انعدام المقر جعل " ملائكة الخشبة " يتدربون في الشارع أكد الكاتب المسرحي والممثل الصاعد " محمد بلكروي "أن تتويجهم بالجوائز الثلاث بمسرح النخلة بأدرار كان مستحقا بعد الجهد الكبير الذي بذلوه من أجل تقديم عرض احترافي ،كما أشار في الحوار الذي خص به جريدة الجمهورية أن فرقة "ملائكة الخشبة " تعاني من انعدام المقر خصوصا أن الممثلين يقومون بالتدريبات في الشارع ،كما قال " بلكروي " إنه يعكف على كتابة نص مسرحي جديد مستوحى من الواقع المعاش،إضافة إلى تصريحات أخرى تتابعونها في الحوار التالي : _ في البداية ما تعليقك حول التتويج الذي حظيتم به خلال الأيام الوطنية لمسرح النخلة الذي احتضنته أدرار مؤخرا و افتكاكم لثلاث جوائز مستحقة ؟ في الحقيقة شعورنا بالتتويج لا يوصف ،نحن جد سعداء بالجوائز التي فزنا بها رغم المنافسة القوية التي فرضتها الفرق المسرحية الأخرى، والحمد لله الفوز كان من نصيبنا تماما مثلما توقعناه ، لأننا عملنا بجهد كبير وراعينا مقاييس الاحترافية في الأداء والإخراج،حتى نقدم عرضا ناجحا ونقنع لجنة التحكيم وكذا الجمهور الأدراري الذي كان حاضرا بقوة ،وأكثر ما أسعدنا هو أننا مثلنا وهران أحسن تمثيل ورفعنا راية المسرح عاليا حتى نثبت أن الفن الرابع بمدينتنا لا يزال في أوجه بفضل مواهب شابة تملك من الطموح والإبداع ما يجعلها تتميز عن غيرها من المواهب الأخرى،مع العلم أننا توجبنا بالجائزة الثانية في مسرح الهواة بمستغانم العام الماضي دائما بمسرحية " الوحل " ، وبالمناسبة أشكر مخرجنا يوسف قواسمي الذي شجعنا وزرع الثقة في نفوسنا حتى نفتك هذه الجوائز دون أن أنسى أصدقائي الممثلين وهم ملاح محمد أمين،بن عبد الله يحيى ،بلحاج حسين، بلحاج نصر الدين، وفارس عبد الكريم، كما أشكر بالمناسبة رئيس الجمعية الثقافية " إكرام للفن والمسرح " لوهران زوبير بلحور الذي ساعدنا كثيرا واشكر أيضا مديرة دار الثقافة " بختة " التي ساعدتنا ماديا ومعنويا . _كيف ولجت عالم المسرح وما كان موقف والدك الكاتب المسرحي " عبد القادر بلكروي " من ذلك ؟ صراحة كنت أعشق المسرح منذ طفولتي،ورغم أن والدي مختص في المجال الاحترافي إلا أنه رفض في البداية دخولي هذا الفضاء وطلب مني التوجه نحو اهتمامات أخرى ، لكن حبي للخشبة كان أكبر من ذلك بكثير،حيث بدأت مشواري الفني عام 2010 مع الجمعية الثقافية " إبداع الجزائر "بوهران في مسرحية " هاري فاري والألوان " التي كتبها والدي " عبد القادر بلكروي" ،ففي الأول كنت أعمل في مجال الديكور والأمور التقنية ،إلى غاية أن طلب مني رئيس الجمعية "أمين ميسوم "،المشاركة في العرض كممثل وليس كتقني وذلك بعد أن اعتذر ممثلين اثنين عن السفر إلى ولاية " تيزي وزو" قصد المشاركة في الأسبوع الثقافي ،وبطبيعة الحال تفاجأت لكنني في نفس الوقت فرحت كثيرا ، لأن حلمي أخيرا سيتحقق ،وهكذا بعد اختياري ذهبت إلى المنزل وبدأت في قراءة النص لأجسد ثلاث شخصيات " فاري " ،" البرتقالة "، و" الشجرة " ،ولا أخفيكم علما أن اعتلائي الركح سبب لي الكثير من التوتر والقلق لدرجة أنني أردت التوقف أمام الجمهور والاعتذار ، لكنني بعدها أكملت والحمد لله نجحت في تجسيد الشخصيات،وهكذا بدأت مسيرتي الفنية بكثير من الأمل والتفاؤل،وفي سنة 2012 كتبت أول نص لي وهو " الوحل " وقررت تكوين فرقة " ملائكة الخشبة "فطلبت من والدي مساعدتي في اختيار الممثلين وبالفعل اتصلت بهم وكلهم مسرحيين محترفين نجحوا في تعزيز أهدافنا وبرامجنا ،ومنذ سنة 2013 ونحن نعمل معا كإخوة وأصدقاء في السراء والضراء ،كما أننا نتشاور في جل الأمور لاسيما النصوص التي نقدمها على غرار نص " الوحل "الذي اعتبره عملا جماعيا وليس عملي لوحدي . _ لما اخترت اسم " ملائكة الخشبة " ؟ وما الذي تقصده من خلال هذه التسمية ؟ اسم " ملائكة الخشبة " اخترته نظرا للواقع المر الذي بات يعيشه المسرح في وهران ،حيث أن الشباب لا يجدوا فضاءات من أجل التمرن وتقديم عروض مسرحية ،كما أنه ببلادنا كل من هب ودب أصبح يعتلي الخشبة ويسمي نفسه مسرحيا ،والأسوأ من ذلك أن هناك عروض تفتقد للجودة والنوعية ،كما أن مواضيعها غير محترمة،وأنا شخصيا ضد هذه الأعمال لأن مسرح وهران عرف بعراقته واحترافيته منذ القدم و لابد من تمثيله أحسن تمثيل .
_ما هي المشاكل و المعوقات التي تعاني منها فرقة " ملائكة الخشبة" ؟
المشاكل كثيرة ومتعددة أهمها افتقارنا لمقر نتدرب فيه ونلتقي فيه كمسرحيين ،فلا أخفيكم علما أننا نتدرب في الشارع تحت المطر،مثلما حدث معنا في مسرحية " الوحل "التي تمرنا على مشاهدها بالقرب من الملعب المجاور للمسرح الهواء الطلق ،لذلك نحن نطالب السلطات المعنية بتوفير مقر يقينا برودة الطقس وحرارة الشمس. _ ما هو الجديد الفني الذي تعكف على تحضيره الفرقة بعد مسرحية " الوحل "،وهل هناك مشاركات في المستقبل ؟ في الحقيقة حاليا أنا بصدد كتابة نص مسرحي جديد مستوحى من الواقع ،خصوصا أن فرقة " ملائكة الخشبة " تهتم دوما باقتناء المواضيع الراهنة التي تتعلق بالشباب بالدرجة الأولى والمشاكل التي يعيشونها في المجتمع سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية،فالواقع يعد ملهمنا في اقتناء النصوص وكتابتها،كما أنه مادة خامة أساسية في عروضنا والجمهور يحب الأمور الواقعية والراهنة ،إضافة إلى هذا نحن نستعد للمشاركة في مدينة تندوف وأيضا تمنراست .