وقفنا أول أمس بالضاحية الشمالية لمدينة بسيدي بلعباس و تحديدا في البطحاء المحاذية للطريق الاجتنابي الشمالي غير بعيد عن المحطة البرية الجديدة لحي سيدي الجيلالي على منظر ينذر بحدوث كارثة بيئية وصحية على سكان عاصمة المكرة في حال استمرار الوضع على ما هو عليه. ونحن نعاين مبنى المحطة station de relevage) (التي أنشئت منذ4 سنوات لاستقبال المياه القذرة لسكان حي سيدي الجيلالي ثم توصيلها بأعلى نقطة بذات الحي ومن ثمة توجيهها نحو محطة تطهير المياه المستعملة المتواجدة بحي الروشي شد انتباهنا الإهمال الكبير الذي طال هذا المشروع الذي اكتملت أشغاله في 2011 ولم يدخل بعد حيز الاستغلال.فباب المدخل مفتوح على مصراعيه في ظل غياب حارس يحرس المبنى وفي الداخل حشائش غزت المكان أما المضخات وجهاز تشغيل الكهرباء التي جهزت بها المحطة فلم يتم تشغيلها منذ انتهاء المشروع وهي عرضة للإهمال والتخريب . هذا واستنادا إلى مصدر موثوق فان الديوان الوطني للتطهير بسيدي بلعباس رفض استلام المشروع بعد أن تبين له أن المحطة لا تشتغل ولا تؤدي المهمة التي أوجدت من أجلها لوجود عيوب تقنية متعددة وغياب مقاييس معينة.وظل الحال على ما هوعليه . وبما أن المياه القذرة لقاطني حي سيدي الجيلالي تتدفق باستمرار على هذه المحطة عبر قنوات صرف المياه فان القائمين عليها وفي ظل عدم تشغيلها لم يكلفوا أنفسهم عناء واهتدوا إلى أسهل الحلول بتحويل تلك المياه القذرة إلى الطبيعة في العراء بمحيط المبنى على امتداد عشرات الأمتار .وكل من يزور هذا المكان يقف هنا على جدران ينساب عبرها الماء القذر وهناك على برك تجمعت في هذه السوائل العفنة تنبعث منها روائح كريهة تخنق الأنفاس والأكيد أن انتشار هذه المياه القذرة لن يتوقف وسيتوسع تدريجيا ليشمل مساحات أخرى في الطبيعة ويعيق انجاز مشاريع إنمائية مبرمجة بهذه المنطقة . ونتساءل كيف لمشروع تنفق الدولة من أجل تحقيقه الأموال ثم لا يستغل لهذا السبب أو ذاك. ان الوضع خطير جدا ويستدعي من السلطات المحلية التدخل العاجل لانقاذ سيدي بلعباس من كارثة بيئية صحية والواجب يقتضي معرفة المتسببين فيه ومعاقبتهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم .