تراجع في حوادث السير ب 402 في السداسي الأول ل 2014، مقابل 559 في 2013 67.78% نسبة التغطية الأمنية والعامل البشري يتسبب في 80% من الحوادث
نظمت صباح أول أمس الخميس المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بوهران، حملة تحسيسية موجهة لفائدة سواق النقل البري للمسافرين والبضائع، استحسنها الجميع وثمنوا مثل هذه الجهود التوعوية التي تهدف في الأخير إلى الحفاظ على سلامة السائقين واستئصال سرطان إرهاب الطرقات نهائيا من جذوره. هذه الخرجة الميدانية التي قادتنا إلى حاجز الكرمة المقابل لسوق الجملة للخضر والفواكه بوهران، برفقة الرائد معوش رزقي رئيس مكتب أمن الطرقات بالمجموعة الإقليمية للدرك، سمحت لنا بالوقوف عن قرب على جهود هذه المصالح الأمنية وعملها الجبار في توعية السائقين، لاسيما أصحاب الشاحنات والحافلات الذين عادة ما يتسببون في كوارث مرورية مميتة عبر مختلف طرقات الوطن، وأكد الكثير منهم (السائقون) أن مثل هذا العمل التحسيسي من شأنه التقليل وتجنيب وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، والتقليص من التكاليف والنفقات المادية الضخمة التي ما فتئت تنفقها السلطات العليا في البلاد، جراء تزايد إرهاب الطرقات المخيف، وصرح البعض من أصحاب الحافلات والشاحنات الذين تحدثنا إليهم، أن هذا النشاط التحسيسي لأعوان الدرك الوطني، جاء ليبرز مدى نجاعة هذه الحملات التي ساهمت في تجنيب وقوع الكثير من حوادث المرور، لاسيما في النقاط السوداء التي كثيرا ما تشهد حوادثا مميتة وجرحى حالاتهم خطيرة وحرجة. الدرك من أجل تحريك الضمير الجمعي لاحظنا ونحن نقوم بهذه الزيارة الميدانية، مدى حرص رجال الدرك المنتشرين في هذا الحاجز، على تحريك الضمير الجمعي للمواطنين، ولاسيما السائقين الذين يقطعون يوميا المئات بل الآلاف من الكيلومترات على مختلف الطرقات الوطنية لاسيما الطريق السيار شرق - غرب، وبينت الدراسة التحليلية التي استمعنا إليها في مقر المجموعة الإقليمية للدرك بوهران (قبل قيامنا بالخرجة الإعلامية الميدانية)، وبحضور قائد المجموعة المقدم طاهري جيلالي، أن العامل البشري أصبح يمثل 80% من هذه المجازر اليومية التي تشهدها مختلف طرقات الوطن، لاسيما أصحاب ما يعرف ب"النقل المشترك" (الشاحنات والحافلات)، ومن ثمة فإن التركيز بالذات على هذه الفئة من السائقين، الهدف منه هو تعميم هذه الرسالة التوعوية لتمس جميع مرتادي الطرقات، ولا تقتصر فقط على أصحاب السيارات النفعية، ومركبات نقل الأشخاص والسلع متوسطة الحجم، كما قام أعوان الدرك المتنشرين في هذا الحاجز بتوزيع مطويات للسائقين، تحتوي على معلومات وإرشادات قيّمة لأصحاب النقل البري للمسافرين والبضائع، لاسيما تلك التي تخص مثلا مجال الرؤية والزوايا الميتة، ومن أبرز ما جاء في هذه المطويات، أن حوادث المرور المتسبب فيها مركبات الوزن الثقيل، هي الأكثر خطورة ودموية، وأنه بالرغم من أن مركبات النقل المشترك (بضائع ومسافرين) تمثل نسبة حوالي 20% من مجموع الحظيرة الوطنية للمركبات، إلا أنها تسببت حسب إحصائيات رسمية للدرك الوطني في 7857 حادث أي بنسبة تمثل 28.53% من العدد الإجمالي لهذه الحوادث المرورية، وب1470 قتيل بنسبة 39.22% من مجموع القتلى المسجلين، و15352 جريح، أي بنسبة مئوية تقدر ب31.25% من العدد الإجمالي للجرحى، مع العلم أن مركبات النقل المشترك، باتت تتسبب يوميا في 22 حادث سير، تخلف على الأقل 04 قتلى و42 جريحا. توزيع أكثر من 3000 مطوية وفي نفس السياق جاء في المطوية التي وزعت على السائقين كذلك أصحاب الشاحنات والحافلات وحتى السيارات النفعية بضرورة الاحتراس أكثر عند الاقتراب من مركبات الوزن الثقيل مع تجنب كل مناورة خطيرة، وأن يضع السائق نفسه دائما في مجال رؤية السائق وأن يحاول تنبيهه كلما اقترب منه. وذكر قسم أمن الطرقات التابع لقيادة الدرك الوطني، جميع مستعملي الطرقات بالرقم الأخضر 1055، حتى يتم تعزيز العمل الجواري وإشراك المواطن في ضمان الأمن العمومي، ومن ثمة التكفل بالانشغالات الأمنية للمواطنين، طلب المساعدة، الاستفسار عن حالة الطرق، التبليغ عن حوادث المرور أو الإدلاء بمعلومة أمنية. كما كشف الرائد معوش رزقي الذي رافق الوفد الإعلامي إلى حاجز بلدية الكرمة المقابل لسوق الجملة للخضر والفواكه، أنه ومنذ انطلاق حملة التحسيس الخاصة بسائقي النقل البري للمسافرين والبضائع، منذ جويلية إلى اليوم، تم توزيع أكثر من 3000 مطوية لأصحاب المركبات والشاحنات، وأن العملية ستستمر حتى يتم تحقيق الهدف المنشود، ألا وهو الوصول إلى محاربة هذه الحوادث المرورية المميتة، بما يضمن سلامة المواطنين، الذين يحتاجون إلى مثل هذه الجهود التوعوية، لتفادي المزيد من الخسائر في الأرواح، و"نحوّل الميزانيات الضخمة التي تنفقها سنويا السلطات العليا في البلاد إلى مجالات التنمية، البحوث والاستثمارات العمومية". إحصاء 9 نقاط سوداء و503217 مركبة في الولاية وقبل قيامنا بهذه الخرجة الميدانية التوعية التي قادتنا إلى الكرمة، نظمت المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بوهران، وبحضور قائد المجموعة المقدم طواهري جيلالي دراسة تحليلية بيانية لنشاط وحدات المجموعة في مجال أمن الطرقات، بين السداسي الأول من سنة 2013 والسداسي الأول ل2014، حيث أكد المقدم طواهري جيلالي، أن العمل الكبير لأعوان الدرك الوطني المسخرين لأمن وسلامة المواطنين ولاسيما السائقين بمختلف المركبات ووسائل النقل التي يستقلونها، ساهم في تراجع نسبة حوادث السير للسداسي الأول من هذه السنة، وأن مصالح الدرك تعمل بمنهجية دقيقة ومتابعة يومية لأهم النقاط السوداء التي تقع فيها هذه الحوادث، حتى يتم القضاء عليها نهائيا وتحريرها من هذا الإرهاب المروري الفتاك، موضحا أنه هناك تحسن كبير في مجال التكفل بالطرقات والمنشآت الفنية، وحتى الحظيرة الوطنية للسيارات تجددت ب 80% ولكن العامل البشري بات هو المشكل الأساسي الذي أضحى يؤرق الجميع، باعتباره الفاعل الأساسي في المعادلة، وأن الكثير من السائقين ليست لديهم ثقافة السياقة، على غرار ضرورة استراحة السائق بعد شعوره بالتعب، ارتياحه في مكان ملائم، وأن يكون سائق آخر يريح السائق الذي يقود الشاحنة أو الحافلة... إلخ، موضحا أن المجموعة الإقليمية للدرك الوطني، لا تزال إلى اليوم تقوم بحملات تحسيسية أخرى في مختلف وسائل الإعلام الأخرى، كالإذاعة الجهوية لوهران، وحتى مخطط دلفين هو ساري المفعول، وأن نتائج هذه الجهود التوعية، أعطت ثمارا كبيرة، وها هي النتائج، تثبت تراجع حوادث السير بالولاية. وأوضح الدراسة التحليلية أن نسبة التغطية الأمنية للدرك عبر إقليم الولاية بلغت 67.78% موزعين على مختلف الطرقات الوطنية، الولائية، البلدية وغير المصنفة بمجموع طولي 118.31 كلم، وأن حظيرة الولائية للسيارت بوهران تقدر ب 503217 مركبة، منها 250 إلى 300 ألف سيارة أخرى تدخل يوميا إلى إقليم الولاية، مع العلم أنه تم إحصاء 9 نقاط سوداء تشهد يوميا العديد من حوادث السير المميتة، وقد أبرزت الإحصائيات التي أطلعتنا عليها المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بوهران تسجيل في السداسي الأول لهذه السنة 62 قتيلا و623 جريحا في 402 حادث مرور في 2014، وأما في 2013 فقد تم إحصاء 835 جريحا، 47 قتيلا في 559 حادث مرور، حيث تم تسجيل تراجع حقيقي لعدد حوادث المرور عبر كامل الطرقات الوطنية، وهذا راجع للعمل الكبير الذي يقوم به رجال الدرك، خاصة في الطريق الوطني رقم ( 4) و(11)، كما زاد نشاط التحسيسي لأعوان الدرك الوطني لفائدة مستعملي الطريق بشكل كبير فاق 1285 هذه السنة، مقابل 770 في العام المنصرم، كما دعت قيادة المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بوهران الإعلاميين إلى تكثيف حملات التوعية، لما لهم من دور فعال في هذا الجانب، وأن تعمل المدرسة والطبقة المثقفة والأولياء، على غرس الثقافة المرورية لدى الأبناء والضمير الجمعي للمواطنين بالولاية، حتى يعم الخير وينتهي هذا الكابوس المروري المروع.