرابا بعد امدادها بكابل للهاتف أو للكهرباءأو بقناة لصرف المياه أو إيصالها إلى حنفيات المنازل، لكن هيهات يحدث ذلك. سكان حي الصديقية يشتكون كثيرا مما آلت إليه منطقتهم السكنية حيث لم يشفع لهم لا الشيراطون الذي يتربع على نهج جلاط الحبيب ولا الشوارع التي تتفرغ مؤدية إلى مسار قصر الإتفاقيات الذي أصبح يصنع لوحده فرجة ومتعة سياحية بوهران أصبحت قبلة لكل سكان الأحياء المجاورة حيث أصبحت كل شوارعها ولمدة تزيد عن الخمسة أشهر وليومنا هذا ورشات مقلوب أسفلها على أعلاها، ومما حزّ في النفس أكثر هو الزيارة التي قادتنا أمس إلى العيادة الجراحية ددّوش حيث لامحنا الطريق الذي تزفيته قبل شهرين والمؤدي من ساحة قمبيطا مباشرة إلى جسر زبانا، لمحناه في حالة يرثى لها وكان من رافقها بتحسر ويقول:» أكتبوا عن سيور التي أزّمت طرقاتنا«. وبالفعل فقد ردمت سيور بعد أن حفرت عند باب كل منزل ولكنها لم تزفت رغم أن القانون يجبرها على إعادة تصليح المكان وإعادته إلى ما كان عليه قبل انطلاق الأشغال وتحول الشارع الجميل إلى طريق مهترئ وضعه سيء أكثر مما كان عليه لا تمر به السيارات ولا المركبات ولا حتى المارّة، ومن قبل حفرت كل الشوارع المحيطة بهذا الشارع وتبقى الشوارع التي تتواجد بها مدارس الحي أكثر كارثية دون مراعاة ولا مبالاة بأنها مسار أطفال المدارس غدا وهي حالة تؤهلهم للسقوط والإصابة بحوادث قد لا تُحمد عقباها. من جهتنا وكما هو الحال بالنسبة لكافة وسائل الإعلام المحلية والوطنية فقد تناولنا الموضوع بكثافة وتصلب وطرحناه أكثر من مرة على سيور لكنها قامت بمهمتها دون أن تكمّلها تاركة المواطن الوهراني يتخبط في المخلفات والإهتراءات التي تركتها ضاربة عرض الحائط بالأموال الباهظة التي صرفتها الدولة في تزفيت شوارع وطرقات الولاية قصد جعلها في حالة طبيعية وعادية لسير المركبات ومشي الراجلين. المسؤول الأول على الولاية أعذر في أكثر من اجتماع الشركات والمؤسسات التي أنجرت عنها مثل هذه التصرفات وطالبها بإعادة تصحيح الوضع وتصليحه على غرار المؤسسة الصينية المكلفة بإنجاز الطريق السيار الرابط بين طفراوي ومسرغين الذي يعاني هو الآخر من إهتراءات وضياع بسبب الأثقال الضخمة التي تحملها الشاحنات التي تمر بالمكان وكلها مؤسسات وعدت بإعادة التزفيت لكننا لحد اليوم لم نلاحظ شيئا إيجابيا أو تغييرا يمسح ماء الوجه ويعيد لوهران سمتها الحضارية والنظيفة.