500 ألف مركبة و 3 ملايين ساكن وقف رئيس الاتحاد الوطني للناقلين السيد محند إيدير عند ظاهرة إرهاب الطرقات واعتبرها آفة خطيرة تنخر بكيان الدولة لابد من محاربتها بشتى الطرق من خلال تشخيص الأسباب وتقليصها، وهذا ما دفع مصالحه بالتنسيق مع الجهات المعنية إلى القيام بحملة تحسيسية على مدار الثلاثة أيام، اختتمت فعالياتها أول أمس محطة الخروبة بالعاصمة، كما طالب ذات المسؤول من وزارة النقل بضرورة إشراكهم بكل ما يطرأ بقطاع النقل وبضرورة عقد لقاءات حول هذه الظاهرة للحد من خطورتها. أفاد رئيس الاتحاد الوطني للناقلين السيد محند ايدير، أن ولاية الجزائر العاصمة احتلت المراتب الأولى من حيث تسجيل حوادث المرور، إذ بلغت نسبتها 15,44 بالمائة تليها ولاية سطيف ب 11,54 بالمائة ثم وهران ب 9,91 بالمائة، وكل من ولايتي تلمسان ب 8,92 بالمائة وباتنة ب 8,21 بالمائة وبعدها ولاية البليدة ب 7,92 بالمائة. ضيق شبكة الطرقات مقابل ارتفاع عدد المركبات بالعاصمة يشكلان أزمة وقد أرجع محدثنا الأسباب التي أدت إلى ارتفاع حوادث المرور بولاية الجزائر العاصمة إلى ضيق شبكة الطرقات وارتفاع عدد المركبات والكثافة السكانية التي قدرت ب 03ملايين ساكن مقابل وجود 500 ألف مركبة بين سيارة وحافلة وشاحنة بالولاية، وهذا ما يتولد عنه عدم التسيير والنظام وبالتالي وقوع حوادث مرورية كثيرة على حد تعبيرات نائب رئيس الاتحاد الوطني للناقلين السيد بلال محمد الذي طالب من ناحية أخرى بتنفيذ اقتراح مشروع الرئيس الراحل هواري بومدين والمتمثل بإخراج العاصمة إلى منطقة ''بوقزول'' الواقعة بولاية المدية مثل باقي دول العالم، وهذا من أجل تخفيف الضغط عن الولاية من جهة وللتقليل من حدة المشاكل التي يصطدم بها المواطن العاصمي من جهة أخرى. في ذات السياق صرح محند ايدير أثناء لقائنا به يوم اختتام الحملة التحسيسية التي أطلقها الاتحاد الوطني للناقلين بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني والشرطة والمركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات، أن نسبة مشاركة سيارات الخواص في حوادث المرور أعلى بكثير وذلك بما يفوق ال 74 بالمائة، في حين نسبة مشاركة الحافلات وسيارات الأجرة تعد قليلة وذلك ب 04 بالمائة، حسب إحصاء رسمي لعام 2008 من قبل الديوان الوطني للإحصاء. كما أكد ذات المتحدث ل '' الحوار''، أن أعلى نسبة من حوادث المرور تم تسجيلها بالمناطق الحضرية وبالمدن الكبرى، حيث ساهمت سيارات الخواص ب 74 بالمائة والشاحنات ب 4,53 بالمائة والدرجات ب 1,0 بالمائة والحافلات والسيارات ب 8,4 بالمائة والقاطرات ب 12 بالمائة حسب إحصاء 2008، أما في المناطق الداخلية أوالريفية فاحتلت الشاحنات النسبة الأعلى ب 47 بالمائة ثم الحافلات الصغيرة ب 62 ،14 بالمائة بعدها ماكنات الفلاحة ب 3,2 بالمائة وسيارات الخواص وماكنات الأشغال العمومية ب 43 ,1 بالمائة والقاطرات ب 0,30 بالمائة. ... ويدعو لضمان النقل الليلي الصيفي من 15 جوان إلى 15 سبتمبر على صعيد آخر وفيما يتعلق بإنجاح موسم الاصطياف، دعا الاتحاد الوطني للناقلين إلى ضرورة ضمان النقل ليلا للمسافرين من 15 جوان الجاري إلى غاية 15 من سبتمبر المقبل، وهذا من أجل السماح لهم بالتنقل في أحسن الظروف، كما دعا رئيس الاتحاد الوطني للناقلين السيد محند إيدر إلى ضرورة تقديم تكوين إضافي لسائقي حافلات نقل المسافرين من خلال إدماج هذا التخصص على مستوى مراكز التعليم عن بعد، كما أوضح أن تكوين السائقين وتأهيلهم لقيادة حافلات نقل المسافرين من شأنه التقليل من حوادث المرور التي تخلف سنويا آلاف الضحايا. مصالح الشرطة تسجل 890 حادث و 14 قتيلا خلال السداسي الأول في ذات السياق قامت مصالح الشرطة التي كانت مشاركتها فعالة في الأيام التحسيسية المقامة على مستوى محطة الخروبة، بتسجيل 890 حادث مرور بولاية الجزائر العاصمة خلال السداسي الأول من السنة الجارية ,2009 تم تقسيمها على النحو التالي، 418 حادث جسماني و458 جريح و14 قتيلا، أغلب هذه الحوادث يتعلق بالعنصر البشري وذلك 384 و 23 متعلقة بعوامل المحيط و 11 بعوامل متعلقة بالمركبات، أما على المستوى الوطني حسب محدثنا زواوي رابح ضابط شرطة بمديرية الأمن العمومي بشاطوناف، فقد تم تسجيل 4251 حادث مروري أسفر عن تسجيل 4761 جريح و 189 قتيل والأسباب تعود بالدرجة الأولى إلى العنصر البشري ب 4033 حالة ثم المركبات ب 106 حالة بعدها المحيط ب 112 حالة. وعن الأسباب التي دفعتهم إلى المشاركة في هذه الأيام التحسيسية فقد أكد ذات الناطق أن الهدف الرئيسي هو تحسيس مستعملي النقل العمومي للأشخاص والبضائع، لاسيما خلال موسم الاصطياف بمدى خطورة التجاوز الخطير وعدم احترام قوانين المرور. بهذا الصدد قامت مصالح الشرطة بعرض المنشآت الحديثة للمراقبة المرورية وجهاز رادار لمراقبة السرعة وتقنيات كشف معالجة المخالفات الجزافية وتجهيزات حديثة للدراجات النارية وعرض للإحصائيات ولصور عن فضاعة حوادث المرور وأخرى عن أعوان الأمن وأجهزة لقياس نسبة الكحول في الدم وتجهيزات المراقبة المرورية. الجدير بالذكر أن الهدف من تنظيم هذه الأيام التحسيسية على مستوى محطة نقل المسافرين بالخروبة الذي كان اختيارها عن قصد حسب تصريح رئيس الاتحاد نتيجة التوافد الكبير عليها من قبل المسافرين الذي قدر ب 25 ألف مسافر يومي من جهة ولاستحواذها على ما يفوق ال 600 حافلة، هو محاولة لتحسيس المسافرين والناقلين على حد سواء بضرورة الالتزام بقوانين المرور للتقليل من حوادث المرور وتوعية الناقلين بأهمية تقديم خدمة أحسن للمسافرين.