انتشرت مؤخرا في العديد من الأسواق الشعبية طاولات بيع فاكهة “الكيوي”، و«الأناناس” بشكل لافت للانتباه ما يدل أن الفاكهتين تحظيان باستهلاك معتبر جعل تجار الفواكه يحرصون على توفيرها. لطالما كان الإقبال على فاكهتي الكيوي والأناناس حكرا على طبقة معينة، وكانت تباع في أكبر المحلات بثمن باهظ وتغيب عن جل الأسواق الشعبية، إلا أنها أصبحت متوفرة للجميع بعد الإنخفاض المحسوس في أسعارها مما يمكن المواطن من تذوق هاتين الفاكهتين. وفي هذا الصدد تقول فاطمة: “لا أكذب عليكم، لم أذق فاكهة الكيوي منذ أن كنت صغيرة، لدرجة أنني لم أعرف حتى شكلها إلا مؤخرا”، والأمر نفسه بالنسبة لبعض من التقينا بهم بالسوق الشعبية لعين النعجة، حيث أكدوا أن فاكهة الكيوي جديدة بالنسبة لهم، فمنهم من لم يسبق له رؤيتها من قبل، محمد أحد من التقينا بهم عند طاولات بيع الفواكه، يقول أنه قدم خصيصا لشراء حبات من فاكهة “الكيوي” ليجرب هذه الفاكهة التي صارت منتشرة بكثرة بعد أن كان لا يسمع إلا اسمها، أما نوال فقالت أن الفاكهة ليست بالجديدة عنها فقد سبق وأن تناولتها في العديد من المرات، ولكنها لا تعجبها كثيرا مما جعلها تمتنع عن شرائها رغم أن سعرها انخفض كثيرا مقارنة بما كان عليه من قبل. أما عن الأسعار فيقول أحد باعة الفواكه أنها تختلف من مكان إلى آخر، ففي الوقت الذي تبلغ فيه ب30 دينارا للحبة الواحدة في بعض الأسواق الشعبية، تتجاوز 50 دينارا في أماكن أخرى، كما أنها تعرض بسعر 100 دينار لأربع حبات في بعض الأسواق الشعبية بالقبة، أما بالنسبة للأناناس فسعره لا يقل عن 250 دينار للكيلوغرام الواحد ما زاد من إقبال المواطنين عليه. هذا وأكد بعض المواطنين أن استهلاك الفاكهتين لم يكن متاحا في وقت ليس ببعيد، ولكن انخفاض الأسعار مكنهم من استهلاكها بالنظر إلى القيمة الغذائية التي تحتويها كل منهما، تقول إحدى السيدات: “لقد كان الكيوي يستهلك بطريقة مصبّرة، حيث يباع في علب ذات مدة صلاحية محدودة، وكنا نجده خاصة عند صناع الحلويات، أين يستخدم في تزيين الطورطات، والأمر نفسه بالنسبة لفاكهة الأناناس، إلا أن انخفاض الأسعار مكّن من استهلاكها طازجة”. هذا وعبر بعض المواطنين عن استيائهم من نوعية بعض الفواكه التي يقتنونها، حيث تؤكد نصيرة أنها امتنعت عن شراء الكيوي رغم أن أهل بيتها يحبون أكله، لكنها تتفاجأ في كل مرة أن أغلب الحبات غير ناضجة بما فيه الكفاية، وإذا كانت نصيرة تحب فاكهة الكيوي فآخرون يؤكدون أن طعمه غريب وغير مستحب كثيرا، في حين يجهل آخرون طريقة إستهلاكه، تقول جهيدة: “جربت أكل الكيوي، ولكنه لا يعجبني، بل لا أطيق حتى طعمه اللاذع، أما عن الأناناس الطازجة فأنا أجهل طريقة استهلاكها”. وعن الانتشار الكبير لفاكهتي الكيوي والأناناس، فقد أكد أغلب الباعة أنهم يشترونها من أسواق الجملة بسعر لا يتجاوز 20 دينارا للحبة، حيث يقوم التجار باستيرادها من الدول التي لها مناخ يسمح بإنتاج هاتين الفاكهتين،ورغم أن بلادنا تتوفر على ما لذ وطاب من الفواكه سواء ذات الإنتاج المحلي أو المستوردة، إلا أن استهلاك المواطن للفواكه لايزال قليلا أمام ارتفاع الأسعار. كانت هذه آراء الكثيرين، منهم مروان، الذي ضحك مستهزئا عند سؤالنا له عن استهلاكه لفاكهة الكيوي، حيث قال أن الفاكهة لاتزال غائبة عن موائد الكثير من المواطنين بسبب ارتفاع أسعارها، وضرب مثلا عن فاكهة البرتقال معلقا: “إن بلدنا معروف بإنتاج الحمضيات بما فيها البرتقال، ولكن أسعار النوعية الجيدة منه مرتفعة، فإذا لم نستهلك ما ننتجه محليا فكيف تريدون أن نستهلك المستورد؟”.