أعربت الدول الإسلامية العضو في مجلس حقوق الإنسان عن قلقها الشديد من زيادة حالات التعصب والتميز التي تحدث في أنحاء مختلفة من العالم والمرتبطة بأحداث عنف، معربة عن تطلعها الى تنفيذ قرار المجلس المذكور الذي ينص على إدانة الدعوة لتنظيم يوم لحرق القرآن الكريم وأي دعوة الى الكراهية الدينية أو التمييز والعداوة أو العنف، تنفيذا فعالا وعلى جميع المستويات وقالت باكستان التي تقدمت بمشروع القرار نيابة عن المجموعة الإسلامية داخل المجلس »أن جميع دول العالم تعهدت بموجب ميثاق الأممالمتحدة بتعزيز وتشجيع إحترام ومراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز عنصري سواء عرقي أو جنسي أو لغوي أو ديني". واستند مشروع القرار الى حقيقة أن "جميع حقوق الإنسان عالمية وغير قابلة للتجزئة" مؤكدا أن "التمييز بين البشر على أساس الدين أو المعتقد يشكل إهانة للكرامة الإنسانية وإنكارا لمبادىء ميثاق الأممالمتحدة". وشدد على ضرورة إدانة أي إنتهاك لحقوق الإنسان والحريات الأساسية الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والواردة بالفصيل في العهدين الدوليين الخاصين بحقوق الإنسان". ورأت المجموعة الإسلامية أن تلك الأفكار المتطرفة تمثل "عقبة أمام العلاقات السلمية بين الأمم" مرحبة بجميع المبادرات الدولية والإقليمية لتعزيز الإنسجام بين الثقافات والأديان وجهودهم القيمة نحو تعزيز ثقافة السلام والحوار على جميع المستويات". واستند مشروع القرار الى التأكيدات الواردة في إعلان الأممالمتحدة حول الألفية الذي اعتمدته الجمعية العامة في قرارها (2/55) في الثامن من سبتمبر 2000 المطالب بإتخاذ تدابير للقضاء على تزايد الأعمال العنصرية وكراهية الأجانب في كثير من المجتمعات وتعزيز زيادة الوئام والتسامح في -جميع المجتمعات. وتوقع المراقبون أن يحظى مشروع القرار بتأييد كامل أعضاء دول المجلس خاصة أن حكومات الدول الغربية قد إحتجت رسميا على محاولات حرق القرآن الكريم مشيرين الى عدم وجود أي مبرر للتصويت ضد مشروع القرار. وأعرب آخرون عن إعتقادهم أن صدور قرار الإدانة بالإجماع سيشجع الدول الإسلامية على المضي قدما في مساعيها لوضع أسس لإحترام الأديان وربطها بحقوق الإنسان الأمر الذي إعتبرته بعض الدوائر الغربية يتعارض مع حرية التعبير عن الرأي. جاء هذا عقب إعلان الشرطة البريطانية يوم الخميس الفارط عن توقيف 6 مواطنين متهمين بنشر فيلم فيديو يتضمن مقتطفات من حرق نسختين من القرآن العظيم يوم ال 11 سبتمبر الفارط وقد تم توقيف الرعايا ال 6 بتهمة التحريض على الكراهية والعنصرية ثم أٌخليَ سبيلهم مقابل كفالة، على أن يمثلوا أمام محكمة "ڤاتسهيد" الواقعة بشمال بريطانيا لاحقا، وقد ذكر مصدر من الشرطة أن نسختين من القرآن الكريم أحرقتا بهذه البلدة الواقعة قرب نيوكاستل، شمال غرب إنجلترا وكان الرجال الستة قد نشروا شريط فيديو عبر اليوتوب، وفيه صور لهم وهم مقنعو الوجوه بصدد رش الكتاب بمادة البنزين ثم أشعلوا فيه النار، ونفس الفعلة كرروها مع نسخة ثانية من المصحف الشريف، قبل أن ينفجروا غبطة وسرورا وهم يرددون شعار: "11 ديسمبر يوم عالمي لحرق القرآن" وهذه رسالة للأفغان. وحسب الشرطة فإن مشتبهين إثنين إعتقلا يوم 15 سبتمبر الماضي والأربعة المتبقون يوم 22 سبتمبر، وقد تم وضعهم في حرية مشروطة بعد دفعهم لكفالة لم يذكر مبلغها، وذكرت الشرطة والسلطات المحلية "بڤاتسهيد" بأن هذا النوع من التصرفات التي جاءت في شريط الفيديو لا يعكس التصور العام لدى البريطانيين. وجاءت هذه التوقيفات بعد أقل من 15 يوما من نداء القس الأمريكي "تيري جونس" الداعي الى حرق نسخ من القرآن الكريم إحياء لذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001م، وقد لقي هذا النداء استهجانا عالميا، تراجع بعده القس عن دعوته هاته.