افتتح الخميس الماضي بوهران صالون مخصص للصورة والحرب التحريرية بمشاركة مصورين هواة من العديد من ولايات الوطن وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين للاندلاع الثورة التحريرية. ويهدف هذا الصالون المنتظم من قبل ديوان الفنون و الثقافة لبلدية وهران إلي منح "الأجيال الجديدة من المصورين فضاء لتقديم رؤاهم الخاصة حول الثورة المسلحة المجيدة" حسب المنظمين. ويشارك في هذه التظاهرة التي تختتم اليوم السبت ما لا يقل عن 15 مصورا قدموا من ولايات تلمسان و الجزائر و تيزي وزو و قسنطينة و البليدة و عنابة و سكيكدة و بجاية و وهران حيث يعرض كل مشارك ثلاث صور. وحسب المنظمين سيكون هذا المعرض بمثابة رحلة في تاريخ الجزائر الغني من خلال المواقع و الأحداث الخاصة بالثورة التحريرية و التي يجهلها العديد من الجزائريين. وسيسمح هذا الصالون بالتعريف بمجازر ارتكبها الاستعمار الفرنسي ومواقع أحداث الثورة و التي لا تزال غير معروفة لدى الكثير من الجزائريين على غرار غار "بوجليدة " ببلدية القعدة (معسكر) أين تم اعتقال الشهيد احمد زبانة و الشجرة التي تم شنق بها الشهيد علي معاشي و كذا الطائرة العسكرية "ي ا-جي" التي أسقطها جيش التحرير الوطني في 1960 بتيزي وزو. ويعرض كل مصور صورتين أو ثلاث صور ذات صلة بموضوع الصالون مثل المواقع التاريخية التي تمت بها أحداث الثورة و بورتريهات للشهداء و شخصيات الثورة وغيرها. للإشارة قد تم يوم الأربعاء في إطار هذا الصالون تنظيم ورشات تكوينية لفائدة المشاركين حول برنامج لمعالجة و تحسين الصورة و التصوير الليلي. ونظمت زيارات لفائدة المصورين عبر مختلف المواقع بوهران لتجسيد المعارف المكتسبة في تلك الورشات. الصورة والسينما والكتابة عن ثورة فاتح نوفمبر محور ملتقى كما شكلت السينما المصورة للثورة التحريرية وصورتها في الكتابات الأجنبية محور ملتقى نظم مساء الأربعاء الماضي بوهران بمناسبة إحياء الذكرى الّ 60 لاندلاع ثورة 1 نوفمبر 1954 . وفي هذا الصدد، أشار المتدخلون أن الثورة الجزائرية كانت ملهمة للكتاب والشعراء في العالم أجمع وفي العالم العربي بصفة خاصة حيث وجدوا فيها "أسطورة تحكى وتدرس للأجيال". فعلى الرغم من تجنيد فرنسا لكافة ترسانتها الإعلامية من وسائل إعلام ومثقفين وأدباء منذ دخولها إلى الجزائر على غرار فيكتور هيغو وبالزاك ولامارتين لإعطاء شرعية للاستعمار وتوجيه الرأي العام الفرنسي والدولي إلا أن تناول الجزائر ومساندة ثورتها المجيدة لم ينقطع أبدا لا في أوساط مثقفين ومناضلين فرنسيين ولا في العالمين العربي والإسلامي-كما يقول في هذا الصدد الأستاذ بكلية الإعلام والاتصال بجامعة وهران والكاتب الصحفي الجيلالي عباسة. ويرى المحاضر أن مصر كانت من أكثر الدول التي ساندت ثورة التحرير و قدمت الكثير من المؤلفات المساندة لها على غرار "سنوات الدم في حرب الجزائر" من تأليف الكاتبة فايزة سعد و كذا مساندتها فنيا على غرار فيلم "جميلة" الذي يصور حياة المجاهدة جميلة بوحيرد والذي تحول أيضا إلى مسرحية بالإضافة إلى الكثير من القصائد الشعرية التي جادت بها قرائح الشعراء المصريين في حب الثورة الجزائرية و مساندتها. كما قدم الأردن دعما كبيرا للثورة الجزائرية التي ساندها الكتاب والشعراء الأردنيون بكل من أوتوا من جهد وعزم وحب -كما يضيف المحاضر مشيرا أنه "تم على سبيل المثال لا الحصر طبع سلسلة قصصية للأطفال حول أبطال الثورة الجزائرية من مجاهدين و شهداء لتعليم و تلقين الصغار معاني الوطن استلهاما من الثورة الجزائرية ". أما الأستاذ الجامعي بنفس القسم السيد قدور عبد الله ثاني فقد تطرق في هذا اللقاء المنظم من طرف ديوان الفنون والثقافة لوهران إلى السينما خلال الثورة التحريرية، مشيرا أن تأسيس فرع السينما من قبل الحكومة الجزائرية المؤقتة آنذاك كان بمثابة "سلاح سياسي وإعلامي لإسقاط الأرمادا الإعلامية الفرنسية التي كانت قائمة على الأكاذيب وتزييف الوقائع". وذكر المتحدث أن الإنتاج كان غزيرا بداية بأول أفلام المخرج الفرنسي "روني غوتي" في الجبال والذي لاقى صدى كبيرا على غرار "الهجوم على مناجم الونزة" و كذا "ممرضات الكفاح الوطني" وصولا الى الفيلم "وقائع سنين الجمر" لمحمد لخضر حامينا الذي تصل على السعفة الذهبية خلال مهرجان كان السنمائي في 1975 . وأوضح المحاضر أن المخرجين أحمد راشدي وبيار شولي و محمد لخضر حامينا وجمال الدين شندرلي كانوا أول من أرسى قواعد العمل التصويري والسينمائي الثوري في الجزائر والذي تصدى للأكاذيب الفرنسية حيث تم نقل صور من جبهة القتال لتكون شهادات حية للتاريخ. كما كان فيلم الإيطالي باولو مونتيكورفو "معركة الجزائر" علامة فارقة في تاريخ السينما الثورية حيث استطاع الفيلم إعطاء رؤية جديدة وإبراز العوامل التي أدت لاندلاع الثورة التحريرية وساهم الى جانب العديد من الأفلام والأشرطة في إعطاء صورة ذهنية إيجابية عن الثورة و المجاهدين.