"... كان شخصا رائعا، وإنسانا مليئا بروح الشباب وحب الحياة، كان محل احترام جميع من عرفه، رحيله كان فاجعة ألمت بكل من عرف عمي العربي .."، هي أهم العبارات التي فضل حليم، جار الفنان الراحل العربي زكال، الذي أكد في لقاء مع "الجمهورية" على أن العربي زكال لم يكن فنانا فحسب بل كان إنسانا رائعا شكل رحيله صدمة لكل محبيه وبصفة خاصة أهله وجيرانه في شارع الشهداء بالعاصمة. لم يكن من السهل الحصول على لقاء مع أحد أفراد عائلة المرحوم العربي زكال، الذي شكل رحيله المفاجئ صدمة للوسط الفني، والأسرة الثورية باعتباره مجاهدا ممن حملوا السلاح في وجه الاستعمار الفرنسي، أو لدى أسرته التي فقدت فيه الأب والزوج والجد الحنون الذي جمع شمل عائلة زكال الشهيرة القادمة من " بني يعلى" على مدار عقود من الزمن..ولا يزال رحيل الأب يؤثر على مدلل العائلة والابن الوحيد أمين الذي فضل البقاء في البيت حزنا على الوالد، حيث كلف حليم بالرد على الصحافيين الذين توافدوا خلال الأسبوع الأول على المنزل العائلي لمعرفة السبب الحقيقي لوفاة الفنان القدير وذلك بعد تضارب الأنباء حول هذا الأمر. فضل حليم عدم الرد على هذه التساؤلات حيث أكد على أن الوفاة قضاء وقدر ومهما كان السبب، " لا يمكنني التعليق على هذا الأمر هذا أمر يخص العائلة و هي مسؤولة عنه، أنا كلفتني العائلة بالرد على الصحافيين الذي جاؤوا إلى المنزل واعتذرت لهم نيابة عن صديقي أمين"، وفي سؤال حول شخصية سي العربي الإنسان كونه أحد المقربين من أسرة الفقيد يقول محدثنا " عمي العربي شخص رائع كان محبوبا لدى الجميع، كان يملك روحا طيبة لذا أحبه الجميع وكان محل احترام كل من عرفه"، ويضيف السيد حليم " كان متواضعا ويملك القوة على الجمع بين شخصية الفنان والإنسان العادي الذي يقدم خدماته لجميع الأصدقاء والجيران، بالنسبة لي كان مثل الأب، هذا كل ما يمكنني قوله". شخصية الراحل وما تتمتع به من شهرة قادتنا للتقرب من أحد جيرانه وهو السيد " عبد الكريم ب" الذي يقول أنه لا يعرف سي العربي الوطني والمجاهد قبل سي العربي الفنان والممثل " .. بصفتي من جيل الاستقلال فأنا أعرف عمي العربي المجاهد الذي سمعنا عنه الكثير في الحومة، وعن بطولاته خاصة عندما واجه الاستعمار الفرنسي لأزيد من أربعة أشهر بعد إعلان استقلال البلاد حيث بقي مرابطا في مقر الإذاعة الوطنية حاملا الكلاشينكوف رفقة عمي العربي مويسي رحمه الله الذي كان هو الآخر وليد حومة، كان رحمه الله يحكي لنا كثيرا عن عمي العربي وغيرهم من الأبطال الذي خرجوا من شارع الشهداء حتى تم إعلان السيادة عن الإذاعة والتلفزيون يوم 28 أكتوبر 1962 " ويضيف السيد عبد الكريم " رحيل عمي العربي أحزننا كثيرا لكن لا ردا لقضاء الله، ويبقى الأهم هو أن الرجل كتب اسمه بأحرف من ذهب" ، وحسب حكيم الذي يعمل في إذاعة البهجة فإن العربي زكال بقي يحتفظ بروح الشباب والدعابة وهو في سن الشيخوخة " أعرف عمي العربي لقد يحمل من شخصية وكبرياء الرجل العاصمي ما يحمل، وفي نفس الوقت كانت روح الدعابة هي السمة الغالبة في شخصية الرجل كل أبناء (البولفار) يعرفون سي العربي يتفكرون القبعة الشمسية التي لا تفارقه" وحسب حكيم فإن العربي زكال كان مثالا في التواضع " الجميع يعرف سي العربي بالتواضع وحب الشباب لم يكن يبخل عنا بنصائحه وتوجيهاته كان أب وصديق لمن يعرفه". ومن بين الشهادات التي جمعناها عن الفنان العربي زكال شهادة المخرج عبد الحميد رابية، الذي أكد على أن الرجل كان فنانا متكاملا بفضل مسيرته الفنية الغنية والمتنوعة حيث عمل مخرجا ومساعد مخرج، وتقمص العديد من الأدوار ويتمتع بثقافة واسعة كما يتصف بالحكمة والهدوء، مضيفا أن العربي زكال يعتبر فنانا إنسانيا وشعبيا لأنه معروف داخل الوطن وخارجه، وبالتالي فمن الصعب تعويض هذه القامة الفنية، وحسب نفس المتحدث فإن الفنان الراحل عمل إلى جانب العديد من الأسماء الكبيرة منها جديد سياني وعمار طراد والطيب الحسان وحسان الحساني وعلي عبدون، كما يتمتع بخاصية تقمص مختلف الأدوار منها الكوميدية و التراجيدية والتاريخية، وهي الصفات التي تؤكد أن رحيل العربي زكال خسارة للثقافة الجزائرية بمفهومها الواسع.