بدأت ببيت السناري الأثري بحي السيدة زينب بالقاهرة مساء يوم الأربعاء فعاليات الاحتفالية الخاصة بخمسينية ثورة واستقلال الجزائر والتي تنظمها وعلى مدى اسبوع مكتبة الاسكندرية بالتعاون مع سفارة الجزائر بمصر. وفي كلمة بمناسبة افتتاح هذه الاحتفالية التي تجري تحت عنوان "خمسون عاما على الثورة الجزائرية" ويدوم الى غاية 4 سبتمبر شكر سفير الجزائر بمصر السيد العرباوي النذير القائمون على مكتبة الاسكندرية على هذه التظاهرة التاريخية. وذكر بان هذه الاحتفالية هي امتداد لمجموعة من التظاهرات للاحتفاء بخمسينية الثورة والاستقلال الجزائري والتي اقيمت بمساهمات من وزارة الثقافة المصرية وكذا دار الاوبرا المصرية بالقاهرة ومن مهرجان الاقصر للسينما الافريقية خلال الشهر الماضي وهو ما يبرز عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين الجزائر ومصر . وقد تم خلال اليوم الاول من هذه الاحتفالية التي دامت الى ساعة متأخرة من الليل تقديم عرض من طرف الكاتب والشاعر المصري شعبان يوسف حول العلاقات التاريخية بين الشعبين المصري والجزائري وصدى الثورة الجزائرية في الصحف وكتابات المثقفين المصريين ولا سيما بعد اندلاع الثورة بعد 1956 . واستعرض المحاضر مجموعة من الصحف والنصوص النثرية والشعرية التي تناولت المقاومة الجزائرية وكذاالافلام والمسرحيات التي تمجد نضال الشعب الجزائري عبر شخصيات ثورية مثل المناضلة جميلية بوحيرد وكذا قيام دور نشر مصرية بالترويج للثقافة الثورية الجزائرية من خلال ترجمة اعمال عدد من الكتاب الجزائريين . أما الاديب الجزائري الكبير ونيسي لعرج فقد قدم شخصية الامير عبدالقادر التي يعتبرها شخصية استثنائية مبرزا في عرضه الامير عبد القادر كمحاور كبير وهي خصلة- كما قال - قليلا ما توجد في رجل اشهر ايضا بقيادته لنضال طويل دام 17 سنة ضد الاحتلال الفرنسي . ومن جهته، صرح ايمن منصور نائب مدير ادارة المشروعات الخاصة بمكتبة الاسكندرية ان هذا المعرض الذي يدوم الى غاية 4 سبتمبر المقبل يأتي في اطار توطيد العلاقات بين مصرية والجزائر . وأضاف ان المعرض ينظم بالتعاون والمساعدة من السفارة الجزائرية وهو مكون من ثلاث مجموعات رئيسية الاولى تضم صور ارشيفية وافلام تسجيلية وتسجيلات صوتية من مقتنيات مكتبة الاسكندرية وهي تؤرخ للثورة واستقلال الجزائر اما الثانية وهي تابعة للمكتبة أيضا وتؤرخ للفنان الجزائري الكبير الراحل عمر راسم الذي قاوم الاحتلال بالفن وتضم مجموعة من اعماله وصور شخصية له. أما المجموعة الثالثة وهي تابعة للسفارة الجزائرية وتضم صورا ووثائق مميزة تؤرخ للمقاومة الجزائرية للاحتلال الفرنسي ومنها ارشيفات نادرة. وأضاف ايمن منصور ان التحضيرات على مستوى مكتبة الاسكندرية للاحتفالية بخمسينية استقلال الجزائر واقتناء مجموعات الصور والتسجيلات المصورة والصوتية الخاصة بهذه المناسبة دامت اكثر من شهر مشيرا الى ان المكتبة تعد بالتنسيق مع وزارة الثقافة المصرية والسفارة الجزائرية احتفالية كبيرة اخرى في نهاية اكتوبر وبداية نوفمبر من المحتمل ان يتم تنظيمها بمقر المكتبة في الاسكندرية وسيتم خلالها تنظيم معرض كبير للصورة والوثائق وندوات فكرية وعرض افلام تسجيلية حول الثورة . وحول مقتنيات مكتبة الاسكندرية من الوثائق حول الثورة الجزائرية قال ان المكتبة لها مجموعة ضخمة تضم نحو 300 صورة وتسجيلات صورتية واكثر من 20 فيلم تسجيلي بعضها نادر وغير موجود الا في المكتبة منها ما يتعلق بالثورة وكذا تسجيلات فيديو للزيارات الرسمية في فترة جمال عبد الناصر وكذا مجموعات من تسجيلات نادرة لأغاني سواء جزائرية او مصرية تتعلق بالثورة والجزائر. ومن جهته، صرح السيد خالد عزب مدير ادارة المشروعات الخاصة بمكتبة الاسكندرية ان ادارته اعدت برنامجا خاصا في اطار برنامج ذاكرة مصر المعاصرة لتعريف الاجيال الصاعدة بالثورة التحريرية الجزائرية والعلاقات التاريخية بين مصر والجزائر وذلك من خلال عرض افلام تسجيلية والقاء محاضرات في نحو 300 مدرسة عبر مصر .