شهد سوق عملة الأورو مؤخرا ارتفاعا كبيرا في قيم البيع والشراء مقارنة مع ما كان عليه سابقا إذ قفزت قيمة شراء 100 أورو من 12500 دينار منذ فترة لا تزيد عن شهر واحد إلى 12850 حتى 12900 دينار فيما تجاوزت قيمة البيع، 12950 حتى 13000 دينار وهي عتبة لم يسبق أن وصلت لها قيمة بيع هذه العملة منذ مدة رغم ما يعرفه سوق هذه العملة من تغيرات وتذبذب دائم في قيم البيع والشراء وهذا لتأثره بعدة عوامل خارجية وداخلية كون الأورو من أكثر العملات أهمية في التعاملات التجارية سواء داخل السوق المحلية أو حتى الخارجية فيما يخص تعاملات المستوردين والمصدرين الذين يحتاجون إلى قيم كبيرة منها لإجراء تعاملاتهم التجارية فمن منطلق هذه الأهمية والتعامل الدائم بهذه العملة تعتبر هذه الاخيرة من أكثر العملات تأثرا بعامل العرض والطلب الذي فسر به المختصون والتجار الزيادة الاخيرة التي عرفها الأورو إذ أن زيادة الطلب على هذه العملة في الفترة الاخيرة رفع من قيمتها بالسوق ويعود ذلك الى حلول موسم الحج الذي يضطر فيه الحجاج الى شراء قيم كبيرة من هذه العملة لأخذها معهم باعتبارها العملة الأكثر استعمالا في التجارة هناك اضافة الى الريال السعودي لذا فإن الاقبال الكبير على شراء قيم كبيرة منها مقابل استقرار حجم العرض باعتبار أن السوق ليس في استطاعته أن يمول بقيم إضافية مع تسجيل زيادة في الطلب إنما العرض يبقى نفسه في الغالب ذلك أن التجار يجرون عمليات الشراء إما مع تجار العملة الذين غالبا ما ينتظرون حصول ارتفاع السوق الموازية هي السيدة في الأسعار لتسويق ما لديهم من قيم وبالتالي فإنهم يبيعون بأسعار السوق المرتفعة في هذه الفترة وهو ما لا يساهم في خفض الأسعار أو بالشراء من طرف أصحاب الرواتب والمنح بالعملة الصعبة كالمجندون سابقا في حرب الهند الصينية أو المتحصلون على تقاعد من دول أجنبية وهؤلاء عددهم ثابت ولا يزيد مع الحاجة لتمويل السوق بقيم أكبر لضمان استقرار السوق ومن تم فإن سوق الأورو يتأثر بزيادة الطلب مقابل استقرار في العرض فالمتغير الرئيسي في هذه الحالة هو زيادة الطلب وهو ما يجعل هذا السوق يعرف في كل مرة تذبذبا في أسعار البيع والشراء فمنذ فترة لا تزيد عن الشهر عرف زيادة تقدر ب400 دينار في كل 100 أورو والأكثر من ذلك أن هذه الزيادة مرشحة للإرتفاع مع استمرار تزايد الطلب على هذه العملة بالسوق خاصة وأن رحلات الحج ستنطلق خلال النصف الثاني من الشهر الجاري فإذا كان كل حاج يحتاج لما بين 800 و2000 أورو ليأخذها معه إلى البقاع المقدسة كمعدل متوسط فقط ونحن نعلم بأن أكثر من 7 آلاف حاج مسجل بولاية وهران فمن تم فإن الطلب سيكون كبيرا لشراء هذه العملة مقارنة بالعرض المسجل لبيعها لاسيما وأن الحصول على تأشيرة الحج لا يمنح للحاج سوى رخصة صرف قيمة غير كافية من الأورو بالبنوك فالجميع بحاجة إلى القيمة بقيم أخرى من السوق الموازية ولكن بأسعار البيع والشراء التي يتعامل بها هذا السوق وبالتالي فإن خضوع تجارة عملة الأورو لتعاملات السوق الموازية مع ما تعرفه من فوضى وعدم تنظيم وانعدام الرقابة يفتح المجال لعدم وجود حدود أو ضوابط لارتفاع قيمة هذه العملة. تفضيل الأورو على الريال وبما أن الإقبال يسجل أساسا على هذه العملة فإن عملة الريال السعودي ورغم صلاحيتها بالدرجة الأولى لإجراء العمليات التجارية بالبقاع المقدسة بالنسبة للحجاج إلا أنها لم تتأثر بنفس درجة تأثر عملة الأورو فرغم أنها هي الأخرى عرفت ارتفاعا في أسعار بيعها وشرائها إلا أن هذا الارتفاع لم يكن كبيرا إذ أن أسعار بيع 100 ريال سعودي بالسوق الموازي تقدر حاليا ب2500 دينار فيما كانت في فترة ليست بالبعيدة تباع بنحو 2450 دينار حسبما صرح به لنا بعض تجار العملة بسوق المدينةالجديدة وقد فسروا لنا ذلك بعدم وجود إقبال كبير لشراء الريال السعودي مقارنة بالاقبال على شراء عملة الأورو ويعود ذلك لكون التعامل بالريال يتطلب أخذ قيم كبيرة مقارنة بالأورو إذ أن قيمة شراء 500 ريال تصل نفس قيمة شراء نحو 100 أورو وبالتالي يفضل الأغلبية التعامل بالأورو وتأجيل عملية صرفها للريال إلى غاية الوصول إلى البقاع المقدسة. للأوراق المزورة يد من جهة أخرى تحدث لنا تجار العملة ممن حاورناهم بسوق المدينةالجديدة عن انتشار حالات التزوير في الاوراق النقدية ما يجعل هذا السوق عرضة للخطر وتحمل الخسارة أحيانا من طرف التجار العاملين به لاسيما مع إتقان المزورون لعمليات التزوير إذ يتطلب لكشفها أن يكون التاجر على دراية كافية بتقنيات وطرق كشف التزوير وإلا وقع ضحية شراء أوراق نقدية مزورة ومن تم فإن نسبة من العرض المتوفر من هذه العملة بالسوق يمثل أحيانا عرض غير قابل للتسويق لأنه مزور ومن تم فإن هذا يقلص من حجم العرض المتوفر ومن تم زيادة الأسعار. للإشارة فإن سوق العملة من أكثر الاسواق التي لا تعرف أبدا استقرارا في أسعارها وخاصة فيما يخص عملة الأورو كما أن وصولها لهذا المستوى فيما يخص قيم بيعها مرده زيادة الطلب.