لا تزال منطقة الشيخ بن خليفة التابعة لبلدية بوتليليس على الهامش و خارج مجال التنمية المحلية في ظل غياب أدنى شروط الحياة الكريمة بها وشبه انعدام للمشاريع جعلت سكانها في مأساة حقيقية حولت حياتهم إلى جحيم مما دفعهم لمناشدة السلطات المحلية لأخذهم بعين الاعتبار و اخراجهم من حياة الغبن التي أضحت هاجسا لهم و هذا بدعم المنطقة بمشاريع تنموية من شأنها أن تقضي على المشاكل التي يتخبطون فيها، و من بينها الاهتراء الكبير للطرقات و التي تتحول مع سقوط قطرات من الأمطار إلى برك من الأوحال تعيق حركة المارة و الراجلين على حد سواء، ناهيك عن العزلة التي يعانوا منها نتيجة الغياب التام لوسائل النقل و التي تجعل القاطنين بهذا المكان يضطرون إلى السير على الأقدام أزيد من 1 كيلومتر من أجل الوصول إلى المنعرج بغية اقتناء أية حافلة أو نقل شبه حضري للتنقل ظروف قاسية للالتحاق بمقاعد الدراسة و يزداد الأمر تعقيدا خلال الإصابة بأية وعكة صحية في الفترة المسائية أو بالنسبة للتلاميذ المتمدرسين ،علما أن المنطقة لا يوجد بها أية مؤسسة تربوية و لا حتى ابتدائية مما يستدعي تلاميذ الطور الابتدائي إلى المشي على الأقدام مسافة تتعدى الواحد كيلومتر للوصول إلى المدرسة الابتدائية و هذا بعد الصعوبات التي يمروا بها لاسيما مع كل فصل شتاء حيث يتحملون الظلام و كذا صعوبة السير بالطرقات التي تتحول الى برك من الأوحال فضلا عن صعوبة الالتحاق بمقاعد الدراسة في الأيام الممطرة كون أن المنطقة يمر بها وادي يصعب قطعه بالنسبة لأطفال من 6و7 سنوات فهذا المشكل جعل العديد من هؤلاء البراعم رغم صغرسنهم جد مستائين من الظروف التي هم مجبرين على تحملها، أما بالنسبة لتلاميذ الطورين المتوسط و الثانوي فينتظرون قدوم الحافلة التي وضعتها البلدية في خدمتهم من أجل التوجه نحو مؤسساتهم التربوية و في حال تعطلها لايتمكنون من الالتحاق بمقاعد الدراسة و اعتبروه من أهم المشاكل التي تؤرقهم و التي ينبغي ايجاد حلول عاجلة لها . يأتي هذا دون أن ننسى الإشارة إلى البنايات المشيدة منذ أزيد من ثمانين سنة كما أشار إليه بعض السكان و الذين أكدوا بأنهم ينتظرون تسوية وضعية سكناتهم و منحهم عقود الملكية هذا إضافة إلى انعدام ربط العديد من المساكن بالكهرباء و لم يجدوا أمامهم سوى كوابل قاموا بربطها بصفة عشوائية بالأعمدة الكهربائية لتزويد منازلهم بالإنارة رغم خطورة الوضع خاصة في الأيام الممطرة إلى جانب ذلك نشير إلى أن قرية الشيخ بن خليفة التي يمكن اعتبارها بالدوار تنعدم أيضا للسوق و لمرافق الترفيه ماعدا ملعب و بها مستوصف صغير لايلبي الطلب خاصة و أنه يوجد طبيب واحد يباشر عمله حسبهم مرة كل أسبوع بهذا المرفق الصحي . دعم غابة المسيلة بمرافق سياحية ستنشط القرية و برفع هذه الانشغالات إلى رئيس بلدية بوتليليس أوضح بأن المنطقة استفادت في ظرف سنة من خمسة مشاريع تنموية و التي تتعلق بانجاز دار للشباب و قد تم اختيار الأرضية و المؤسسة التي ستشرف على انجازه بالمنطقة المحاذية للمستوصف قريبا و الذي من شأنه أن يحتوي شباب المنطقة هذا فضلا عن مشروع خاص بدعم القرية بالإنارة العمومية و الذي ترجع أشغاله إلى مؤسسة سونلغاز، و أشار المسؤول إلى أن المنازل المربوطة بكوابل ممتدة من الأعمدة الكهربائية هي منازل فوضوية لأن هذا الأمر لا يطرح ببقية السكنات المتواجدة على مستوى القرية و تطرق إلى مشروع آخر يتعلق بانطلاق الشطر الثاني لربط القرية بقنوات الصرف الصحي من أجل القضاء على البؤر التعفنية التي تشكل نقطة سوداء بالمنطقة و أكد بأن البلدية توفر أربع حافلات من أجل نقل التلاميذ إلى مؤسساتهم التربوية ، و لم ينف المير مشكل غياب وسائل النقل و اهتراء الطرقات الذي عكر صفو حياة المواطنين حيث أفاد بأنهم قاموا في العديد من المرات بمراسلة مديرية الأشغال العمومية من أجل أخذ هذه القرية بعين الاعتبارو دعمها بمشاريع للتهيئة و لكن لحد الآن لم يتخذ أي إجراء في هذا الشأن نفس الأمر بالنسبة لمديرية الري التي أوضح أنها مطالبة بإيجاد حل لمشكل فيضان الوادي المار بالفقرية و الذي حقيقة يشكل عائقا كبيرا أمام المارة و خصوصا التلاميذ الذين يجدون صعوبة كبيرة في قطعه خلال الأيام الممطرة من أجل الالتحاق بمؤسساتهم التربوية ناهيك عن المشروع الذي لا زالوا في انتظاره و الذي يتعلق بربط القرية بشبكات الغاز الطبيعي و من خلالها رفع المعاناة عن المواطنين الذين أرهقتهم قارورات غاز البوتان. ومن جهة أخرى أشار رئيس البلدية إلى أن شباب قرية الشيخ بن خليفة استفادوا مؤخرا من 100 سكن في إطار برنامج السكن الريفي و دعا في سياق آخر السلطات المحلية و مديرية السياحة إلى ضرورة أخذ غابة بوتليليس بعين الاعتبار و دعمها بمشاريع سياحية من شانها أن تنشط المنطقة و تعطيها طابعا خاصا و مداخيل يمكن استغلالها في انجاز مشاريع تنموية ستغير من وجه القرية .