فكرة استهلاك كلّ ما هو جزائري لا يجبّ أن تكون رهينة ظرف معيّن ، ولا حملة تبدأ وتنتهي بمهرجان يحضره المختصون في التذوّق ، إنّما هي في واقع الأمر تعبّر عن موقف ينمّ عن حبّ الوطن وبالتالي تفضيل كلّ ما هو محلّي من مأكل وملبس وتجهيزات ومعدات ووسائل ... هذا الميل إلى اقتناء كلّ ما هو مصنوع ومنتوج ببلادنا ليس تعصّبا ولا تطرّفاً بقدر ما هو اعتراف ضمني بقدرة بلادنا على إنتاج سلع وبضائع لها من الجودة والنوعية ما يسمح بمنافسة أقوى المنتوجات التي غزت أسواقنا بشكل فوضوي نظرا لتهافت المواطن عليها بوعي أو بدونه. والواقع أن استهلاك كلّ ما هو محلي له فوائد لا تحصى ولا تعدّ ، منها أن الجزائري يكون أمام مواد معلومة في مصدرها ومكوّناتها ، وموطنها وأصحابها ... فيما لا يمكن له في الكثير من الأحيان الاطلاع على هذه المعلومات والمكوّنات التي قد تكون مغلوطة لأن أصحابها لا يهدفون إلا لشيء واحد وهو التخلّص إلى هذه القاعدة السلبية نجد أن خبر الجزائري كان يطهى بالمنزل وخضره وفواكهه كانت تأتي نيّئة مباشرة من الحقل وثيابه تصنع عند خياط الحيّ وهذا ما كان يصنع فرحته فترى النور على وجهه والأمال تحذوه في أن يحضّر بنفسه ما يستعمل وما يستهلك. واليوم يتعيّن العودة الى هذه التقاليد النبيلة التي تغنينا عن استيراد آلاف الأطنان وتحفظ صحّتنا ومستقبل بلادنا لأن الاقتصاد المتين لا يدرك الا بتوفير ما نستهلك وما نستعمل بالسواعد المحلية لا بالبواخر وعبر الموانئ. وفي هذه الحالة نكون أمام إفلاس وشيك عواقبه معروفة ووخيمة . إذن التحدّي مفروض ويتعين علينا رفعه ما دمنا في بلد متعوّد على المعجزات