أكد مدير المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران غوثي عزري في تصريح للجمهورية أنه يوجد بعض المشاريع المتعلقة بتنظيم عدد من المهرجانات الفنية خاصة فيما يتعلق بالمسرح وذلك بهدف تغطية النقص المسجل بعد أن اختفى مهرجان الفيلم القصير وتظاهرة المسرح السياحي، إضافة إلى مهرجان الراي الذي انتقل إلى سيدي بلعباس وهو ما جعل وهران مجرّدة من هذه التظاهرات التي من المفترض أن تكون مكثّفة بعاصمة الغرب الجزائري لكنها هجرتها لأسباب معينة. وقد أبدى ذات المتحدث استياءه لانعدام مهرجان خاص بالمسرح مؤكدا أن هذه القرارات ليست محلية بل وطنية، ولحد الآن لم تتجسد هذه المشاريع على أرض الواقع، مما يجعل السؤال مطروحا بالدرجة الأولى على الجهات المسؤولة بوزارة الثقافة، ورغم هذا فإن الحركة المسرحية بوهران جيّدة حسب المتحدث وذلك بفضل الكمّ الهائل من العروض المسرحية التي تقدم على ركح الخشبة وتستقبل فنانين ومواهب من مختلف ولايات الوطن ناهيك عن الإقبال الكبير للجمهور الذي لا يبارح أبدا القاعة ويتابع يوميا كل جديد، إضافة إلى أن مسرح علولة ينتج كل سنة على الأقل مسرحيتين؛ واحدة موجّهة للكبار والأخرى للصغار، ولا يشترط أن تكون أعمال من مدينة وهران بل حتى الولايات الأخرى، وكل هذه العوامل ما هي إلا حافز حقيقي لبذل جهود مضاعفة من طرف الإدارة التي تطمح لاستقطاب أكبر قدرٍ ممكن من الجماهير، كما أنها تفتح أبوابها لكل الفرق الهاوية والمحترفة من وهران وخارجها حتى لا يكون هناك فضاء منغلق خصوصا في هذه المدينة الواسعة ذات الكثافة السكانية العالية. ومن جهة أخرى، فلم يستطع محدثنا أن يخفي أسفه حيال وجود قاعة واحدة للمسرح في الوقت الذي تصنف فيه وهران على أنها من أكبر المدن الجزائرية في عالم الفن والسياحة، لأن مسرح علولة رغم كبر مساحته وسعة قاعته إلا أنه يبقى غير قادر على إستيعاب العدد الهائل من الجماهير التي ترغب في مشاهدة أحدث العروض المسرحية خصوصا الأطفال فإذا كانت وهران تحتاج لأكثر من قاعة فكيف لها أن تبقى منغلقة على نفسها دون وجود أية تظاهرات أو مهرجانات تتشرف بها وتنافس بها الولايات الأخرى، أو ربما حتى الدول العربية التي نجحت في التألق من خلالها. وفيما يتعلق بسؤال حول المشاركات الفنية للفرق المسرحية الوهرانية بمختلف المهرجانات والتظاهرات الوطنية والعربية وسبب فشلها في افتكاك أية جائزة أو حتى ترشيحها ضمن أحسن العروض المقدمة فقد أوضح السيد عزري الغوثي أن الأمر يرجع دوما للجان التحكيم لأنها الوحيدة التي تمنح هذه الجوائز، لكن في حقيقة الأمر إن الجائزة ليست المقياس الحقيقي للحكم على نجاح أو فشل العرض المسرحي، حيث أن هناك مسرحيات نالت الكثير من الجوائز لكنها لم تتماشى مع طلبات الجمهور ولم تنل إعجابه بتاتا في الوقت الذي تحقق فيه بعض العروض استقطابا هائلا وإقبالا منقطع النظير حتى أن الجمهور يطالب بعرضها مرارا وتكرارا، وخير دليل على ذلك حسبما أكده مدير مسرح علولة غوثي عزري فإن العالم بأسره خرج من دائرة تقديم الجوائز في مختلف المهرجانات الدولية وخير دليل على ذلك مهرجان قرطاج بتونس الذي تخطّى هذا البروتوكول وعزف عن تقديم جوائز للفائزين بل اكتفى بتقديم العروض المشاركة فقط. مما يولّد نتيجة واحدة وهي أن الجائزة لم تعد لها قيمة ومعنى صحيح كما في السابق بل صارت مجرّد رأي نخص به لجنة التحكيم التي صارت تحكم على أي عرض مسرحي من منظورها الخاص، وهو ما لا يتفق مع المقاييس الصحيحة للحكم على عرض معين، ليبقى في الأخير الجمهور هو الحكم الوحيد وله القرار الأوحد في أن ينجح العرض أو يفشله. ودائما في ذات السياق فقد أوضح محدثنا أن مسرح علولة يطمح لإنتاج عدد معين من المسرحيات وكان قد وافق على إنتاج 7 عروض مسرحية لكنها للأسف بقيت مجرد مشروع لا غير بعد أن سدّت الأبواب في وجه الإدارة وصعب عليها توفير ميزانية خاصة لتمويل هذه المشاريع بعد أن أغلقت جميع المنابع المالية التي من المفروض أن يعتمد عليها المسرح لإنتاج هذه العروض التي بقيت حبرا على ورق، لتدخل المعاناة المالية في خضمّ نشاطات مسرح علولة وتقف كعقبة أمام تطور الفن الرابع بعاصمة الغرب الجزائري، لكن هذا لم يمنع من إنتاج مسرحيتين واحدة للصغار و هي »الأسد والحطابة« لمراد سنوسي وإخراج سمير بوعناني والأخرى للكبار بعنوان »سيفاكس« لبوزيان بن عاشور وإخراج مولفرعة عيسى في انتظار المصادقة على المشاريع الأخرى من طرف الوزارة حتى تكتمل الفرحة والعزيمة لدى فناني الباهية الذين هم على أتم الإستعداد لخوض معركة فنية أخرى والدخول بقوة في مختلف المنافسات الوطنية والعربية، رغم أنه لم يبق أي مهرجان محلي سوى مهرجان الأغنية الوهرانية الذي صار وحيدا في عالم الفن بمدينة عريقة لطالما اشتهرت بالحضارة والأصالة الفنية المنقطعة النظير. وفي آخر هذا اللقاء قدم عزري بصفته مدير المسرح الجهوي لوهران آمالا حول ازدهار الفن الرابع بالمنطقة الغربية للبلاد، من خلال تعزيز المكتبة الفنية بأنجع العروض المسرحية الناجحة كتلك التي شهدناها في زمن الراحل عبد القادر علولة والمرحوم سيراط بومدين وغيرهم من الممثلين المعروفين الذين احتلوا الصدارة في قائمة التمثيل المسرحي وتربعوا على عرش الإبداع، مؤكدا أن الإدارة تبذل ما في وسعها لرفع المستوى ومواكبة الحركة الثقافية الوطنية والعالمية من خلال استقبال الفرق الهاوية وإعطائها فرصة للوقوف على الخشبة وتقديم إبداعاتها أمام الجمهور الوهراني المتعطش لمثل هذه العروض ولا يتعلق الأمر بالفرق الوهرانية بل تلك القادمة من مختلف الولايات الجزائرية، وذلك على أمل أن يتعزز مسرح علولة بقاعات أخرى ومسارح ترفع الضغط الذي يعيشه هذا الأخير.