بعد الزيارة الأخيرة لوزيرة الثقافة السيدة نادية لعبيدي إلى وهران،ودعوتها مسؤولي الولاية إلى ضرورة تثمين وترميم شتى المعالم الأثرية التي تزخر بها المدينة،ولاسيما تلك التي تم تشييدها منذ قرون خلت،على غرار السيدة العذراء وكذا كنيسة "سانتا كروز"،قامت السلطات المحلية الوصية،بتخصيص ميزانية معتبرة قدرها 20 مليون دج لإعادة الاعتبار لكنيسة "سانتا كروز" بأعالي جبل مرجاجو،علما أن هذا الدعم المادي يعتبر كمساهمة من ميزانية الولاية في عملية ترميم هذا الصرح الأثري. ويعود تاريخ تشيد كنيسة "سانتا كروز" المصنفة منذ 1956 إلى عام 1850 بعد عدوى الكوليرا التي انتشرت بالمنطقة في 1849 حسب ما تذكره بعض المراجع التاريخية. ويجذب هذا الصرح المعماري الضخم المعروف باسم "عذراء وهران" و"السيدة المقدسة" منذ افتتاحه أكثر من قرن ونصف العديد من السياح المحليين القادمين من مختلف ولايات الوطن والأجانب و المختصين في التراث والتاريخ. وما تجدر الإشارة إلى أن الكثير من الزائرين يبدون انبهارهم بروعة المكان،حيث تجد العديد منهم لا يتوقف عن التقاط الصور التذكارية في أرجاء المكان. خصوصا وأنها تقع في مكان استيراتيجي وخلاب. وتحرص السلطات المحلية،على الاعتناء بالقلعة وحتى الكنيسة،باعتبارها أداة جذب سياحي، حيث قال مسؤول بمديرية الثقافة بالمحافظة إن هذه المعالم الأثرية تعد من بين الشواهد التي تولي السلطات المحلية أهمية قصوى،في انتظار ترميمها بطريقة فنية تحافظ على خصوصيتها العمرانية". ومن المؤكد أن أشغال الترميم التي تشهدها الولاية،ستسمح من جانب آخر في تنشيط الشق السياحي، باعتباره يعد إحدى أهم الموارد التي يجب الاعتماد عليها،لتنويع المداخيل العمومية،لاسيما في ظل الاعتماد المفرط على المحروقات،لهذا فإن ترميم هذه الشواهد الضخمة،والتي من بينها قصر الباي،جامع الباشا،مسجد الإمام الهواري الذي تقدمت به الأشغال بنسبة كبيرة،وحتى قصر الثقافة بساحة خنق النطاح...إلخ،وحتى باقي المعالم الأخرى التي تنتظر أن ينفض عنها غبار الإهمال والنسيان،سيجعل من ولاية وهران مقصدا سياحيا كبيرا في السنوات المقبلة،لاسيما وأنها باتت تشهد توسعا عمرانيا كبيرا بفضل جهود الدولة الضخمة من أجل تحديث وتطوير هذه الحاضرة المتوسطية الواعدة. لكن يبقى فقط أن نشير في الأخير إلى ضرورة احترام آجال الترميم وأن تكون عملية رد الاعتبار ذات مقاييس دولية وعالية الجودة حتى لا نبقى ندور في عجلة مفرغة ونهدر المال العام في مشاريع خاسرة وغير مجدية.