يوسف جباري ساعدني على الاحتراف فخور بما تقدمه الجمعية هذا الموسم تدهور نتائج نصر السانية تعود للتسيير العشوائي هو واحد من ذلك الجيل الذهبي لفريق المدينة الجديدة جمعية وهران في الثمانينات، حيث لا يزال أنصار لازمو من عاصروا تلك الفترة يتذكرون ، القلب النابض لفريقهم ابن السانية هواري بلخطوات الذي فتح قلبه لجريدة الجمهورية ، وعاد إلى انطلاقته مع فريق نصر السانية قبل أن يتحول للجمعية سنة 1982 ، كاشفا عن الأسباب الحقيقة لإخفاق الغزلان في تحقيق لقب البطولة عام 1989 ، معرجا على تجربته مع المنتخب الوطني واحترافه في الرجاء البيضاوي المغربي ، كل هذا جاء خلال لقائنا معه بملعب شوبو. أين هو متواجد هواري بلخطوات حاليا؟ الآن أشغل منصب اطار بمديرية الرياضة لوهران ، في نفس الوقت أشرف على تدريب الفئات الصغرى لفريق اتحاد السانية ، أما باقي وقتي أقضيه مع أفراد عائلتي الصغيرة المتكونة من 3 أولاد ،بطبيعة الحال دون نسيان والدتهم... (يضحك). متى كانت بدايتك مع كرة القدم ؟ الانطلاقة كانت من نصر السانية في نهاية السبعينيات ، مع الأكابر رغم أني حينها كنت في صنف الأشبال ، ومن اكتشفني هو المدرب الحالي للنصر محمد لحمر . لكنك في 1982 تحولت لجمعية وهران؟ لازمو أنداك كانت تملك أرمادة من اللاعبين على غرار ، حميدة تاسفاوت ، لفجع، الحارس أمتير و قمري رضوان اختياري للجمعية عن باقي الفرق جاء نظرا للصداقة التي كانت تربطني ، بمقني فيصل و شلابي ، حيث كنا لا نفارق بعضنا ، في معسكرات المنتخب الولائي التي كانت تقام في تلك الحقبة ، من أجل انتقاء لاعبي مختلف فئات المنتخب الوطني. ما الذي حال دون تحقيقكم أي لقب للجمعية؟ ربما خاننا الحظ و التوفيق ، خاصة في نهائي كأس الجمهورية ، الأولى ضد اتحاد الجزائر في 1981 بسيدي بلعباس عادت الغلبة للاتحاد بهدفين لواحد ،بعد الوقت الإضافي ، و الثانية انهزمنا 4 مقابل 3 أمام مولودية الجزائر سنة 1983 في لقاء هيستيري ، يبقى الأحسن في تاريخ نهائيات كأس الجمهورية ، و الفضل كل الفضل لما وصلته الجمعية في الثمانينيات يعود للمدربين القديرين قدور بخلوفي و بن دوخة ، دون نسيان دور مشرف الفئات الصغرى ، حبيب يوسف. وماذا عن لقب البطولة 1989 ؟ ذلك الموسم مصيرنا كان بأيدينا ، الإدارة لم تحسن التصرف حينها ، ضيعنا البطولة عندما رفضت الإدارة التنقل برا لمواجهة شبيبة قسنطينة ، بعد اضراب الخطوط الجوية الجزائرية ، أضف إلى ذلك تضيع الفوز هنا بوهران ضد شبيبة تيارت ،اللقاء الأخير كان أمام البطل "الموك" في ملعب الشهيد حملاوي ، كل الظروف كانت ضدنا والكرة ابتسمت للفريق الخصم وانهزمنا بنتيجة هدف لصفر ، و يجب أن نشير لنقطة مهمة. وماهي؟ في زماننا التحفيزات كانت منعدمة ، حيث كنا نتلقى مبلغ 200 دج نظير الفوز في وهران و مبلغ 300 دج خارج الديار، لا مجال للمقارنة في ذلك الوقت و الآن ، أينما صارت منح الفوز تصل إلى حدود 20 مليون سنتيم . لماذا لم تحترف مبكرا ؟ تلقيت العديد من العروض ، أبرزها من فرنسا ، ميلوز ، ماتز وليون ، لكن قوانين الفاف في تلك الفترة كانت لا تسمح باحتراف اللاعبين الذين لم يتمموا ال27 سنة ، حينها سني كان لا يتعدى ال19 سنة ، في 1989 وصلني عرض للعب في الصفاقسي التونسي ،لكن إدارة الجمعية رفضت تسريحي برغم من العرض المغري الذي قدمه الأشقاء التونسيين ، بعدها اتفقت مع أهلي جدة السعودي على كل شيء حتى أتقمص ألوانهم ، لكن للأسف ظروف حرب الخليج وقفت عائقا في طريقي. لتختار بعدها الرجاء البيضاوي المغربي ،أليس كذلك ؟ نعم لكن ، لكن قبلها توقفت عن اللعب مدة سنة بعد أن رفض مسيرو لازمو تسريحي، صراحة رغبتهم في بقائي معهم كانت كبيرة ، لكني كنت مصرا على تجريب حظي خارج الوطن . وهل تقبل مسيرو لازمو قرار مغادرتك للرجاء؟ لم يتقبلوه إطلاقا ، لكن رئيس مولودية وهران السابق يوسف جباري ، تدخل وساعدني في جلب وثائق تسريحي . كيف تقيم تجربتك مع الرجاء؟ تجربة رائعة دامت سنتين من 1992 إلى 1994 ، الدوري المغربي كان قويا أنداك ، حتى المنتخب المغربي المشارك في مونديال 1994 بالولايات المتحدة ، كان مكونا من العديد من اللاعبين المحليين ، في تلك الحقبة الرجاء كان فريقا محترفا ، وما حققه في مونديال الأندية ما قبل الماضي ليس بالغريب عليه لأنه جاء لعمل سنوات طوال. متى كان لك أول استدعاء للمنتخب الوطني ؟ كنت دائم الحضور مع المنتخب الوطني منذ 1984 ، حيث شاركت في الألعاب العربية التي أقيمت بالمغرب عام 1985 لكنني كنت أجد صعوبة في فرض نفسي ، في ظل وجود نجوم مثل فرقاني و قاسي سعيد و بلومي . هل صحيح أنك حرمت من المشاركة في كأس أمم افريقيا 1990 ؟ حضرت مع المنتخب الوطني في جل التربصات ، المرحوم كرمالي كان معجب بإمكانياتي ، لكن للأسف خلافي مع ادارة جمعية وهران حال دون مشاركتي في "كان" 1990 ، بعد أن راسلوا الاتحادية وأعلموها بأنني لا أشارك مع الفريق ، كاحتجاج مني عن عدم تسريحي للاحتراف ، لكني راض عن ما قدمته رفقة الخضر كنت حاضرا في لقائي الذهاب و الإياب في الكأس الأفرو أسياوية ، حيث يعد اللقب الوحيد في خزائن الكرة الجزائرية من هذا النوع. ما هو تقييمك للخضر في "الكان" الأخير؟ ظن الجميع أن كأس افريقيا سهلة المنال ، لكن في الواقع هذا خطأ ، فكل منافسة و لها معطياتها و ظروفها ، على العموم المشاركة متوسطة ، كما لا يجب أن نحمل المنتخب الوطني فوق طاقته ّ، فابراهيمي ، فيغولي أو غيرهم من اللاعبين لا يتحملون أعباء الكرة الجزائرية بمفردهم ، ومع غوركوف أو غيره سنواجه نفس العوائق ، في ظل المرض الذي تعاني منه الكرة المحلية بتحديد ، لا يمكن وضع تقييم منطقي ، سواء في انتصارات أو نكسات المنتخب . هل من توضيح أكثر ؟ المنتخب الوطني مشكل بنسبة كبيرة من اللاعبين المحترفين في أوروبا ، بطبع لست ضد تمثيلهم للتشكيلة الوطنية ، لأنهم في الأول و الأخير هم أبناء الجزائر ، كما أنه لا يمكن رفض لاعبين ينشطون في أقوى و أعرق الفرق الأوروبية و حمدا لله أننا وجدناهم في هذا الظرف ، لكن السؤال المطروح ، ماذا كونا نحن للمنتخب ؟ صار من الضروري الآن ، انشاء مراكز التكوين و العمل على المدى البعيد ، و التوقف عن سياسة البريكولاج ، وعلى اللاعب المحلي التحلي بروح المسؤولية و الدفاع عن مكانته في المنتخب الوطني ، و العمل من أجل الاحتراف في أوروبا الذي يعود عليه وعلى المنتخب بالفائدة. فريقك السابق جمعية وهران يؤدي في موسم رائع ، ما قولك ؟ رغم أنني بعيد عن جمعية وهران ، لكنها تبقى في القلب أتمنى لهم المواصلة على هذا المنوال ، و تسيير مباراة بمباراة فيما تبقى من عمر البطولة ،لاحتلال أحد المراتب المشرفة ، ولما لا الذهاب بعيدا في منافسة كأس الجمهورية ، وتحقيق ما لم يقدر عليه جيلنا. وماذا عن نصر السانية ؟ أتأسف كثيرا لوضعه الآني ، حيث بات يقبع مع أصحاب المؤخرة في بطولة القسم الجهوي الأول ، ما لا يليق بتاريخه وعراقته ، كل شيء متوفر في السانية ، الامكانيات البشرية والمادية موجودة ، الملعب موجود ، لكن التسيير العشوائي عصف بالفريق والمسؤولية يتحملها الجميع ، سواء نحن كقدامى لاعبين ، مسيرين و كل أسرة الفريق ، ان شاء الله يخرج نصر السانية من أزمته بسلام ويتفادى السقوط. حادثة طريفة وقعت لك في لقاء من مباريات البطولة ، بملعب الحبيب بوعقل لا أتذكر مع من بالضبط ، المهم لما دخلنا إلى أرضية الميدان في الشوط الثاني وجدت زميلي بوحة شيخ الذي أحييه بالمناسبة ،يبحث عن شيء ما في الأرض فسألته عن ما تبحث ، فقال لي طاقم أسنانه سقط مني (يضحك) ، فتركنا المباراة و رحنا نبحث عن الطاقم أنا و بوحة ، كانت أيام لا تنسى طيلة مشواري مع جمعية وهران ، كنا بمثابة العائلة الواحدة. كلمة أخيرة ؟ أتمنى كل الخير لشعب الجزائري عامة ، و الرياضيين خاصة ، مثلما أتمنى الشفاء للأخ و الصديق المدرب القدير نجيب مجاج ، أوجه تحياتي للوالدين ربي "يطول" في عمرهما ، وشكرا لجريدة الجمهورية المحترمة على هذه الالتفاتة الطيبة ، والمزيد من النجاح و التوفيق انشاء الله.