فتحت مصالح الامن تحقيقا حول مصدر عدد من الأدوية المخصصة لمرضى السرطان والتي وقعت بين أيدي مروجي المخدرات الذين استغلوا مفعولها القوي والمخدر لترويجها في أوساط الشباب مقابل مبالغ مالية هامة تصل حدود ال8000 دج لقرص الدواء من نوع ''جيبيتراكس 8 ملغ '' الأقرب في مفعولها لمخدر الهيروين، وقد انطلقت عمليات التحقيق بعد توقيف ثلاثة أفواج بالعاصمة تروج لهذا النوع من الأدوية علما ان العاصمة من بين الولايات التي سجلت بها ندرة في بعض الأدوية الخاصة بمرضى السرطان والمستعملة خصيصا وحصريا بالمستشفيات مما يوحي بتورط مصادر استشفائية في تهريبها. وكشفت التحريات الأولية وعمليات التحقيق التي باشرتها مصالح أمن ولاية الجزائر ومنذ بداية شهر رمضان المبارك إلى استغلال معظم العصابات المختصة في السرقة والاعتداءات وكذا تلك المروجة للمخدرات والحبوب المهلوسة والتي تم توقيف عدد معتبر منها خلال هذا الشهر لمواد طبية وأدوية مخصصة لمرضى السرطان على غرار دواء ''جيبيتراكس 8 ملغ'' و''ريكساتخين'' والتي دخلت قائمة الحبوب المهلوسة نظرا لمفعولها المخدر القوي الذي قد يساوي مفعول الهيروين. وقد توصلت مصالح الامن إلى حجز كميات من عقاقير ''جيبيتراكس 8 ملغ ''و''ريكساتخين'' المستعملة خصيصا من قبل مرضى السرطان في مراحله المتقدمة ويشير مصدر امني من المقاطعة الوسطى للشرطة القضائية إلى ان هذا الدواء لا يقدم سوى بالمستشفيات لتسكين آلام المرضى وفي حالات قليلة في شكل وصفة يتم صرفها بالصيدليات وهو ما دفع بالمصالح الأمنية إلى فتح تحقيق لمعرفة كيفية وصول مروجي المخدرات والشباب المتعاطي لهذه الأدوية خاصة بعد تفكيك ثلاثة أفواج بالعاصمة تحوز على كميات هامة من هذا الدواء وتختص في ترويجه في شكل مخدرات. ويجهل لحد الآن مصدر هذه الأدوية التي فتح بشأنها تحقيق معمق ومتواصل خاصة بعد ترجيح فرضية التهريب من المستشفيات التي يكون بعض العاملين بها وراء ترويجها وبيعها لعصابات المتاجرة بالمخدرات متسببين في إحداث ندرة حادة في الأدوية الموجهة لمرضى السرطان والتي سجلت في العديد من ولايات الوطن في الأسابيع الماضية و تناولتها الصحافة الوطنية على الرغم من تفنيدات وزارة الصحة بعدم وجود ندرة في هذه الأدوية وتوفرها لدى الصيدلية المركزية وحتى بالمستشفيات وهو ما كشفت عنه لجنة تحقيق وزارية. ويتراوح سعر قرص ''جيبيتراكس 8 ملغ'' و''ريكساتخين'' ما بين 4000 و8000 دج للقرص الواحد وهي اقرب في مفعولها إلى الهيروين ذي التأثير العقلي القوي علما أن الدواء يعد من أقوى المسكنات للألم إلى درجة التخدير وهو ما جعل استعماله محدودا جدا بحيث لا يقدم إلا على مستوى المستشفيات كما ان استغلاله التجاري من قبل الصيدليات يعد جد ضعيف لعلمهم باستعمالاته واستغلاله لأغراض أخرى كما ان الإفراط في أخذ الجرعات اللازمة قد تكون لها نتائج سلبية تؤدي إلى الموت. ولا تستبعد مصالح الأمن تسبب مروجي المخدرات والمتواطئين معهم من داخل المستشفيات في إحداث الأزمة والندرة المسجلة في عدد من الأدوية الموجهة لمرضى السرطان، علما أن اكبر كمية من هذا الدواء المستغل في شكل مخدرات عقلية تم حجزه بأحياء سوسطارة، ذبيح شريف والكاديكس بالعاصمة كما تم توقيف شخصين متورطين ومختصين في ترويج المخدرات والمؤثرات العقلية وتحديدا هذا النوع من الأدوية مع حجز كميات كبيرة منها إلى جانب أنوع أخرى من الأقراص المهلوسة. ويشير مصدرنا إلى ان الإمساك عن تعاطي المخدرات طوال يوم الصيام دفع بالمستهلكين من أفراد وعصابات إلى استهلاك كميات مضاعفة خلال ساعات الإفطار الليلية بالإضافة إلى لجوئهم لنوعيات ذات تركيب قوي يستمر مفعولها إلى غاية اليوم الموالي على غرار دواء ''جيبيتراكس 8 ملغ ''، كما ان تشديد الخناق على المروجين أدى إلى اللجوء إلى استهلاك الأدوية والمسكنات القوية التي عوضت القنب الهندي والمخدرات الصلبة والقوية كالكوكايين والهيروين.